يعيش الفنان مصطفى فهمى حالة خاصة مع الدكتور شلبى الذى يجسد دوره فى المسلسل الكوميدى «الدنيا لونها بمبى»، ويشهد أولى تجاربه فى عالم الكوميديا الذى احتفل بنهاية تصويره مؤخرا، وهى التجربة التى يصفها بأنها الأصعب فى مشواره الفنى على الإطلاق، مؤكدا أنه سيفكر كثيرا قبل تكرار تجربته مع الكوميديا، ويكشف مصطفى فهمى، فى هذا اللقاء، عن تفاصيل الأدوار التى يظهر بها على الشاشة الصغيرة، «دكتور شلبى» فى مسلسل «الدنيا لونها بمبى»، وشخصية مجدى التى يلعبها فى «دموع فى نهر الحب». الشروق: لماذا الاتجاه للكوميديا فى هذا التوقيت؟ مصطفى: بعد نجاح مسلسل «قصة الأمس» الذى قدمت فيه دور رجل يتزوج على زوجته، تملكتنى رغبة قوية فى أن ألعب دورا مختلفا تماما وشخصية لم يسبق لى أن لعبتها من قبل ووجدت هدفى فى شخصية الدكتور «شلبى» التى انجذبت إليها منذ أن شاهدت رانيا زوجتى وهى تضحك لحظة قراءتها الدور، خاصة أن المسلسل تم عرضه على رانيا قبل أن يتم ترشيحى للدور. الشروق: هل يعنى هذا أنك سعيت إلى هذه التجربة؟ مصطفى: ليست هذه طبيعتى ولكن شاءت الأقدار أن أفاجأ بالمخرج يعرض على الدور وهو ما حمسنى جدا للموافقة عليه وشعرت بأنها تجربة مثيرة. الشروق: ألم ينتابك الخوف من لعب أدوار كوميدية فى سابقة هى الأولى لك؟ مصطفى: شعرت بحالة رعب وتوتر لم أواجهها مع أى عمل من قبل ولكن ما شجعنى عليه أن هناك تجارب سابقة لنجوم كبار فى هذا المجال مثل يوسف وهبى وعمر الشريف وجاك نيكلسون ومات ديمون وروبرت دى نيرو، هذا إلى جانب أن المسلسل يعتمد على كوميديا الموقف. الشروق: وكيف وضعت تصوراتك لشخصية الدكتور شلبى؟ مصطفى: حرصت على تغيير «اللوك» الخاص بى تماما بما يتناسب مع رجل قروى ترك قريته ليصبح طبيبا بيطريا ويعود مرة أخرى ليساعد أهله فى إنقاذ مواشيهم ثم يدخل مجال السياسة ولكنه لم يتأثر بالمدنية ومن هنا قمت بتغيير تسريحة شعرى واستعرت نظارة أشرف سالم مخرج العمل لألبسها طوال الحلقات كما اخترت ملابس الشخصية لتكون بسيطة ومتواضعة حتى الأحذية التى استخدمتها فى العمل حرصت على اختيارها بنفس الشكل وهى محاولات للوصول إلى شكل للشخصية وفقا لرؤيتى لها. الشروق: وما علاقة شلبى الطبيب البيطرى بالسياسة؟ مصطفى: هذه هى مفارقة العمل، فهذا الرجل الذى لا يعرف أى شىء عن السياسة يجد نفسه منغمسا فيها بعد أن ينتخبه أهل قريته عضوا فى مجلس الشعب ويلمس عن قرب الفساد المتوغل فى الحياة السياسية المصرية ويتم اتهامه فى قضية فساد وتكاد حياته الزوجية والعملية أن تنتهى ولكنه فى النهاية يقدم نموذجا لشخصية موجودة فى الحياة بشكل أو بآخر. الشروق: وبعد خوض التجربة، كيف ترى المسألة؟ مصطفى: استمتعت ولكننى تعبت كثيرا لدرجة أننى قررت عدم تكرارها إلا بعد فترة طويلة فهى مرهقة جدا فضلا عن أننى عشت حالة توتر غير عادية. الشروق: هل صحيح أنك رفضت استكمال تصوير العمل إلا بعد حصولك على أجرك كاملا؟ مصطفى: لقد قرأت هذا الكلام منشورا فى إحدى الصحف كأى قارىء عادى وفوجئت بمدير الإنتاج وهو منزعج مما نشر فضحكت خاصة أننى كنت لحظتها أصور أحد المشاهد وربما أننى قلت ذات مرة مازحا أننا لن نستكمل التصوير حتى نحصل على مستحقاتنا ليحول أحد الصحفيين هذه المزحة إلى خبر تهديد فعلى والدليل على صحة كلامى أن هذا المسلسل هو أول مسلسل يتم الانتهاء من تصويره ولم يستغرق سوى 59 يوما فقط. الشروق: بمناسبة الحديث عن الصحافة.. فلنتحدث عن دور الصحفى الذى تلعبه فى مسلسل «دموع فى نهر الحب»؟ مصطفى: ألعب دور مجدى وهو صحفى يكافح الفساد بكل قوته ويجرى وراء الأخبار التى تكشف الفساد ولا تهمه المسائل العاطفية ولا المجاملات ويرفع شعار الضرب على رءوس الفساد، لكنه يقع فى مشكلة شائكة عندما تقع تحت يده مستندات تدين زوج صحفية زميلة له وتلعب دورها وفاء عامر فيحاول صديقه الصحفى أو الفنان خالد زكى إقناعه بعدم النشر حفاظا على حق الزمالة، ولكن إنسانا بهذه المبادئ يكون من الصعب أن يغير موقفه وأحداث المسلسل ستكشف عن العديد من المفاجآت، وهو من تأليف منى نور الدين وإخراج تيسير عبود. الشروق: هل يتكرر الأمر معك هذا العام ويتم عرض المسلسلين فى شهر رمضان كما حدث العام الماضى؟ مصطفى: لست حريصا على عرض أعمالى فى شهر رمضان وشعرت بضيق عندما علمت أنه سيتم عرض مسلسلى «جدار القلب وقصة الأمس» معا فى شهر رمضان الماضى رغم أنهما حققا نجاحا كبيرا فما يهمنى أن يجد مسلسلى فرصة طيبة فى العرض حتى يحكم عليه المشاهد جيدا. الشروق: وما شروطك الأخرى فى أعمالك؟ مصطفى: أول شرط لى هو توافر سيناريو جيد أستمتع به وأنا أقرأه وكأنه قصة، ثانيا دورى فربما يكون الورق جيدا لكن الدور غير مناسب والعكس صحيح، إلى جانب فريق العمل من مخرج وفنانين متمكنين وجهة إنتاج لا تبخل على العمل. الشروق: هل من الممكن أن تغامر مع مخرج جديد؟ مصطفى: المغامرة مطلوبة ودورى فى مسلسل «الدنيا لونها بمبى» مغامرة، وأنا لدى استعداد طوال الوقت لأغامر مع مخرج جديد وعمل جديد. الشروق: منذ بضعة أعوام والمسلسلات يتم تسويقها عن طريق اسم النجم، فكيف ترى هذا الأمر؟ مصطفى: أعتقد أنه فى التسويق فى التليفزيون لابد أن يكون نص العمل هو رقم 1 والنجم رقم 2 ، لأن النص هو الذى يشد الناس، أما فى السينما فيختلف الأمر، حيث إن الناس تنزل من بيوتها وتذهب إلى دور العرض من أجل اسم نجم بعينه ومن هنا نقول إن هذا نجم شباك لكن التليفزيون لا يوجد به نجم شباك لأنه يخترق البيوت. الشروق: هذا عن اعتقادك.. فماذا عن الواقع؟ مصطفى: ما يحصل حاليا فى عملية التسويق أنهم يطلبون اسم نجم بعينه وهى قاعدة صحيحة نوعا ما، فالقنوات يهمها عرض المسلسل الذى يقوم ببطولته فنان يلقى قبولا لدى الناس وتحرص على متابعة أعمالهم، أما عن نفسى فأنا من مؤيدى التسويق بالورق. الشروق: وماذا عن اسم مصطفى فهمى وقدرته فى تسويق المسلسل؟ مصطفى: لا أعرف ترتيبى فى هذه القائمة، وأعتقد أن المنتجين وحدهم الذين لديهم هذه المعلومة. الشروق: ولكن بالتأكيد معلومة أجرك كفنان متوفرة لديك؟ مصطفى: أجرى متفاوت عاما بعد عام ومتعلق بالنجاح الذى تحققه مسلسلاتى، فعلى سبيل المثال، قمت برفع أجرى هذا العام بعد النجاح الذى حققته العام الماضى فى مسلسل «قصة الأمس» خاصة أنه عندما لا تحقق أعمالى النجاح المرجو منها لا أرفع أجرى وهذه هى سياستى فى مسألة الأجور. الشروق: يقال إن سر نجاح مسلسل «قصة الأمس» هو حالة الرومانسية التى تميز بها العمل والتى كانت سر نجاح المسلسلات التركية المدبلجة؟ مصطفى: أنا أرى أن نجاح المسلسلات التركية يعود لملل المشاهد المصرى من الوجوه والديكورات ومواقع التصوير التى حفظها عن ظهر قلب وعليه انجذبوا إلى الأتراك بعد أن شاهدوا أماكن مختلفة وللعلم مواقع تصوير مسلسل «نور» تحولت إلى مزارات سياحية لأبناء المنطقة العربية وهو ما يجب أن ينتبه إليه صناع الدراما فلابد من إيجاد أماكن جديدة والخروج إلى مواقع تصوير غير مسبوقة. الشروق: هل تتفق مع الذين يؤكدون أن البساط ينسحب من تحت أقدام الدراما المصرية؟ مصطفى: لا أبدا ولقد سمعنا هذا مع ظهور الدراما السورية رغم أن السوريين لم يتميزوا إلا فى الأعمال التاريخية نظرا لأن الجيش هناك يوفر لهم كل ما يحتاجونه ولكن الدراما المصرية كما هى وإن كانت فى حاجة إلى تطبيق رؤية جديدة وأسلوب يجذب المشاهد الذى يبحث عن كل ما هو جديد. الشروق: أخيرا ما رأيك فى استعانة جهات الإنتاج بفنانين ومخرجين عرب؟ مصطفى: إذا كانت جهات الإنتاج هذه تمثل القطاع خاص فمن حقهم الاستعانة بنجوم عرب كيفما شاءوا فهذه أموالهم، لكننى أعيب على القطاعات الحكومية الممثلة فى صوت القاهرة وقطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامى، استعانتها بفنانين عرب خاصة إذا كانوا غير مضطرين، فمن المفروض على هذه القطاعات تشجيع صناعة البلد والنهوض بالفنانين المصريين ولا يجوز ضرب الصناعة كفن وفنانين فالدولة يجب أن تقف مع أبنائها.