تقدم سامح مكرم عبيد باستقالته إلى رئيس حزب الوفد، اعتراضا على تحالف حزب الوفد مع جماعة الإخوان، معتبرا ذلك تخلي عن مبدأ علمانية الوفد الذي أرساه سعد زغلول باشا ورفاقه الوطنيون، وذلك مغازلة لجماعة الإخوان المسلمين، وبداية لانصهار الوفد في الجماعة. "بوابة الشروق" تنشر نص استقالة عبيد كما أرسلها إلى رئيس الحزب.. "قبل تسعة أشهر وتحديدا في 29/9/2010 تقدمت باستقالتي من كل مناصبي الحزبية، وعلى الأخص السكرتارية العامة والمكتب التنفيذي والهيئة العليا ومن باقي التشكيلات، وما أكثرها، فيما عدا عضويتي بالحزب التي تمسكت بها لإيماني برسالة الوفد ومبادئه وثوابته التي تحدت الزمن والأشخاص، وكانت أسباب استقالتي ثلاث: انفرادكم بالسلطة عن طريق تهميش مؤسسات الحزب وتفسير لائحته لتناسب طموحاتكم. تضارب مصالحكم الشخصية مع مصالح الحزب وإساءتكم له حين أقدمتم على صفقة تصفية جريدة الدستور. التخلي عن مبدأ علمانية الوفد الذي أرساه سعد زغلول باشا ورفاقه الوطنيون، وذلك مغازلة لجماعة الأخوان المسلمين، وبداية لانصهار الوفد في الجماعة. وكنت أتمني أن أكون مخطأ في نظرتي للأمور، ولكن، وللأسف الشديد، فإن قراركم الأسبوع الماضي بالتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين لتكوين جبهة موحدة في الانتخابات القادمة أكد مرة أخرى أنكم، فعلا، تلميذ الشيخ لاشين أبو شنب، أحد القيادات المحترمة في الإخوان المسلمين وأستاذكم في المدرسة الثانوية، على حد قولكم، وقد يكون مفهوما، ولكن بالتأكيد غير مقبولا تحالف الوفد مع الإخوان، في عصر ما قبل ثورة 25 يناير، ضد الحزب الوطني ودولته البوليصية، ولكن تتحالفون الآن مع الإخوان المسلمين ضد من؟ والجواب ببساطة هو تحالف لإضفاء شرعية وفدية للإخوان لضرب الدولة المدنية الليبرالية، أي أنكم تقودون الوفد ليتواطأ على نفسه بالتنصل من مبادئه وثوابته التي دافع عنها لمدة 90 عاما متوالية. وكنت أظن أن المكتب التنفيذي للحزب وهيئته العليا سينتفض لوقف هذا القرار المشين، ليس فقط لأنه صدر منفردا من رئيس الحزب، ولكن، وهو الأهم، لأنه يهدم الأساس الذي شمخ عليه الوفد على مر العصور، ولكن ظني خاب. إن الوطن يمر بمرحلة دقيقة للغاية، وأن البرلمان القادم الذي سيسطر دستورا جديدا ويحدد مصير مصر والمنطقة المحيطة بها لسنوات قادمة لا يتحمل الانتهازية السياسية لتحقيق مكاسب ضيقة، ولذا أجدني أقف وربما وحيدا دفاعا عن مبادئ الوفد الذي حمى مدنية مصر بفصل الدين عن الدولة، مطالبا بأن يكون الدين لله والوطن للجميع ولا أجد سبيلا أفضل للتعبير عن رفضي الشديد لهذا العبث إلا باستقالتي من عضوية الحزب، وقبل أن تزايدوا ويزايد معكم أتباعكم الأوفياء أقول لكم بصريح العبارة: إن استقالتي هذه ليست بسبب مسيحيتي وإنما لوطنيتي، اللهم قد بلغت فاللهم أشهد". سامح مكرم عبيد