«سبحان مغير الأحوال».. قول يرد إلى الذهن كلما مرت بالخيال صورة رموز النظام السابق من نزلاء سجن طرة، ومقارنة أوضاعهم الحالية بمثل هذه الأيام من العام الماضى. والمقارنة لابد أن تشمل كذلك «أعداء نظام مبارك» ممن تبدلت أحوالهم بدورهم بعد الثورة، مقارنة بمثل هذه الأيام قبل عام. ففى الوقت الذى احتفلت فيه جماعة الإخوان المسلمين بإفطارها السنوى، يشاركها مسئولون حكوميون ووزراء وقيادات سياسية، كان نجلا الرئيس السابق، ورموز نظامه يتناولون وجبة إفطارهم خلف قضبان الزنازين التى طالما أمضى «الإخوان» أيامهم ولياليهم خلفها. وما إن تعلن دقات الوقت تمام الخامسة مساء، حتى يتوافد مندوبو المطاعم على البوابة الرئيسية لسجن طرة، ويقفوا فى طابور طويل حاملين وجبات المسجونين. ويشهد سجن مزرعة طرة تسابقا بين رجب هلال حميدة والقواس وسامح فهمى وزير البترول على دفع فاتورة الوجبات، وإن كانت الوجبات الجاهزة لنجلى الرئيس جمال وعلاء تصلهما منفصلة عن باقى المسجونين من المسئولين السابقين. مصادر من داخل السجن قالت ل«الشروق»، إن الشقيقين مبارك «التزما زنزانتهما بعد جلسة المحاكمة دون أن يتحدثا مع أحد من باقى الوزراء، وظهرت علامات الوجوم على جمال مبارك أثناء خروجه لتأدية صلاة التراويح وعودته إلى العنبر، حيث يلقى السلام عادة على جميع المصلين، ولكن بعد جلسة المحاكمة التزم الصمت تماما ويرفض الحديث مع الوزراء أثناء مقابلتهم فى الصلاة». ويضيف المصدر الذى طلب عدم ذكر اسمه: «يفطر رموز النظام السابق فى مجموعات، فرئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، يجتمع على وجبة الإفطار مع أحمد عز وأنس الفقى ومحمد عهدى فضلى، ويسدد كل منهم قيمة الإفطار منفردا». وتابع: «وفى عنبر 2 يجتمع إسماعيل الشاعر وأحمد رمزى وحسن عبدالرحمن وعدلى فايد، ويتناولون الإفطار معا، وتصل الغرفة رقم 3 وجبات الإفطار التى تكون أغلبها من اللحوم المشوية لكل من فتحى سرور وإيهاب بدوى وطلعت القواس وأمين أباظة وسامح فهمى وسعيد عبدالخالق، ويوسف والى وحسين مجاور». «وفى الغرفة رقم 4 حيث يقيم أسامة الشيخ وإبراهيم سليمان وصفوت الشريف وزكريا عزمى وعاطف عبيد وعمرو عسل وعلاء أبوالخير، ينضم إليهم رجب هلال حميدة، ومحمد عابد، ووائل على» وفق المصدر. أما اللواء حبيب العادلى فيفطر وحده يوميا وفى بعض الأحيان ينضم إلى جرانة والمغربى اللذين يلتزمان بوجبة إفطار واحدة تصلهما من مطعم بأحد الفنادق الكبرى.