ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، أن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى يرون أن الشلل الذي أصاب الشبكة الأصلية لتنظيم القاعدة خلال الفترة الأخيرة، يعطي أسبابا منطقية للإسراع في تقليص تواجد القوات الأمريكية في أفغانستان. وقالت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، إن الحملة المكثفة من الهجمات الجوية دون طيار وغيرها من العمليات الخفية التي شنتها القوات الأمريكية في باكستان، وبخاصة الغارة التي لقي زعيم القاعدة أسامة بن لادن مصرعه فيها قد تركت تنظيم القاعدة، وفقا للمسؤولين الأمريكيين، عاجزا ومشلولا، وذلك مع تساقط زعمائه قتلى أو متمركزين في مناطق حدودية بالقرب من أفغانستان. وأشارت الصحيفة إلى ما ذكره المسؤولون بأن القوات الأمريكية تمكنت من الإجهاز على 20 عضوا بارزا بالتنظيم الإرهابي خلال الأشهر ال(18) الأخيرة، من بين قائمة ضمت 30 عضوا مستهدفا، الأمر الذي أدى إلى تقلص حجم ما كان يمثله المدرجون في القائمة من تهديدات. وأوضحت الصحيفة أن قيادات التنظيم قد أصابها الإحباط، كما شاعت الفوضى بينهم بعد أن تم الكشف عن بعض المعلومات التي احتواها مقر إقامة بن لادن بعد مقتله، وبخاصة إشارته إلى عدم قدرته على الاعتماد على "مساعدين يخافون على أرواحهم" في إدارة العمليات الإرهابية وتنفيذها. وذكرت الصحيفة أن نجاح واشنطن في حملتها ضد الإرهاب يدعم الأصوات المطالبة بانسحاب سريع من أفغانستان، وهو الأمر الذي تضعه الإدارة الأمريكية موضع دراسة، وفقا لما ذكره المسئولون رفيعي المستوى، ولكنه لم يبت فيه حتى الآن. وأفادت الصحيفة أن التركيز على إحراز التقدم على تنظيم القاعدة يقابله أصوات مضادة يقودها وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس، تطالب بأن يكون الانسحاب الأمريكي من أفغانستان معتدلا، وأن الضغط الذي يمثله التواجد الأمريكي في ساحة القتال لا بد وأن يتم المحافظة عليه لفترة أطول بقدر المستطاع، بحيث لا تضحي واشنطن بالمكاسب التي تمكنت قواتها من تحقيقها. وعلى هذا الأساس، تضغط المؤسسة العسكرية الأمريكية من أجل الإقرار بخطة تعتمد على سحب بضعة آلاف من أصل 100 ألف جندي أمريكي في أفغانستان بشكل فوري، مع بقاء 30 ألف جندي تم نشرهم في البلاد العام الماضي لعام قادم أو أكثر.