اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، بعدة قضايا، أهمها مطالبة المصريين بثروات بلادهم من المنتفعين الذين كانوا يستمدون الدعم من الرئيس مبارك المخلوع، وصدمة المجلس العسكري من حجم الفساد، وموقفه من المعاهدات بين مصر وإسرائيل، وأخيرا تقديم بلاغ إلى النائب العام يتهم حبيب العادلي، وزير الداخلية السابق، باختطاف الصحفي رضا هلال. رحيل نظام المليارديرات في الوقت الذي يسكن حوالي 5 مليون مواطن مصري في المقابر بالقاهرة، كشفت صحيفة "القدس العربي" أن الرئيس السابق حسني مبارك جمع حوله ما يقرب من 26 مليارديرا، كانوا من رجال الأعمال أصدقائه وأصدقاء نجله الأصغر جمال، وغادر عدد كبير منهم مصر بعد اندلاع ثورة 25 يناير. وقالت الصحيفة، إن مبارك احتفظ لنفسه بأسطول من 9 طائرات رئاسية من طراز 'جولف ستريم'، تبلغ قيمتها 335 مليون دولار، اشتراها من خلال المساعدات العسكرية الأمريكية التي تبلغ 1.3 مليار دولار سنويا، وقدرت ثروته بحسب "الجارديان" من 40 إلى 70 مليار دولار، في الوقت الذي روجت وسائل إعلام أمريكية إلى أن ثروة مبارك لا تتعدى 4 مليارات جنيه فقط. المصريون يطالبون بحقهم في ثروة مبارك ذكرت صحيفة "الوطن" القطرية أن كل طوائف الشعب المصري شددت على ضرورة استعادة حقهم وحق بلدهم من الرئيس السابق حسني مبارك، مطالبين بضرورة استعادة كل الأموال التي حصل عليها هو وأفراد عائلته دون وجه حق، مؤكدين أن الثروة التي جناها مبارك وأبناؤه التي تقدر بمليارات هي حق أصيل للشعب المصري، ولا بد من استعادتها ودخولها خزانة الدولة المصرية، والأكثر من ذلك أنهم طالبوا بمحاكمته على كل ما ارتكبه من جرائم في حقهم، حيث اتفق الجميع على أن مبارك حكم مصر بنظام سياسي قمعي لا صلة له من قريب أو بعيد بالديمقراطية، التي دام يتحدث عنها كثيرا في خطاباته. المجلس العسكري مصدوم من حجم الفساد قالت صحيفة "الحياة" اللندنية، إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة مصدوم من حجم الفساد، مشددا على أنه لن يسمح بفساد جديد، أو بازدياد حجم الفساد الموجود، وكلف المجلس لجنة تعديل الدستور بتعديل 6 مواد لضمان إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة خلال فترة 6 أشهر، يحكم الجيش البلاد خلالها. وقال المجلس في قرار أصدره، أمس الأربعاء، "تختص اللجنة بدرس إلغاء المادة 179 من الدستور، وتعديل المواد 88، و77، و76، و189، و93 وكل ما يتصل بها من مواد ترى اللجنة ضرورة تعديلها لضمان ديمقراطية ونزاهة انتخابات رئيس الجمهورية ومجلسي الشعب والشورى". وشدد قرار المجلس العسكري على"إنهاء اللجنة عملها في مدة لا تتجاوز 10 أيام من تاريخ هذا القرار"، وأكد الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أن جميع من تم إلقاء القبض عليهم خلال أحداث 25 يناير سيتم إطلاقهم قريبا، مطالبا المواطنين بمساعدة رجال الجيش على إدارة البلاد في مثل هذه اللحظات الحرجة. معاهدة كامب ديفيد وموقف المجلس منها انتقد عبد الرحمن الراشد، في صحيفة "الشرق الأوسط" استعجال القيادة العسكرية المصرية، وإصدار بيانها الذي أكد احترام المعاهدات والمواثيق الدولية التي وقعتها مصر، وبه أسكتت الدعوات المطالبة بإلغاء اتفاق "كامب ديفيد" فور إسقاط الرئيس حسني مبارك وحكومته، كما انتقد عدم صدور اعتراضات من أي من الأطراف الثورية أو الموالية لها بما فيها المعارضة. وأشار الراشد إلى أن موقف المجلس العسكري من الآن وحتى انتخاب الرئيس القادم لمصر سيواجه تحديات كبيرة على الصعيد السياسي، فمثلا هناك بارجتان إيرانيتان تريدان عبور قناة السويس هذا الأسبوع، فهل سيعترض طريقهما؟ كما أن إسرائيل شرعت في بناء جدار مع مصر لمنع المتسللين، فهل ستعارضه القاهرة؟ مرجحا أن الإجابة في الحالتين لا. وأيضا ستقوم السلطة الفلسطينية بإجراء انتخابات رغم اعتراض حماس عليها فهل سيكون هناك دور مصري - كما كان في الماضي؟ هذا مستبعد، ماذا سيكون موقف الحكومة المصرية المؤقتة والقيادة العسكرية لو شنت إسرائيل حربا جديدة على غزة؟ هذا هو أكبر تحد حقيقي أمام المجلس. بلاغ يتهم العادلي بخطف رضا هلال قالت صحيفة "القبس" الكويتية، إن سكرتير عام نقابة الصحفيين في مصر تقدم، الثلاثاء الماضي، ببلاغ إلى المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام، يطلب فيه التحقيق مع وزير الداخلية السابق حبيب العادلي حول وقعة اختفاء الصحفي رضا هلال منذ عام 2003، وكان السيد هلال شقيق رضا قد طلب من النقابة تقديم البلاغ، مؤكدا أن لديه معلومات تؤكد أن شقيقه لا يزال حيا في أحد معتقلات أمن الدولة.، واختفى هلال بشكل مفاجئ من منزله، منذ عام 2006 تقريبا، ولم يعرف حتى الآن مكان اختفائه، وعما إذا كان حيا أو ميتا.