يتصدر دعم الديمقراطيات الناشئة في العالم العربي، وتطوير معايير عالمية للسلامة النووية جدول الأعمال الرسمي لقمة هذا الأسبوع لقادة مجموعة الدول الثماني الصناعية في مدينة دوفيل الفرنسية. وتبحث القمة، يومي الخميس والجمعة، أيضا قضايا الإرهاب والوضع في ليبيا والمساعدات لإفريقيا، ويشارك فيها قادة الولاياتالمتحدة وروسيا وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي. وتتناول القمة مسألة خليفة دومينيك ستراوس كان في رئاسة صندوق النقد الدولي، وعلى الرغم من أن المسألة ليست مدرجة على جدول الأعمال الرسمي، فإنه من المتوقع أن يدعو الزعماء الأوروبيون الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى دعم مرشحا أوروبيا، وظهرت كريستين لاجارد، وزيرة المالية الفرنسية، كمرشحة توافقية داخل أوروبا، إلا أن الدول الأخرى غير الأوروبية لديها أفكار مختلفة. وكان من المقرر أن يشارك ستراوس كان، الذي كان مرشحا لخوض انتخابات الرئاسة الفرنسية المقبلة إلى أن تم اعتقاله في 14 مايو في الولاياتالمتحدة، في القمة، وسيمثل صندوق النقد الدوليجون ليبسكي، القائم بأعمال مدير الصندوق. وبشكل إجمالي، يتوقع حضور 18 من رؤساء الدول والحكومات في قمة دوفيل، التي تعد بمثابة إحماء للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل مجموعة العشرين (التي تضم مجموعة الثمانية، بالإضافة إلى الاقتصادات الناشئة) في قمة ستعقد في كان في نوفمبر المقبل. ومن بين ضيوف القمة، رئيسا الحكومتين المؤقتتين في مصر وتونس، أول دولتين عربيتين تتمكنان من الإطاحة برئيسيهما غير الشعبيين في ثورتين شعبيتين، وقد تم توجيه الدعوة إليهما لتوقيع اتفاقات شراكة مع مجموعة الثماني، ويتوقع أن يحصلا على تعهدات بمليارات الدولارات من المساعدات لمساعدتهما في تمهيد الطريق من أجل تحقيق الديمقراطية بهما. وقد وقعت عدة حوادث واضطرابات في البلدين في الأسابيع الأخيرة، لتبرز التحديات الهائلة التي تواجهها في الوقت الذي تستعدان فيه لإجراء الانتخابات ومحاولة تنشيط صناعة السياحة التي تمثل أهمية كبيرة لمصر وتونس. وعلى الرغم من عدم تحديد مبالغ المساعدات، فإن مصادر في الرئاسة الفرنسية قالت الأسبوع الماضي، إن مجموعة الثماني ستقوم من خلال العمل مع الأممالمتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ب"جهد مهم"، في إطار المساعدات قصيرة الأجل وطويلة الأجل. ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في خطابه بشأن الشرق الأوسط، الأسبوع الماضي، إلى تقديم ما يصل إلى 2 مليار دولار من الحوافز للبلدين، بما في ذلك مليار دولار لتخفيف عبء الديون عن مصر. وقال أوباما: "لا نريد أن تكون مصر الديمقراطية مثقلة بديون ماضيها". والقضية المهمة الثانية التي ستتناولها القمة، هي السلامة النووية في ظل الأزمة الراهنة في محطة فوكوشيما دايشي النووية في اليابان، التي اندلعت في مارس الماضي، ودفعت بعض الدول الأعضاء بمجموعة الثماني مثل إيطاليا وألمانيا إلى إعادة التفكير في خططهما بشأن الطاقة النووية. وتعمل فرنسا، التي تحصل على 80% من احتياجاتها من الطاقة من 58 مفاعلا نوويا، وتقوم بتصدير الخبرة النووية إلى جميع أنحاء العالم، على الحد من التداعيات. ويعقد ساركوزي ورئيس الوزراء الياباني ناوتو كان محادثات ثنائية، غدا الأربعاء، قبل القمة، وقد اتفقا على صياغة مجموعة من المعايير العالمية للسلامة النووية بحلول نهاية العام. كما يضم جدول أعمال القمة في دوفيل الوضع في ليبيا وسوريا والشرق الأوسط. وتشارك 5 دول من الدول الأعضاء في مجموعة الثماني، وهي الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا، في عمليات حلف شمال الأطلنطي (ناتو) بقيادة الولاياتالمتحدة ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، ويبدو الصراع محتدما في ظل تمسك القذافي بالسلطة في غرب البلاد المنقسمة. كما يبحث القادة تأثير مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان في 2 مايو، على الأمن العالمي. ودفع مقتله، على أيدي قوات خاصة أمريكية، فرنسا إلى زيادة الأمن حول مقر القمة، حيث نشرت 12200 عنصر من الشرطة والجيش لحماية الحضور المتوقع أن يصل عددهم إلى 6000 شخص.