أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يولي اهتمامًا كبيرًا للمبادرات الرئاسية التي تستهدف التشخيص والكشف المبكر للأورام، والتي تسهم في رفع نسب الشفاء الكامل للمريض وخفض تكاليف العلاج. وقال «تاج الدين»، خلال المؤتمر السنوي للمعهد القومي للاورام جامعة القاهرة، إن الرئيس السيسي يحرص على المتابعة الدقيقة أسبوعيًا لمشروع المعهد القومي للأورام الجديد 500 500 بالشيخ زايد، لمتابعة ما تم إنجازه داخل المشروع تمهيدًا لافتتاحه قريبًا لتقليل قوائم انتظار المرضي، وتقديم أفضل رعاية طبية لهم. واشاد بالدور الرائد الذي يقوم به المعهد القومي للأورام كصرح طبي مصري ومؤسسة قومية ويمثل حجر الأساس في منظومة تشخيص وعلاج السرطان في مصر بالرغم من انشاء العديد من المراكز وأقسام الأورام التابعة للجامعات ولوزارة الصحة، مؤكدًا تقديم الدولة المصرية الدعم الكامل للمعهد باعتباره المؤسسة الأولى للأورام في مصر. واشار مستشار رئيس الجمهورية إلى نجاح الدولة المصرية خلال السنوات الماضية في السيطرة على الأمراض المعدية مثل الامراض المتوطنة والطفيليات وفيروس سي، وأصبح التركيز في الوقت الراهن على الأمراض المزمنة والأورام، لافتًا إلى أن السجل القومي للأورام الذي أُنشئ عام 2006 ساهم في رصد وتسجيل الحالات على مستوى الجمهورية، وأن الدولة المصرية تعمل على منع مسببات الأورام، مثل التدخين ومادة «الأسبستوس» التي تم حظر استخدامها منذ سنوات. وأكد الدكتور محمد لطيف، الرئيس التنفيذي للمجلس الصحي المصري، على الدور الاستراتيجي الذي يلعبه المجلس في تطوير المنظومة الصحية، وتوحيد معايير التعليم والتدريب الطبي المستمر، وتعزيز جودة الخدمات العلاجية المقدمة للمواطنين، مشيرا إلى أن المجلس الصحي المصري يمثل حجر الزاوية في صياغة مستقبل المهن الطبية في مصر، باعتباره الجهة الوطنية المسؤولة عن وضع معايير التدريب والاعتماد المهني للأطباء والفرق الصحية، وإنشائه السجلات القومية والدلائل الارشادية للأورام، لافتًا إلى حصول مؤتمر المعهد الحالي على اعتماد المجلس الصحي المصري بعدد 16 ساعة من ساعات التطوير المهني المستمر (CPD hours). وأشاد الدكتور محمد حسين رفعت، نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بالدور العلمي والبحثي والعلاجي الرائد للمعهد القومي للأورام، وحرص القائمين عليه على تقديم الخدمات العلاجية للمرضي والعمل على تخفيف آلامهم، مؤكدًا تقديم إدارة الجامعة الدعم الكامل للمعهد حتى يتمكن من أداء رسالته الإنسانية والعلمية لمحاربة مختلف أنواع السرطان، موجّهًا الشكر لكافة قيادات المعهد لجهودهم المبذولة في تطوير تقنيات وأبحاث علاج السرطان في مصر والمنطقة. وأوضح الدكتور محمد عبدالمعطي سمره، عميد المعهد القومي للأورام، الخدمات التشخيصية والعلاجية التي قدمها المعهد لنحو 32،000 مريض جديد العام الماضي وهو يمثل ربع عدد مرضي السرطان الجدد في مصر، ودوره الرئيسي والهام في المشاركة في مختلف المبادرات الصحية الرئاسية مثل «حياه كريمة» ومساهماته كعضو مؤسس في «التحالف الوطني للعمل الاهلي التنموي»، مشيرًا إلى إطلاق «منظومة التحول الرقمي لمستشفيات المعهد، وحصول جميع معامل المعهد على الاعتماد الدولي خلال العام الحالي، وشهادة تسجيل واعتماد مركز الأبحاث الإكلينيكية من المجلس الاعلى لمراجعة اخلاقيات البحوث الطبية التابع لمجلس الوزراء. ولفت إلى توقيع اتفاقية اعتماد المعهد القومي للأورام جامعة القاهرة «مركزا محوريًا متعاونًا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، مستعرضًا خطة المعهد لاستكمال تطوير وتوسعة مستشفياته والتي من بينها افتتاح مستشفى 500 500، وافتتاح وحدة زرع النخاع وأمراض الدم، والانتهاء من تجديد المستشفى الشمالي ومجمع العيادات الخارجية، ووحدة الطوارئ، بالإضافة إلى البدء في أعمال تجديد المبني الأوسط (مبني المعامل والاشعة). ومن جانبه، استعرض الدكتور حسين خالد وزير التعليم العالي الأسبق وعميد المعهد الأسبق، تاريخ إنشاء المعهد، وإنشاء السجل القومي للأورام في مصر منذ تسعينيات القرن الماضي، ونشر إحصاء رسمي للسرطان في مصر عام 2014، مشيرًا إلى الدور الرائد للمعهد في مجال الأورام على مدار السنوات الماضية، والدور الحالي للمجلس الصحي المصري في انشاء السجلات الطبية القومية للأمراض والأوبئة المختلفة. وأعرب الدكتور أسامة عبدالحي، نقيب الأطباء، عن سعادته لصدور قانون تنظيم المسئولية الطبية وصدور قرار تشكيل اللجنة العليا للمسئولية الطبية وسلامة المريض برئاسة الدكتور حسين خالد، وصدور الدلائل الارشادية للأورام من خلال المجلس الصحي المصري، مقدمًا التهنئة لجموع الشعب المصري بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، ونجاح مؤتمر شرم الشيخ للسلام. يذكر أن أهداف ومحاور المؤتمر شملت: استخدامات الذكاء الاصطناعي، ودعم السياحة العلاجية، وتبادل الخبرات البحثية بين المؤسسات الدولية والمحلية، وتسليط الضوء على أحدث اساليب التشخيص والعلاج المناعي، والعلاج الجيني للسرطان، ووضع توصيات موحدة لتشخيص وعلاج الأورام، وجودة التعليم والمستشفيات والرعاية الصحية، والتحول من الفحص التشخيصي التقليدي للأورام إلى التشخيص الجزيئي والبيولوجي لوضع خطط علاجية مخصصة لكل مريض. وكان المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة، اختتم فعاليات المؤتمر السنوي تحت شعار «صوت واحد ورؤية واحدة لمستقبل بلا سرطان"، والذي أقيم تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة، وتناول خلال الفترة من 5-7 نوفمبر الجاري أحدث ما توصل إليه العلم في مجالات تشخيص وعلاج الأورام، وخاصة في مجالات العلاج المناعي والموجّه، وسبل الكشف المبكر وتحسين نتائج العلاج وجودة الحياة للمرضى. وشهد المؤتمر مشاركة أكثر من 2،500 أستاذ وباحث وخبير من مصر والعالم، وتضمن 83 جلسة علمية اشتملت على 382 محاضرة اشترك فيها أكثر من 40 متحدثًا دوليًا في علوم الأورام المختلفة.