صدرت مؤخرا الطبعة العربية لكتاب "هل يستطيع الآسيويون أن يفكروا؟" عن المركز القومي للترجمة، بترجمة حمزة بن قبلان المزيني، ويسعى مؤلفه كيشور محبوباني، إلى حث الآسيويين على مواصلة النهوض في مواجهة الغرب. ويوجه محبوباني ذلك السؤال الذي يحمله عنوان كتابه إلى سكان قارة آسيا بنوع من التأنيب، في ظل الحوار الدائر الآن عن إمكانية تحول ميزان القوى من الغرب إلى آسيا، التي تمثل الصين والهند فيها أكبر قوتين اقتصاديتين. وهو يطلب من الغربيين التنبه لهذا التحول قائلا: "وسيكون أمرا خطيرا لأوروبا والإنسانية إن كان المحللون غير قادرين على تحرير أنفسهم من المفاهيم النابعة من المركزية الأوربية للعالم". وفي المقابل، يرى محبوباني أن "مساهمة العمال في الدخل القومي في عدة بلدان قد انخفضت؛ مما تسبب في زيادة الاضطراب، وعليه نشهد تحولا مهما آخر في القوة العالمية، من السكان إلى المهندسين الرئيسيين للنظام العالمي، في عملية يدعمها تقويض الديمقراطية العاملة في معظم الدول القوية". و يرى أيضا أن الديمقراطية ربما لا تتحقق مع ما تتطلع إليه هذه البلدان من تقدم، فهي تقدم ذلك على أنه "يجب على أي مجتمع نام أن ينجح أولا في مجال النمو الاقتصادي، قبل أن يستطيع تحقيق الحريات الاجتماعية والسياسية التي نجدها في المجتمعات المتقدمة". ويبين محبوباني أنه ليس خصما للغرب، ولا لأمريكا، ذلك أن هدفه تنبيه الغرب إلى المشكلات التي يخلقها لنفسه وللآخرين، بسبب تعاليه وعدم التزامه بالقيم الديمقراطية التي يدعو الأمم الأخرى لاعتناقها. يذكر أن كيشور محبوباني هو كاتب وعالم ودبلوماسي من سنغافورة، عمل في هيئة الأممالمتحدة، وله العديد من المؤلفات، منها "ما بعد عصر البراءة: "إعادة الثقة بين أمريكا والعالم"، وصدر له ضمن أعمال المركز القومي للترجمة كتاب "نصف العالم الآسيوي".