«برجاء أن تكتب أو ترسم أو تلصق صورا أو رسوما أو أى وثائق عن الثورة على صفحات الكتاب التى تركتها لك خالية لتضم ذكرياتك أو مذكراتك أو إبداعك عن هذه الثورة المجيدة مشاركة منك كعمل فنى.. قدمت على غلافه ست لوحات رسمتها أيام الثورة وسأهديها إلى متحف الثورة». بهذه الكلمات قدم الفنان التشكيلى عصمت داوستاشى فكرة العدد الجديد من مجلته «معرض فى كتاب»، الذى اختار أن يحمل عنوانا رئيسيا وهو «ثورة 25 يناير 2011 مستمرة»، وعلى غلاف المجلة لوحتان من إبداعه، منها واحدة تعبر عن التحية العسكرية لشهداء الثورة وأخرى عن أحد الشباب المصابين جراء الأحداث وكتب باللون الأخضر تحت اللوحات «الشعب المصرى حطم حاجز الخوف» و«الثورة مستمرة والشباب يحقق مستقبله» و«الثورة تستشرى فى كل الشعوب العربية». ترك داوستاشى داخل مجلته صفحات خضراء اللون فارغة لدفع القراء إلى المشاركة من خلال هذه المساحات بإبداعاتهم من وحى ثورة يناير، وليست هذه هى المرة الأولى التى يقدم من خلالها الفنان التشكيلى هذه التجربة، حيث أصدرت سلسلة «معرض فى كتاب» فى 25 مايو 2005 اعتراضا على تغيير المادة 76 من الدستور التى تم تعديلها لتسمح لجمال مبارك الترشح لرئاسة الجمهورية وتنفيذ سيناريو التوريث، وأطلق على العدد وقتها عنوان عزائى وهو «إبداعات فى لون أسود»، حيث صدر العدد بصفحات سوداء تعبر عن المستقبل الأسود المقبل عليه الشعب المصرى، واعتبر وقتها داوستاشى أن إصدار هذه المجلة سيكون بمثابة «فعل فنى بديل عن المعارض التى لا يراها أحد»، على حد تعبيره، وتوالت الأعداد حتى عدد عام 2010 الذى تجلت فيها الروح التشاؤمية للفنان وأطلق عليه «للعدم» يائسا مما وصل به حال مصر. وجاءت 2011 لتتحول صفحات المجلة الفارغة المخصصة لمشاركات القراء إلى اللون الأخضر بعد أن جددت الثورة وجه مصر وحطمت حاجز الخوف من السلطة المستبدة، ومن هنا قرر عصمت داوستاشى أن يستمر فى إصدار مجلته يوم 25 يناير من كل عام، التى أهداها إلى ابنه عبدالله وإلى شباب مصر الأبطال، «لرصد البناء الثرى الجديد لشعب مصر الحبيب وليشاركنى الناس من خلال صفحاته بإبداعاتهم»، حسب ما سجل هو فى غلاف المجلة الخلفى.