أصبحت أغاني تترات المسلسلات ساحة للتنافس بين المطربين والملحنين والموزعين والشعراء المهتمين بالغناء العربي ونظراً لتدهور سوق الكاسيت في مصر والعالم العربي وغياب عدد من نجوم الغناء عن الساحة الغنائية لفترات تصل في أغلب الأحيان إلي أعوام زاد الإقبال من جانب المطربين علي غناء تتر المسلسلات مثل علي الحجار ومحمد الحلو. وساهمت إعادة عرض المسلسلات التي تصاحبها التترات علي عدد من الفضائيات في اليوم الواحد في توسيع القاعدة الجماهيرية للتتر وصناعه. "المساء" تكشف الأسباب وراء إقبال نجوم الطرب علي غناء تترات المسلسلات من خلال هذا التحقيق. المطرب إيمان البحر درويش: نفي ان تكون أغاني تترات المسلسلات بمثابة تنوع في تناول الأغنية العربية بالنسبة للمطرب المحترف الذي من المفترض فيه ان يكون متنوعاً ومختلفاً ومجدداً في أدائه. أضاف أغنية التتر تتميز بكونها أغنية درامية في شكلها وهذا ما يعطيها طابعاً مميزاً. قال إيمان البحر درويش: أحذر المطربين الذين يقبلون علي أغاني التترات من مغبة الانقياد خلفها دون تفكير وتدبر وحثهم علي ضرورة التدقيق في اختيار الكلمات وشكل الغناء لما لأغنية التتر من أهمية بالغة علي سمعة المطرب سواء بالسلب أو الايجاب. أضاف تلعب أغنية التتر دوراً لا يمكن إنكاره في تحقيق الانتشار الجماهيري للمطرب إذا كانت الأغنية جيدة خاصة أنه يتم تكرار إذاعتها مصاحبة لبث المسلسل علي مدار حلقاته التي قد تصل إلي "30" حلقة أحيانا كما تقدم أكثر من مرة في اليوم الواحد من خلال إذاعة المسلسل علي عدد من الفضائيات للدرجة التي تجعل الجمهور يطالب المطرب بإدراجها في فقراته ضمن حفلاته الغنائية أما إذا كانت سيئة فإنها تأتي بعكس الغرض المطلوب منها. المطرب الشاب أحمد فهمي: خاض تجربة غناء تتر مسلسل "ماما في القسم" وشارك في بطولته مؤكداً أنه لم يفرض نفسه علي غناء تتر المسلسل خاصة أنه كان أحد أبطاله ولكن فريق العمل كان لهم رؤية مختلفة وأصروا علي غنائه لتتر المسلسل بحجة ان هذا الأمر سوف يعطي إضافة درامية للأحداث خاصة ان كلمات أغنية التتر احتوت علي مفردات تعبر عن الحال العام لأحداث المسلسل. يشير أحمد إلي ان هذا الأمر يحدث في معظم أغاني التترات الأمر الذي يعطيها قدراً من التميز. أضاف ان من بين الأشياء التي تميز أغنية التتر إنها تحاكي واقعاً اجتماعياً أو زمنياً معيناً علاوة علي احتوائها علي الحكمة في كثير من الاحيان وتختلف في أحيان أخري وتشتمل علي "الأفيهات" ولغة الشارع المصري المعروفة بين العامة. أوضح أحمد فهمي أن أغنية "التتر" تعتبر فرصة ذهبية للكثير من العاملين في الحقل الغنائي سواء كانوا ملحنين أو موزعين أو مطربين مع توسيع القاعدة الجماهيرية للمسلسل وتتراته. لم يختلف الأمر لدي الموزع الموسيقي أحمد عادل الذي أراد ان يؤكد ان من بين أبرز الأسباب التي تجعل المطربين يقبلون علي غناء تترات المسلسلات هي تقلص سوق صناعة الموسيقي في مصر خاصة في الآونة الأخيرة. أوضح قائلاً: عمليات "الهاكر" و "القرصنة" علي الألبومات الغنائية من خلال بعض المواقع علي الانترنت فور طرحها في الأسواق جعلت المنتجين يعزفون عن إنتاج المزيد من الألبومات وأضعفت صناعة الكاسيت في مصر فتسبب هذا الأمر في تحويل العديد من المطربين لوجهتهم وشقوا طريقهم إلي ساحة غناء التترات الخاصة بالمسلسلات وأيضاً الأفلام بجانب الأغاني الواقعة ضمن الإطار الدرامي داخل العمل الفني. وقال الملحن والموسيقار حلمي بكر: شهدت ساحة الفن غناء المطربين في الفترة الأخيرة للتترات وتهافت العديد من المطربين الذين أدعوا أنهم كبار في عالم الغناء وصناعة الكاسيت نحو غناء هذه المقدمات خاصة بعد ان تعثروا جميعاً في الاستمرار والانتشار جماهيريا وأصبح أغلبهم لا تنتج لهم أغان منذ فترة طويلة لانهم لم يجتهدوا لتحصين فنهم ومواهبهم وإمكانياتهم. أكد حلمي بكر ان تترات المسلسلات شهدت إقبالا من جانب المطربين العرب الذين أثبتوا تواجدهم وكفاءتهم ونجوميتهم في مواجهة المطربين المصريين علي حد وصفه مثل جنات ووائل جسار وآدم وحسين الجسمي وغيرهم. نفي حلمي بكر ان تكون أغاني التترات بمثابة إضافة وثقل فني للمطرب المؤدي غير ان تكرار عرض الأغنية عدة مرات خلال عرض المسلسل المتكرر يجعل المطرب حاضراً ومفروضاً علي المشاهدين للأعمال الفنية ومن ثم يمكن ان تعمل علي توسيع قاعدته الجماهيرية. أكد الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر:ان الاهتمام بأغنية التتر من جانب العاملين في الحقل الغنائي له مبرراته التي تجعلهم يبذلون ما في وسعهم لتقديم أفضل ما لديهم من أفكار وإبداع. أشار أيمن بهجت إلي ان أغنية التتر الخاص بالأعمال الفنية تساهم في تنمية مواهب الشاعر والملحن والمطرب أيضاً نظراً لارتباط الأغنية بأحداث و"روح" العمل الدرامي الذي تصاحبه الأغنية. أضاف ان التتر يخرج ما لدي الشاعر علي وجه الخصوص من إبداعات وابتكارات في استخدام الكلمة وتوظيفها بشكل لائق يساير التطور الذي حدث في تقديم الأعمال الدرامية فضلاً عن تطور الأحداث الحياتية اليومية وتطور لغة الشارع التي تعبر عن حاله. أوضح ان أغاني التتر تستطيع ان تفعل مالا يستطيع ألبوم غنائي كامل فعله في تحقيق الانتشار والوصول إلي الجمهور. مشدداً علي أهمية تصدي أصحاب القدرات الفنية الجيدة لعمل التترات لأنهم الأقدر والأثقل لما اعتبره تحدياً حقيقياً للفنان.