سادت حالة من الفرح أمس بين آلاف المتظاهرين فى محافظة قنا المعترضين على تعيين اللواء عماد ميخائيل محافظا فور ورود أنباء عن تقديم ميخائيل استقالته إلا أنهم رفضوا إخلاء ميدان المحافظة وفتح مزلقانات السكة الحديد مرة أخرى إلا بعد إذاعة بيان رسمى بالتليفزيون المصرى يؤكد استقالة «ميخائيل»، خوفا من أن يكون الخبر شائعة اختلقها البعض لفض المعتصمين. يأتى ذلك بعد فشل اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية ومحسن النعمانى وزير التنمية المحلية فى مسعاهما لاحتواء الاحتجاجات وإقناع الأهالى بفتح الطرق، حيث رفض ممثلون عن القناوية ومنهم سلفيون وإخوان وتيارات سياسية ورءوس عائلات الاستجابة لطلب الوزيرين، إلا بإعلان بيان رسمى بإقالة المحافظ الجديد. وكانت المظاهرات الاحتجاجية فى قنا قد بدأت يوم الخميس الماضى فور الإعلان عن تولى «ميخائيل» محافظا لقنا، وخرج المئات من الشباب رافضين تولى ضابط شرطة من رجال النظام السابق منصب محافظ ثم تطور الأمر بعد صلاة الجمعة إلى مظاهرة حاشدة خرج فيها عشرات الآلاف لرفضهم أيضا تولى قبطى منصب المحافظ للمرة الثانية، خاصة أنه جاء خلفا للمحافظ السابق اللواء مجدى أيوب الذى أثبتت تجربته فى قنا فشلها فى مشروعات التنمية. وامتدت آثار الاضطرابات التى شهدتها المحافظة قنا إلى مختلف القطاعات الحيوية فى المحافظات المجاورة، وفى مقدمتها قطاع النقل وصولا إلى التأثير على نقص أنابيب البوتاجاز فى أسوان. ففى سوهاج تسببت مظاهرات أهالى قنا وقيامهم بقطع شريط السكك الحديدية لليوم الرابع على التوالى فى أن تصبح محطة سكة حديد سوهاج المحطة الأخيرة للقطارات القادمة من القاهرة والإسكندرية والعكس، الأمر الذى تسبب فى انخفاض أعداد الركاب بالقطارات، مما يعود على هيئة السكة الحديد بالمزيد من الخسائر بعد أن توقفت القطارات المتجهة لقنا والأقصر وأسوان والعكس. وفى محافظة المنيا استمرت الاضطرابات التى تشهدها محطة قطارات المنيا حيث شهدت محطة قطارات المنيا تكدسا كبيرا من الركاب وبخاصة الموظفين والطلاب، وارتباكا فى جميع الخطوط مع عدم الالتزام بالمواعيد. واستمر عدد من الطلاب والطالبات الملتحقين بجامعات بمحافظات وجه بحرى ووجه قبلى فى مظاهراتهم مطالبين بتسيير قطارات إضافية استثنائية من وإلى باقى المحافظات البعيدة عن مواطن إضراب أهالى قنا للوصول لجامعاتهم. وأكد الطلاب المتظاهرون الذين تظاهروا أمام محطة قطارات المنيا أن سائقى الميكروباصات استغلوا الأزمة ورفعوا الأجرة للضعف، علاوة على أن الطرق الزراعية غير آمنة. فى المقابل شهدت حركة قطارات «القاهرةأسيوط» حالة من التحسن فى السير والمرور لنقل المواطنين والبضائع من القاهرة إلى الصعيد والعكس حيث أكد المهندس محمود سيد رئيس منطقة وسط الصعيد للسكة الحديد أن جميع القطارات التى كانت متكدسة بمحطات محافظات المنياوأسيوطوسوهاج تحركت بعد تفريغ الركاب إلى القاهرة. وأوضح أن محافظات المنطقة الوسطى تأثرت فى أول أيام الاعتصام والمظاهرات التى يقوم بها أهالى قنا وشهدت حالة من الارتباك إلا أننا قمنا بالسيطرة عليها. وكانت أزمة قنا قد امتدت بآثارها إلى «البوتاجاز» فى أسوان، حيث أكدت مدير عام التموين بالمحافظة عواطف سليمان أن أحداث قنا أثرت على محطة تعبئة اسطوانات البوتاجاز بمنطقة سلوا والمتوقفة تماما عن العمل لمدة يومين نظرا لتوقف تدفق الغاز الصب المستخدم فى تعبئة الاسطوانات بعد أن تم احتجاز سيارات النقل المعبئة بهذا الغاز عند مدخل مدينة قنا وهو الأمر الذى أثر بدوره على توافر البوتاجاز بمدن المحافظة. وانتقد عدد من القوى السياسية فى محافظة قنا أمس الاضطرابات التى تشهدها المحافظة على خلفية تعيين المحافظ الجديد اللواء عماد ميخائيل محافظا لقنا، وما شهدته المحافظة من إغلاق لطرق الرئيسية ومزلقانات السكة الحديد، مما تسبب فى خسائر مالية كبيرة بعد توقف العمل والمصالح الحكومية وقطاع السياحة. ونددت هذه القوى فى بيان لها أمس بتعطل مصالح المواطنين الذى تسبب فى مناهضة الثورة وإعاقة تقدمها للوصول لأهدافها، ورفضت القوى السياسية الأسلوب المتبع الذى يؤدى إلى مزيد من الإحتقان الطائفى لافتين، إلى أنه يجب أن يكون التعبير عن الرأى والاعتصامات بشكل حضارى لا يؤثر على مصالح الوطن ويحافظ على هيبة الدولة. وأشار البيان، إلى أن المؤتمر الذى حضره وزيرا الداخلية والتنمية المحلية اقتصر على ذيول الحزب الوطنى والسلفيين ولم يراع تمثيل شباب الثورة والقوى الوطنية، معتبرين ذلك خطوة فى طريق الثورة المضادة واستعادة لدور قوى الفساد والظلام فى المجتمع. وقال محمد حسن العجل، عضو مجلس محلى بقنا، «نحن مع تعيين أكثر من محافظ قبطى وهذا ما تهدف إليه الدولة المدنية ولكننا نرفض قصر محافظ قبطى على محافظة واحدة وتكرار التجربة مرة ثانية، كما أننا نرفض قطع الطريق وتعطيل مصالح المواطنين الذى من الممكن أن يتحول لسلوك وثقافة فى المواطنين وهو مخالف للشرع والقانون والأعراف والتقاليد». من جانبه، قال الشيخ قرشى سلامة، إمام مسجد وأحد قيادات المتظاهرين «إن قطع الطريق وتعطيل مصالح الناس حرام شرعا وقد فقدنا السيطرة على هؤلاء الشباب الذين يقطعون الطريق ومن يريد أن يفتح الطريق فعليه أن يقوم بذلك، فنحن غير قادرين على السيطرة عليهم». ووجه سلامة رسالة شديدة اللهجة لكل الشعراء والسياسيين والصحفيين من أبناء قنا والذين يقيمون بالقاهرة بألا يتحدثوا بالفضائيات بأسماء المتظاهرين قائلا «من المفترض أن من يصنع الحدث هو الذى يتحدث عنه، ولا بد أن يكون الحديث مع المتظاهرين كى يوصلوا فكرتهم بصدق دون تزييف أو اختلاقات». وتابع سلامة «نحن لسنا مع الثورة المضادة ولا نطالب بمصالح شخصية وإنما خرجنا حبا فى قنا، وجميع فئات وطوائف الشعب فى المحافظة من مسلمين وعلمانيين وقوى سياسية وأئمة مساجد مشتركون فى المظاهرات المطالبة بالتغيير فنحن لا نعترض على المحافظ على أساس أنه قبطى إنما نعترض على تكرار التجربة بدليل أننا لم نعترض على المحافظ السابق اللواء مجدى أيوب». وطالب سلامة المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة تسيير الأعمال، بأن تتعامل مع متظاهرى قنا مثلما تعاملوا مع ثوار 25 يناير وأن يكونوا رحماء بهم. شارك في التغطية: حمادة عاشور ومحمد عبده وماهر عبد الصبور وحمادة بعزق ويونس درويش.