الموسيقار حلمى بكر يصف تترات مسلسلات رمضان هذا العام بأنها خيبة تقيلة، وباستثناء عملين على الأكثر فكل ما قدمته الأعمال الدرامية عبارة عن أغانٍ ليس لها علاقة بالتتر، مشيرا إلى أن التتر يجب أن يكون جملة موسيقية قصيرة، ونغمة جديدة وكلمة من وحى قصة العمل، الهدف من هذا الشكل أن يكون التتر معبرا عن المسلسل، بما يساعد المشاهد فى التعرف على المسلسل من اللحن الخاص به، ولكن معظم منتجى الدراما اتجهوا لتقديم أغنيات كاملة والرهان على نجاح المسلسل بنجاح الأغنية من خلال عرض على القنوات مصحوبة بلقطات من المسلسل، وهى الموضة التى ظهرت العام الماضى وسارت عليها صناعة الدراما هذا العام. وأشار إلى أن الموسم الرمضانى الحالى يمكن تسميته بعام استنساخ التترات، وقال: «معظم ألحان التترات تشعر بأنك سمعتها من قبل، وذلك لأنها منقولة عن أصول، وأذكر منها تتر مسلسل عريس دليفرى الذى جاء قريب الشبه بتتر البرنامج الرمضانى «بركات ملك الحركات» ، كذلك أخذت تترات أخرى ألحانا من أغنيات شعبية مثل «الطشت قاللى» و«عواد باع أرضه»، وغيرها. وعن اتجاه عدد كبير من المسلسلات لاستخدام تيمات الغناء الشعبى كسمة مميزة للتترات، قال إنها جزء من الموضة التى انطلقت من العام الماضى، ولكنها جاءت لتسىء للغناء الشعبى، وذلك لأنها لم تقدم ألحانا جديدة وإنما كررت ألحانا موجودة بالفعل، فيما هبطت التترات بمستوى الكلمات إلى حد الإسفاف، واستخدمت ألفاظا متدنية للغاية، معلقا بقوله: «ليس معنى الشعبى أن أستخدم كلمات سوقية». وعن الأعمال التى يراها قدمت شيئا جديدا قال إن أغنية مسلسل «الكبير قوى» قدمت حالة مزج بين الراب والصعيدى بشكل جيد، وتناغم جيد بين الآلات.. الربابة مع الكى بورد والأصوات الإلكترونية، وهى فى مجموعها تجربة جيدة. كذلك أشار إلى تتر مسلسل وادى الملوك والذى اعتمد على ثلاثى مضمون النجاح والمكون من كلمات عبدالرحمن الابنودى ولحن عمار الشريعى وصوت المطرب على الحجار. فيما أشاد بصوت المطرب أحمد سعد وقال إن مشكلة تترات مسلسل شارع عبدالعزيز أنها لم تخدم صوت سعد ولم تمنحه الفرصة لاستعراض إمكانياته الصوتية، وكذلك تترات «كيد النسا» الذى لم يستفد بشكل جيد من إمكانيات وائل جسار. ويرى المؤلف والملحن الشاب عزيز الشافعى أن هذا العام الأسوأ فى مستوى تترات المسلسلات خلال العشر سنوات الأخيرة. وأضاف أنه كان يتوقع أغانى تتراتها تخطف أذن المشاهد، ولكنه لم يجد جديدا، وان النغمة التى لفتت انتباهه هى تتر مسلسل «الريان»، أما باقى التترات فلم ير فيها شيئ مميز. وأشار عزيز إلى أن الأمر يرجع إلى التسرع فى عمل أغانى التترات للانتهاء منها بأقل وقت ممكن من أجل اللحاق بالعرض الرمضانى، وهو ما أثر بالسلب على مضمون الأغنية، وهناك مسلسلات تم عمل تترات لها لا تعبر عن دراما العمل على الإطلاق. ومن وجهة نظره يرى الشاعر الغنائى أمير طعيمة أن تتر مسلسل «آدم» كلمات أحمد فؤاد نجم وألحان ياسر عبدالرحمن وغناء تامر حسنى هى الأقرب للتعبير عن أحداث المسلسل، وكان لصوت المطرب الشعبى بهاء سلطان دور مؤثر مع مسلسل «دوران شبرا» وكذلك فضل شاكر مع «الريان»، وقال إن تلك التترات ساهمت فى خلق انطباع جيد عند الجمهور بعكس أعمال أخرى لم ترتق للمستوى المطلوب والمرجو منها، فيما أرجع سبب ضعف مستوى معظم تترات المسلسلات إلى حالة الاستعجال وتصوير الأعمال فى وقت ضيق، خاصة أن كثيرا من المنتجين لم يكن فى حسبانهم أنهم سوف يستكملون أعمالهم بعد الثورة.