شهد موقع التواصل الاجتماعى سيلا من الاتهامات المتبادلة بين الإعلامى عمرو أديب والشاعر عبدالرحمن يوسف، فور خلافهما على هواء برنامج «القاهرة اليوم» الأربعاء الماضى، والذى انتهى بطرد أديب لضيفه من البرنامج. وفيما اتهم فريق إعداد البرنامج عبدالرحمن يوسف بالخروج عن حدود اللياقة فى الحوار، أرجع الشاعر الشاب سبب الأزمة إلى محاولة البرنامج تشويه صورته أمام الرأى العام، وكشف فى بيان نشره على موقعه الرسمى أنه لم يكن يحب أن يحدث هذا الشجار على الهواء بهذه الطريقة، ولكنه فى نفس الوقت لا يقبل أن يشكك أحد فى انتمائه لوطنه. وأكد أنه دخل إلى الاستوديو بنفس مطمئنة، وثقة تامة فى كلمة من اتفق معهم على استضافته بالبرنامج، ولكنه فوجئ بإذاعة تقرير يسىء إليه فى بداية الحلقة. وأضاف يوسف: «اتفقت مع رئيس تحرير البرنامج على أن يتم تقديمى وتعريفى بشكل معين اعتمادا على موقعى الإلكترونى، وليس باعتماد على الكلام المرسل على الإنترنت، وهذا أمر معروف بالبداهة ولا يحتاج إلى اتفاق، ولكننى فوجئت بتقرير يخالف ما تم الاتفاق عليه، ويظهرنى بمظهر الشخص المشكوك فى انتمائه وولائه، ويذكر الكثير من المعلومات المغلوطة بل والكاذبة فى بعض التفاصيل، ولو أن مقدمى البرنامج اعترفا بخطئهما لمرَّ الأمر، ولكنهما أصرا على إظهارى فى شكل المخطئ، وكأننى لا أعرف من أنا!، مما أكد لى أننى أمام فخ، من أشخاص يتصورون أننى فريسة سهلة». على الجانب الآخر، يقول طارق يونس رئيس تحرير برنامج «القاهرة اليوم» إن مثل هذه الأمور واردة فى برامج الهواء، وأنهم يتوقعون مثل هذه المهاترات فى الكثير من الحلقات خاصة عندما تكون القضية المطروحة موضوع خلاف بين أطراف متعددة. ولكنه يؤكد أن ما حدث فى حلقة الشاعر عبدالرحمن يوسف لم يكن متوقعا، خاصة أنه يستضيفه فى فقرة يقوم من خلالها الضيف بتحليل المشهد الراهن فى الشارع المصرى، وهى فقرة مخصصة للكبار فقط، وضيوفها من وزن فهمى هويدى ود.أحمد كمال أبوالمجد ود. محمد سليم العوا، وغيرهم من المفكرين والسياسيين وأصحاب التجارب فى المجالات المختلفة، ومن هنا لم تكن هناك أفخاخ منصوبة لضيف البرنامج، ولم يكن هناك قصد للنيل منه، بل كان البرنامج يضعه بين الكبار. وأضاف يونس أنه فى الحلقة محل الخلاف قام محمد شردى بتقديم عبدالرحمن يوسف بشكل خاص جدا عندما قال إن هذه الفقرة للكبار فقط، ولكننا فى هذه الحلقة نقدم شخصا صغير السن، لأنه يعد قيمة كبير من وجهة نظرنا، وهذا ينفى أننا خالفنا اتفاقنا معه فيما يخص تقديمه بالشكل المناسب. وأشار إلى التقرير الذى تضمن سيرة ذاتية لضيف الحلقة فيما لا يزيد على دقيقتين لم يكن يستحق هذه الثورة، التى أبدها عبدالرحمن يوسف، وكان يمكن له تصحيح ما يراه خطأ أو غير دقيق فى الحوار، الذى كان مقررا أن يستمر لما يزيد على الساعة. وذكر يونس واقعة مشابهة عندما جاء فى تقرير ببرنامج «العاشرة مساء» أن الدكتور سليم العوا ينتمى لحزب العدالة والحرية، وما كان من ضيف البرنامج إلا أن تحفظ على هذه المعلومة، وأوضح أنه لا ينتمى إلى أى حزب أو تيار سياسى، وبعد ذلك استكمل الحلقة. وعن موقف عمرو أديب مقدم البرنامج والذى لم يحاول بشكل جاد تدارك الموقف، قال طارق يونس: «ضيف البرنامج شتمنا فى بيتنا، وأغلق أى فرصة أمام تجاوز الموقف، ولم يكن أمام عمرو إلا أن يقول له (مع السلامة) عندما هدد بترك الاستوديو، لأن المسألة تتعلق بكرامة فريق العمل». وشددت الإعلامية ملك إسماعيل على ضرورة وجود حدود واضحا فى العلاقة بين البرامج وضيوفها حتى يمكنها تقديم حوار مفيد للمشاهد، فلا يجوز أن يتحول الخلاف فى الرأى لمشادات كلامية قد تنتهى بما انتهت إليه حلقة «القاهرة اليوم». وتقول إنه على المذيع أن يستوعب ضيفه، وأن يستمع لآرائه جيدا، وأن يتقبل نقده فيما يخص البرنامج، ولكن أيضا على من يقبل الظهور فى أى برنامج أن يلتزم بآداب الحوار ولا يخرج على حدود اللياقة والأدب لأن ما يقوله سيدخل بيوت الناس. فيما أوضحت أن الفيصل فى مسألة التقارير هى مصداقيتها، وإن كان هناك خطأ فى معلومة ما فعلى الضيف التصحيح وعلى المذيع تقبل ما يقول.