«بين الموالاة لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، والتورط فى الفساد»، حامت الشبهات حول عدد من المرشحين لخلافة وزير الداخلية فى حكومة تسيير الأعمال المستقيلة، اللواء محمود وجدى. فعملية البحث عن وزير داخلية (يرضى عنه الشعب وضباط الشرطة) بات أمرا صعبا، خصوصا أن البحث امتد ليشمل عددا من لواءات الشرطة السابقين، لتتسع دائرة الاشتباه بدورها وتشمل اتهامات بالموالاة للرئيس المخلوع ونظامه، بل الاشتراك فى ممارسات فساد وتزوير للانتخابات. ومنذ الإعلان عن استقالة شفيق وتكليف عصام شرف، وقوائم المرشحين لحقيبة الداخلية، تستقبل أسماء ما تلبث أن تستبعد، فى ظل احتمالية أن يبقى محمود وجدى «لإدارة هذه المرحلة الحرجة» بحسب بعض الآراء، إلا أن هذا الطرح يصطدم بما كشفت عنه مصادر من داخل الوزارة عن أنه «لم يتمكن من احتواء الضباط، وأصدر قرارا بوقف الضابط صلاح السجينى دون تحقيق، إلى جانب تحفظات شباب الثورة على سيرته التى أصبحت مادة خصبة على (فيس بوك)». وأضافت المصادر المقربة من وجدى والتى اشترطت عدم الكشف عن هويتها أنه خلال عهده القصير فى الوزارة «أنشئت من أجله صفحات على الموقع الإلكترونى الشهير من قبل ضباط شرطة يعترضون على أسلوبه فى التعامل معهم». وأكدت مصادر بوزارة الداخلية «استبعاد وجدى من الوزارة الجديدة لاختلاف وانقسام ضباط الشرطة عليه، وأنه كان على علم مسبق بمعركة الجمل التى دبرها أعضاء فى الحزب الوطنى». ومن بين الأسماء التى طرحت على رئيس الوزراء الجديد، ولم تلق قبولا اللواء نبيل العزبى محافظ أسيوط، واللواء محمد شعراوى محافظ البحيرة، والذى كان يشغل منصب مساعد وزير الداخلية للأمن العام واللواء عبدالحميد الشناوى، الذى كان يشغل مؤخرا منصب محافظ الغربية، واللواء عبدالرحيم القناوى الذى كان مساعدا لوزير الداخلية للأمن العام، واللواء سمير سلام محافظ الدقهلية، وقالت مصادر مقربة من عصام شرف إن الاعتراض على هذه الأسماء «جاء لكونهم امتدادا لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، وكذلك لكونهم مرفوضين شعبيا». وأضافت المصادر أن «رئيس الوزراء الجديد يبحث عن لواء مشهود له بالكفاءة، ويتمتع بقبول شعبى، ويستطيع أن يحتوى ضباطه». وكشفت عن أن «اتصالات أجريت مع اللواء عبدالله الوتيدى الذى كان يشغل منصب مدير الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة، واللواء عبدالهادى بدوى، مساعد الوزير للأموال العامة، والذى اضطهده اللواء حسن الألفى وأحاله إلى التقاعد مبكرا بسبب كشفه عددا من قضايا الفساد، كما يدرس شرف اختيار اللواء منصور العيسوى الذى كان يشغل منصب مدير أمن القاهرة الأسبق».