ترجع تسمية منطقة «القابوطى» بهذا الاسم، إلى عهد الاستعمار الانجليزى، عندما كانت مكانا يجمع المراكب الشراعية، وكانت تحمل اسم «كابووت»، وتعنى كلمة ميناء المراكب، ومع مرور الوقت تغير الاسم إلى «قابوط»، ومنها إلى «قابوطى» حاليا. تعتبر منطقة القابوطى والواقعة جنوب محافظة بورسعيد، من أقدم المناطق العشوائية بالمحافظة، وهى تابعة لحى الضواحى، وتعد واحدة من أشهر المناطق القديمة التى يرجع تاريخها إلى أكثر من مائة عام، ولا يفصلها عن مدينة بورسعيد سوى كليومتر واحد. وتبلغ مساحتها 280 ألف متر، ويعيش على أرضها نحو 40 ألف نسمة، وأشهر أحيائها «السلاطية واللبانة» وهى تطل مباشرة على بحيرة المنزلة، حيث يعمل معظم سكان القابوطى بحرفة الصيد. تضم المنطقة عشرات العشش الخشبية، كما أن غالبية المنازل مكونة من دور واحد، ومتداخلة بصورة عشوائية، حيث تعانى تلك المنطقة العشوائية منذ نشأتها مشاكل متعددة، فرغم أن محافظة بورسعيد وضعت خطة لتطويرها، إلا أن بعض المناطق التى تم تطويرها حتى الآن، لا توجد بها بنية تحتية، فلا توجد خطوط مياه للشرب او الكهرباء او الصرف الصحى، ويقوم المواطنون بعمل حفرة كبيرة لإلقاء مخلفات المنازل، تمهيدا لنزحها على نفقتهم الخاصة. اهالى القابوطى طالبوا مرات عديدة بسرعة إنهاء إجراءات تطوير القابوطى، مشيرين إلى البطء الشديد لحى الضواحى فى اتخاذ الخطوات التنفيذية لتسليم المستحقين وحدات سكنية ممن لديهم «كعوب» منذ عام 1982، خاصة بعد أن تم عقد قرعة لهم، وتخصيص الوحدات منذ 6 أشهر، كما أكدوا قيام حى الضواحى، بإزالة إجبارية لبلوك رقم 3 منذ 4 سنوات، ومنذ ذلك التاريخ وهم يقيمون فى الشارع. يتهدد اهالى القابوطى كارثة التلوث البيئى، والناجمة عن مخلفات مصنع سنمار لانتاج المواد الكيماوية، والذى يوجد بالقرب منهم. يقول محمد الخضرى احد الصيادين بالقابوطى: «إن مشاكل بحيرة المنزلة تتمثل فى عدة نقاط رئيسية، أهمها وجود تلوث بالبحيرة، وتعديات مثل الصيد الجائر، وعمل أحواش وسدود وتحويطات لاحتكارها من جانب فئة معينة من الصيادين، وعدم تغذية البحيرة بمياه البحر الأبيض المتوسط عن طريق البواغيز، مما أدى إلى عدم وجود أسماك البحر الأبيض بالبحيرة، وتقاعس شرطة المسطحات المائية عن إيقاف الصيد الجائر والمخالف، واتجاههم لضبط الصياد الفقير، حيث إن إدارة المسطحات المائية تتعرض للصيادين الفقراء أثناء الصيد والقبض عليهم فى مناطق مباح فيها الصيد الحر، وبعيدة عن المحمية الطبيعية، ويتم تحرير محاضر لهم، علما بأن الصياد بالكاد يحصل على عشرة جنيهات فى اليوم الواحد، وأغلبهم يعول أسرا كبيرة العدد». صيادو القابوطى طالبوا بضرورة تطهير البواغيز وفتح الجسور حتى تتحرك المياه ومحاربة ورد النيل، وإزالة التعديات، وتعميق القنوات، وأهمية اجراء عملية تطهير قناة الاتصال بالبحيرة، وعمل تعميق للتربة المتعفنة، حتى يسهل جريان المياه من قناة السويس إلى بحيرة المنزلة. يقول اسماعيل ابوالمعاطى، إن من أهم المشاكل التى تواجه الصيادين بالقابوطى، تجفيف وردم جزء كبير من بحيرة المنزلة، وخاصة منطقة «قعر البحر»، التى تبلغ مساحتها 2814 فدانا، وهى مربى طبيعى للأسماك، وغنية بالثروة السمكية، ويعمل بها أكثر من 25 ألف صياد، كما يوجد مصب صرف صناعى مما تسبب فى تلوث مياه البحيرة.