رغم بيان الحكومة أمس الأول بالتأكيد على تجريم الاعتصامات والاحتجاجات، فإن معالجة الأمن شهدت تباينا ملحوظا فى تطبيق القانون، بين احتجاجات ماسبيرو وقصر العينى، رغم تطابق الحالتين. فقد أمرت نيابة عابدين أمس، بحبس 6 فلاحين 4 أيام على ذمة التحقيقات، من بين 28 فلاحا تم القبض عليهم، أثناء اعتصامهم أمام مجلس الوزراء أمس الأول. الفلاحون الذين تم القبض عليهم هم، ربيع محمد عبدالله من محافظة الشرقية، وعلى محمد خليل من الغربية، وعز الرجال أحمد من الدقهلية، ومحمد الرفاعى شعبان من الغربية، ومحمد محمود من الشرقية، وأحمد محمد عمر من الشرقية. وكانت التهم المنسوبة إليهم «الاعتداء على أمين شرطة والتظاهر، بالإضافة إلى تكدير الأمن العام». يذكر أن الفلاحين كانوا قطعوا شارع قصر العينى ظهر أمس الأول، وأعلنوا دخولهم فى اعتصام مفتوح إلى أن تستجيب الحكومة لمطالبهم، وتمكنهم من تملك الأراضى التى أخذتها وزارة الأوقاف منهم. وقال مدير مركز أولاد الأرض لحقوق الإنسان، عادل وليم: «إحنا مش عارفين إن كنا قبل الثورة أم بعدها، حق الاحتجاج والإضراب مشروع، وبالرغم من كده المجلس العسكرى يجرم الاحتجاجات»، مضيفا أن النيابة حققت مع 28 فلاحا، وأخلت سبيل الفلاحين ما عدا 6 منهم، استمرت التحقيقات معهم حتى الساعة الرابعة صباحا. وقال أحد الفلاحين، محمود عبدالله. «لن نترك حقوقنا وسنستمر فى المطالبة باسترداد أراضينا التى استولت عليها وزارة الأوقاف بالقوة وألغت عقود امتلاكنا لتلك الأراضى»، مضيفا أن الأوقاف تتصرف فى أراضيهم وتبيعها فى مزادات علنية لكبار رجال الأعمال، بالإضافة إلى أن كثيرا من الفلاحين صدرت ضدهم أحكام قضائية بإزالة بيوتهم من على تلك الأراضى. وفى ماسبيرو، لم يطبق قانون تجريم الاعتصامات على أهالى مخيمات السلام، المعتصمين أمام مبنى التليفزيون للحصول على وحدات سكنية، فقد قام مدير أمن القاهرة اللواء محسن مراد بمقابلة المعتصمين، طالبا منهم إخلاء رصيف ماسبيرو، بعد تشكيل لجان لبحث حالاتهم من محافظة القاهرة، مؤكدا لهم أن تسليم الوحدات لهم، لن يتعدى يوم الأحد المقبل، وأخبرهم باتفاقه مع محافظ القاهرة على تشكيل لجنة متخصصة لدراسة مطالبهم، وتجهيز غرفة خاصة بمبنى التليفزيون لتلقى طلباتهم. ورغم موافقة الأهالى على الاتفاق الذى عرضه عليهم مدير الأمن، إلا أنهم رفضوا فتح طريق الكورنيش، أو فض الاعتصام ومغادرة رصيف ماسبيرو، حتى يتسلموا الوحدات السكنية، مرددين هتافات: «مش ماشيين مش ماشيين».