اتفق قادة دول مجموعة الثماني الأربعاء في البيان الختامي لقمتهم في اليابان على ضرورة التصدي لأسعار النفط والأغذية المرتفعة جدا التي تغذي التضخم العالمي. ودعت دول مجموعة الثماني إلى إحلال التوازن بين إنتاج واستهلاك النفط في محاولة لخفض الأسعار التي تسجل مستويات قياسية في الأسواق العالمية. وجاء في البيان الختامي للقمة "خلال محادثاتنا حول الاقتصاد العالمي - ومع الإشارة إلى تباطوء النمو- بقينا إيجابيين حول إفاقته ونقر بضرورة معالجة المسائل المتعلقة وخصوصا ارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية وضغوط التضخم العالمي واستقرار الأسواق المالية ومحاربة الحمائية". وأضاف البان "ردا على الارتفاع الحاد في أسعارالنفط اتفقنا على تحسين التوازن بين العرض والطلب عبر جهود وحوار بين الدول المنتجة والدول المستهلكة لتحسين الشفافية". وصرح رئيس الوزراء الياباني يوسو فوكودا الذي يرأس اجتماع قمة مجموعة الثماني لعام 2008 في ختام القمة التي استمرت ثلاثة أيام في هوكايدو باليابان "الزيادات في أسعار النفط والغذاء تضاف إلى الضغوط التضخمية وتمثل تحديا خطيرا للنمو المستقر." من جهته قال مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس للصحفيين علي هامش اجتماع قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبري الأربعاء إن التضخم هو أكبر تهديد اقتصادي يواجه العالم اليوم وإنه خرج عن نطاق السيطرة في بعض الاقتصاديات الناشئة، مؤكدا ضرورة تقييد السياسة النقدية. وبخصوص إفريقيا، أشار البيان أن مجموعة الثمانية "جددت التزاماتها المتعلقة بالمساعدة الرسمية للتنمية التي قطعت في جلين إيجلز" خلال قمة عام 2005 حين تعهدت بمضاعفة مساعدتها لإفريقيا كي تصل إلى 50 مليار دولار سنويا بحلول العام 2010. وفي ما يتعلق بارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق العالمية التي زادت أكثر من 80% منذ العام 2005 - بحسب البنك الدولي- عبرت مجموعة الثماني عن قلقها الشديد حول عواقبها، وجددت التزامها اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لمعالجة هذه الأزمة البنيوية التي لها أسباب وعواقب متعددة. لكن الدول الثماني الأغنى في العالم لم تتعهد بدفع أموال إضافية مذكرة أنها سبق أن رصدت مبلغ 10 مليار دولار منذ كانون الثاني/يناير 2008. ودعت "المانحين الآخرين إلى المشاركة معها بالتزامات جديدة". وأكد البيان "أهمية وقف تراجع المساعدة والاستثمار في القطاع الزراعي، وتعهدنا بزيادة دعمنا إلى حد كبير لمبادرات الدول النامية في هذا المجال بما يشمل مضاعفة إنتاج الأغذية الأساسية في بعض الدول الإفريقية في السنوات الخمس إلى العشر المقبلة". وحول الطاقة النظيفة أعلنت مجموعة الثماني أنها ستعمل على ضمان توافق سياسات الإنتاج واستخدام الطاقة النظيفة مع الأمن الغذائي. وبخصوص موضوع المناخ ذكرت الدول الثماني التزامها الذي أعلنته الثلاثاء بخفض الانبعاثات الملوثة بمعدل 50% بحلول العام 2050 مؤكدة في الوقت نفسه أن هذا الهدف لا يمكن بلوغه إلا عبر مبادرات عالمية. وتصدرت قضية ارتفاع أسعار الغذاء وتغير المناخ جدول أعمال قمة مجموعة الثماني التي شارك فيها أيضا زعماء دول أخرى. وتضم مجموعة الدول الصناعية الثماني (ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وروسيا). (أ ف ب، رويترز)