تقدم سامح مكرم عبيد سكرتير عام مساعد حزب الوفد وعضو الهيئة العليا للحزب باستقالته أمس الأول من جميع مناصبه بالحزب إلى الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب مكتفيا بالاحتفاظ بعضويته فقط فى الحزب التى قال إنه «سيتمسك بها حتى آخر نبضة فى حياته». وقال ابن شقيق مكرم عبيد أشهر سكرتير عام لحزب الوفد ورفيق سعد زغلول فى كفاح ثورة 1919 إن استقالته تأتى لخلافه مع رئيس الحزب فى أمور جوهرية ثلاثة: «أيديولجيته التى تبتعد وتبعد الوفد عن مبادئه وثوابته. ورغبته فى الانفراد بالسلطة وإقصاء المخالفين للرأى والمتمسكين بشرعية مؤسسات الحزب. وتضارب مصالحه الخاصة مع مصالح الحزب». وحرص القيادى الوفدى على التأكيد على أن خلافه مع البدوى ليس شخصيا وقال له فى الاستقالة التى تقدم بها «أنت رجل مهذب، بشوش، دمث الخلق، حسن المقابلة وسلس الحديث، وإنما الخلاف بيننا خلاف موضوعى»، وعدد عبيد أسباب وتفاصيل هذا الخلاف فى مذكرة أرفقها بالاستقالة التى أرسل صورا منها إلى أعضاء الهيئة العليا للحزب ورؤساء اللجان العامة له. وتشير المذكرة إلى أنه من بين المناصب التى يستقيل منها رئاسته للجنة المركزية للوفد بالنزهة، وعضوية اللجنة العامة للوفد بالقاهرة، ورئاسته المشتركة للجنة اختيار أعضاء اللجان النوعية، ورئاسته للجنة الاتصال الداخلى والخارجى، وعضويته لكل من الهيئة العليا للحزب والمكتب التنفيذى. وأوضح فى مذكرته أن أحد أسباب الخلاف هو إيمان البدوى بأن الوفد «ليس حزبا علمانيا»، مشيرا إلى أن «سعد زغلول أرسى مبدأ علمانية الوفد حين رفع شعار «الدين لله والوطن للجميع»، فالعلمانية ليست ضد الدين ولا هى بديل عنه، وهى ترسخه بدفاعها عن حرية الضمير والعقيدة. وانتقد عبيد ضم الداعية سعاد صالح للحزب لأنها «لا تؤمن بالمواطنة وتؤكد فى حديثها عن الأقباط أن الولاية تكون للمسلم على غير المسلم وليس العكس»، ونفى عبيد أن تكون صالح قد تراجعت عن تصريحاتها وقال ل«الشروق»: «ليس صحيحا أنها تراجعت، وما قالته مجرد تلاعب بالألفاظ». ولفت عبيد إلى تضارب مصالح البدوى مع مصالح الحزب قائلا له فى مذكرة الاستقالة: «أنت رجل أعمال مرموق وتمتلك مع شركاء آخرين مصانع للأدوية داخل وخارج مصر وتشارك مع شركات أخرى كثيرة وتمتلك مع آخرين أربع محطات تليفزيونية فضائية وهذا يؤدى إلى ارتباط أعمالك الخاصة ككل رجال الأعمال مع أجهزة الدول المختلفة». وأضاف: «أشفق عليك من تضارب المصالح الذى قد يحدث نتيجة لقيادتك لأعرق حزب سياسى وقطب المعارضة الحالى ومصالحك مع الدولة، فإن قررت أن تغلب مصالح حزبك على مصالحك الشخصية وهى تضحية ننتظرها منك فهذه التضحية لن يقبلها شركاؤك أو مساهموك».