بدأ بث التليفزيون المصرى عام 1960 وبعد قليل بدأ تنفيذ أعمال درامية (مسلسلات) خاصة للشاشة الصغيرة، لكن صناعة الأعمال الدرامية التليفزيونية المبكرة لم يهتموا بتترات المسلسلات وتعاملوا معها على اعتبار أنها شىء هامشى وأن أهم منها فكرة العمل والممثلين إلى آخره، واستمر هذا الحال طوال ما يقرب من عقد من الزمان إلى أن تم عام 1978 تنفيذ مسلسل (الأيام) الذى أحدث ما يشبه الثورة فى تيترات المسلسلات. أغنية تتر البداية والنهاية التى شدى بها على الحجار فى كلمات رائعة ولحن أكثر روعة كشف للناس أهمية أن يدعم العمل الدرامى بتتر قوى يتم افتتاح العمل وينتهى به. وتلا الأيام مسلسلات أخرى أو محطات أخرى قوية تتذكر إذن المشاهد منها ألحان تترات رائعة مثل ليالى الحلمية أو موسيقى رأفت الهجان ودموع فى عيون وقحة وقبلها الدوامة إلى آخره. الآن أصبح الاهتمام بتترات العمل الدرامى التليفزيونى يأخذ حيز كبير من القائمين على العمل.. ما هى الأسباب وكيف يتم هذا؟ يقول المخرج الكبير محمد فاضل أنا أتشاور مع أبطال العمل أثناء التصوير على شكل التتر إلى أن نتفق وننفذه بعد التصوير، والحقيقة أن ما يساعدنا على الاختيار المناسب لشكل التترات هو المصور الفوتوغرافى لأن صور العمل تظهر أمامنا الفكرة النهائية لتنفيذ تتر العمل. ويضيف فاضل أن التيتر أى كان هيئته سواء كان أغنية أو موسيقى فقط لابد أن يعبر عن الأحداث وعن عنوان المسلسل. ترتيب الأسماء ويرى النجم هشام سليم أنه من أسباب نجاح التتر هو ترتيب أسماء أبطاله بشكل مناسب لأن هذا يريح المشاهد نفسيا فإذا وجد المشاهد مثلا أن نجمه المفضل صاحب التاريخ الفنى يسبق اسمه ممثل صغير هذا سوف يشعره بالضيق وسيتعلق على هذه المسألة. أما تطوير الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى فيؤكد على أن فكرة تطوير التتر مسئولية المؤلف فمثلا إذا كان المؤلف يقدم فكرة خيالية أو فانتازيا فهو يوحى إلى المخرج بفكرة التيتر وتطويره. لقطات وترى فردوس عبد الحميد أن الاستعانة بلقطات من المسلسل فى إخراج التتر قد يحرق أحداثه إذا لم تستخدم اللقطات بصورة مدروسة فالمشاهد الآن يتابع التتر كى يربط الأحداث التى لم يرها فى العمل ويستنتج من خياله باقى الأحداث. وأضافت أن هناك بعض المخرجين الذين يرفضون الاستعانة بلقطات العمل لزيادة التشويق لدى الجمهور منهم سمير سيف ومحمد فاضل. الأغنية ويقول الشاعر أيمن بهجت قمر أن أغنية التتر هى مسئولية كبيرة على الشاعر لأن عليه أن يعبر من خلال الأغنية التى لا تتعدى الدقائق الثلاث عن أحداث العمل الدرامى الذى تزيد ساعاته على الثلاثين ساعة. واضاف أنه عندما يأتى إلى كتابة تتر مسلسل ما يجلس مع المؤلف ليعطيه ملخصا عن الأحداث فقرأها أكثر من مرة قبل أن يبدأ الكتابة وقال أيمن إن دائما ما يقوم بالكتابة وهو على المقهى وسط الناس لأنهم هم من يلهمونه بكلمات أغانى التتر.