توالي نجاح التتر التليفزيوني في مسلسل أبنائي الأعزاء شكرا وأغنية بابا عبده الشهيرة بطولة عبدالمنعم مدبولي ثم مسلسل برج الحظ الذي غني تتره الفنان محمد عوض. الذي قام بدور شرارة أو مسلسل نجم الموسم ، وتتر حنفي الونش للفنان الراحل محمد رضا وبدأت الخدع تظهر في التتر التليفزيوني بشكل بدائي بسيط جد لكن المحاولة وقتها كانت وليدة النجاح وتكرر هذا النجاح علي يد المخرج الراحل فهمي عبدالحميد الذي أبدع بحق في تتر فوازير نيلي أو فوازير شريهان واستمر النجاح في تتر فوازير سمير غانم فطوطة ثم جاءت فترج الثمانينات التي شهدت شهرة واسعة للتتر التليفزيوني علي سبيل المثال مسلسل ليالي الحلمية وكلمات سيد حجاب ومنين بيجي الشجن عن اختلاف الزمن والتي غناها المطرب محمد الحلو ولحنها ميشيل المصري ثم أبدع المطرب علي الحجار أيضا في تتر مسلسل أبوالعلا البشري ما تمنعوش الصادقين عن صدقهم ولا تحرموش العاشقين عن عشقهم أو في الجز الثاني أبوالعلا البشري عام1990. وتبدأ فترة التسعينيات بمرحلة جديدة في تطور التتر التليفزيوني بعد أن كان التتر مجرد أسما تظهر وترتفع وتنخفض وتظهر وتختفي عما حدث في تتر مسلسل ليالي الحلمية فظهر مسلسل المال والبنون التي غني تترها علي الحجار أيضا مع حنان ماضي لينفرد الحجار وحده في مقدمة مطربي التتر التليفزيوني ومن بعده محمد الحلو سواء في ليالي الحلمية أو زيزينيا ثم محمد ثروت في مسلسل) من الذي لا يحب فاطمة( ودخل الممثلين لعبة غناء التتر التليفزيوني بكثرة بعد أن سبقهم بسنوات محمد عوض في مسلسل برج الحظ غنت فردوس عبدالحميد تتر مسلسل أنا وأنت وباب في المشمش أو الفنان الراحل فؤاد المهندس لكن في الاذاعة أو المسرح أو في التليفزيون في فوازير عمو فؤاد بأجزائها الثلاثة رايح يصطاد وبيلف بلاد ورايح الاستاد وهكذا غطي نجوم الكوميديا علي نجاح غناء المطربين للتتر التليفزيوني بشكل كبير وان كان هناك نجاح متكامل للتتر التليفزيوني كلمات وغناء وتلحين في بعض المسلسلات القديمة مثل أوراق الورد للمطربة وردة أو المسلسلات الدينية مثل علي هامش السيرة و)محمد رسول الله( بأجزائها الخمسة للمطربة ياسمين الخيام وتوالت ابداعات التتر التليفزيوني في فترة التسعينات بمسلسلات بوابة الحلواني والذي ظهر فيها تطور صورة التتر التليفزيوني بشكل ناجح بطريقة الجرافيك ومسلسل أرابيسك للمطرب حسن فؤاد وينفلت من بين ايدينا الزمان كأنه سحبة قوس في أوتار كمان أو حديث الصباح والمساء التي غنت تترها أنغام ولحنها عمار الشريعي وظهر نجوم جدد في عالم غناء التتر التليفزيوني مثل المطربة نهال نبيل في تتر مسلسل سارة أو ظهور كبير للمطرب اللبناني وائل جسار في تتر مسلسل الدالي.. مين ده اللي كاره دنيتك وبيشتهي موتك مين ده اللي موته في كلمتك وحياته في سكوتك أو المطرب الإماراتي حسين الجسمي في تتر مسلسل بعد الفراق وهكذا مع بداية القرن الجديد تطور التتر التليفزيوني وانتشر بين الشباب علي الموبايلات والرسائل القصيرة وعلي شبكة النترنت ونجح الشاعر أيمن بهجت قمر في استثمار موهبته في كتابة عشرات من التترات التليفزيونية الساخرة وأبرزها حينما كتب تتر مسلسل يتربي في عزو والذي غناه هشام عباس أو هذا العام في عدة مسلسلات تليفزيونية مثل أهل كايرو والتي غناها حسين الجسمي عيني علي أهل كايرو والكل عامل مثالي ونازلين في بعض يعايرو أو مسلسل العار والتتر المنتشر بكثرة علي الموبايلات الآن والتي غناها المطرب الجديد آدم: )فولوا للي أكل الحرام يخاف بكره اللي كله يفسده( أو مسلسل الفوريجي وغيرها. لكن هذا العام نضج التتر التليفزيوني بعد نضج التصوير التليفزيوني من قبله بشكل كبير وأصبحت الرؤية التليفزيونية بتكنولوجيا الكاميرا السينمائية الواحدة وأبرزها منذ أعوام مسلسل الملك فاروق وهذا العام أغلب المسلسلات تليفزيونية. وحينما نري تتر مسلسل الحارة للمخرج سامح عبدالعزيز نري تكامل الرؤية التليفزيونية العبقرية في التتر الذي يمزج مناطق الحارة المصرية مع أسماء الممثلين وفريق العمل. ثم تتر مسلسل الجماعة والمخرج محمد ياسين وهذا الكم الهائل من فريق العمل مكتوبا في التتر التليفزيوني من تصوير ومونتاج وديكور وموسيقي وتمثيل وهذا العنصر أصبح الآن عنصر عادي جدا في التتر التليفزيوني هو عنصر التمثيل بعد ظهور عبارة الممثلين حسب الظهور في كل حلقة. وظهر ابداع كبير في الرؤية الكاريكاتيرية التي نفذها رسام الكاريكاتير مصطفي حسين في مسلسل ماما في القسم أو فكرة أحمد مكي المحبوبة في تتر مسلسل الكبير أوي والتي نفذها بعناية المخرج أحمد الجندي وتسابق الجمعي علي حفظ كلمات الأغنية الراب صعيدي لأول مرة بطريقة الترجمة الفورية لأوبجكشن علي طريقة أحمد مكي قائلا: أنا جيت نورت البيت جوم فذ يا ولد وطي الBiss وعيلي البيت وهذه هي كلمات صعيدي بطريقة الراب ميوزيك مع تطور الطريقة الكارقون الكوميدية في التتر التليفزيوني لكن البعض يفرق بين الرؤية السينمائية أو الرؤية التليفزيونية للتتر.. فهذه معلومة مغلوطة وفي الحقيقة الإثنان واحد هكذا يبدأ المخرج سامح عبدالعزيز بإبداء رأيه قائلا عن تتر مسلسل الحارة أنه أخرجه برؤية فيديو والتتر عملته بإخراج تليفزيوني وليس بتكنيك سينمائي كما يدعي البعض ولا يوجد حاجة اسمها سينما أو تليفزيون الآن في مجال الإخراج أو تصميم التتر وعن الصورة التي قدمتها للحارة في تتر المسلسل أعتقد أنها صورة واقعية جدا وليست صورة مظلمة ومشوهة.. انظر خلف جريدة الأهرام تري حواري السبتية وبولاق أبوالعلا فهي نموذج للحارة المصرية الواقعية الآن ونقلة في التتر بدون تحريف أو تجميل أو تشويه. هذا عن صورة التتر التليفزيوني اما عن الكلمات واللحن فيري الدكتور أشرف توفيق الأستاذ بالمعهد العالي للسينما ان سوق الكلمات وفجاجة التعبير وكشف الأوراق علي حقيقتها هي عناصر التتر التليفزيوني في بعض المسلسلات التليفزيونية أبرزها ما رأية وهو مسلسل زهرة وأزواجها الخمسة فهو تتر تليفزيوني طويل استطاع من خلال عناوينة وتوابعه ان يوضح كل ما يخص زهرة فقط ومعاناتها بالاضافة الي المشاهد التي تم انتقائها من المسلسل بشكل عشوائي بسيط لاتهدف غرض التتر بالاضافة الي كلمات تتر المسلسلات الأخري واختلف مع كتاب هذه التترات مثل ايمن بهجت قمر وفداء الشندويلي.. فهناك فرق بين الشعر السوقي والشعر العامي فلابد من انتقاء الكلمات وإلا صناع معني الشعر وضاعت كلمات الموال كما فعلها العام الماضي الشاعر احمد فؤاد نجم في مسلسل( ريا وسكينة). أما عن تطور تقنيات التصوير التليفزيوني للتتر فيري الدكتور أشرف توفيق أنها لم تتطور في كل المسلسلات وانما في حالات نادرة جدا أبرزها مسلسل( همام شيخ العرب) وهو تتر تليفزيوني متطور لكن انظر الي تترات المسلسلات الأخري تري اختيار مشاهد مدة المسلسل وكثرة تقطيع في المشاهد تربك عينا المشاهد ويعتقد المخرج أن ذلك تعبير درامي يفهمه الناس.. بل بالعكس هو ركاكة في التعبير وبساطة شديدة في المضمون وعدم وجود موهبة حقيقية في التصوير او تقديم التتر التليفزيوني علي أنه عنوان حقيقي للمسلسل واحداثه وربما خدم هذا التتر المسلسل وأوصله الي نجاح مستمر لعدة سنوات ويتضح ذلك في رد فعل المشاهد وربما كان التتر هو الذي ينجح ويستمر في ذهن وعقل وأذن المشاهد لسنوات في مسلسل غير ناجح. ولفنيين التترات وجود مستقل الآن في المسلسلات التليفزيونية يؤكد ذلك المخرج جورج ألبير وهو ايضا مونتير موهوب ويري أن هناك مدرستين ظهرا في مجال التتر التليفزيوني الآن بعد تطوره الآن كمدرسة تعتمد علي شغلAFTEREFFECTS( أفترافيكت) وهي فنون الجرافيك ومدرسة عادية.. فمن أمثال المدرسة الأولي لفن الجرافيك جاء مسلسل( أهل كارو) ومونتير هو مخرج يتحدث عن وقائع حدثت في الدراما الخاصة بالمسلسل ويقدم ذلك مدة خلال التتر الذي يتناسب تماما مع كلمات المطرب حسين الجسمي وكل كلمة تشرح لقطة او شخصية تظهر في التتر وهذا تشويق للمتفرج يجبره علي متابعة المسلسل وهناك أيضا برنامج( أسعد الله مساؤكم) الذي قدمه المذيع أكرم حسني الشهير بسيد أبو حفيطة فمن الواضع ان التتر معمول له اخراج خاص وسيناريو مكتوب بالاتفاق مع مونتير مجتهد ومخرج موهوب. وهذا يؤكد أن التتر هو في الحقيقة عنوان المسلسل واذا كان لايخدم المسلسل فلن يكتمل النجاح والمخرج الذي يحاول الحفاظ علي نجاح مسلسله يقوم باعطاء التتر لمخرج آخر ليقوم بعمله من البداية الي النهاية وفي السينما التتر له دور عام جدا والجزء من الدقيقة في تتر الفيلم لها دور مؤثر في الأحداث والبداية والنهاية. اما عدة المدرسة الواقعية في التتر والتي تنتهج المنهج العادي البسيط فنجد ذلك في تترات بعض المسلسلاات مثل الحارة وقصة حب ومسلسل عايزة اتجوز للمخرج رامي عادل امام.. وكلام المخرج جورج البير عن تطور التتر التليسفزيوني يؤكد علي وجود تطورات في تفصيليات التقنيات الفنية لاداعي للخوض فيها الآن مثل برنامجAFTEREFFECTS الذي يضفي لمسات علي الANMATOM وتصحيح الألوان وانما الذي يهم القاريء او المشاهد هو الشكل النهائي للتتر وجمالياته وما اذا كان في الصوت والصورة سيئي او حسن.. هكذا تبدأ الدكتورة تماضر نجيب أستاذ المونتاج بالمعهد العالي للسينما في عرض رؤيتها عن تطور التتر التليفزيوني وأن هذا التطور بدأ بشكل بسيط ثم انتهي الآن الي هذا الشكل بعد أن تطورت الدراما التليفزيونية نفسها بطريقة الHD( هاي ديفينيشن) وهي تقنيات حديثة في الصورة ثم تطور تقنيات المونتاج وآلات القطع الآن بالكمبيوتر فأصبحنا نري هذا الشكل الجمالي المبهر في التتر التليفزيوني وفي المستقبل ربما سنري مدارس جديدة في التتر التليفزيوني وهذا النجاح في التتر التليفزيوني نابع من فريق عمل يجلس في البداية مكون من كاتب الأغنية والملحن والمخرج حتي نري في النهاية بعد نجاح هذا اللقاء الثلاثي لحنا يعبر عن المعني وكلمات تلخص المضمون واخراج بيرز المعني ويترجمه بشكل مرئي وهكذا رأينا مثلا في مسلسل الجماعة لحنا لعمر خيرت يبدأ هاديء ثم يتوالي في التصاعد والعنف حتي كأنه يترجم تاريخ بداية الجماعة الهاديء ثم توالت فترات العنف وهكذا يمكن أن تسمع مع اللحن الجميل ترجمة لمضمون المسلسل او تاريخ ما يحكيه ومع كثرة الCast او فريق عمل المسلسل طال التتر اومتد واصبح ليس مجرد اسماء تظهر بشكل عريض انما كل فريق العمل من الصغير الي الكبير يظهر في هذه الملحمة المسماة.. التتر التليفزيوني.