الانتهاء من استعدادات المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب    قومي المرأة يدعو سيدات مصر للمشاركة بقوة في انتخابات النواب    رئيس الوزراء يشهد بدء التشغيل التجريبي للخط الأول للقطار الكهربائي السريع    مراسل "إكسترا نيوز" يرصد خول المساعدات إلى قطاع غزة    إعصار فونج-وونج يصل مقاطعة أورورا شمال شرقى الفلبين    توافد جماهير الأهلي والزمالك على ملعب محمد بن زايد لحضور نهائي السوبر    مقتل مزارع بطلق نارى فى ظروف غامضة بإحدى قرى مركز قوص بقنا    خالد عبدالغفار يبحث مع ممثلي منظمة الصحة العالمية تعزيز جهود مواجهة الكوارث    وزير الكهرباء يشهد مراسم توقيع اتفاقية مبادلة الديون بين مصر وألمانيا    محافظ بني سويف ورئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة يفتتحان فرع المجلس بديوان عام المحافظة    موفدو الأوقاف بالخارج يبادرون لأداء واجبهم الوطني في انتخابات مجلس النواب بمقار السفارات والقنصليات المصرية بالخارج    ضبط زوجين إيرانيين يحملان جوازي سفر إسرائيليين مزورين بدولة إفريقية    المجلس التشريعي الفلسطيني: إسرائيل تتبع استراتيجية طويلة المدى بالضفة لتهجير شعبنا    تحسين الأسطل : الأوضاع في قطاع غزة ما زالت تشهد خروقات متكررة    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    محافظ البحيرة تتفقد مدرسة STEM.. أول صرح تعليمي متخصص لدعم المتفوقين    محافظ قنا يترأس اجتماع لجنة استرداد أراضي الدولة لمتابعة جهود التقنين وتوحيد الإجراءات    «الداخلية» تكشف حقيقة فيديو دهس مواطن بالإسكندرية    مصرع سائق وإصابة 5 أشخاص في تصادم بالقناطر الخيرية    من يحضر تنفيذ العقوبة؟.. بعد حكم إعدام قاتلة زوجها وأبنائه ال6.. إنفوجراف    ب«مفيش راجل بيتخطف».. اَيتن عامر تثير الجدل بفيديو على «السوشيال ميديا»    رئيس منتدى مصر للإعلام تستقبل رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام    «تنتظره على أحر من الجمر».. 3 أبراج تقع في غرام الشتاء    سمير عمر رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة يشارك في ندوات منتدى مصر للإعلام    مرفت عمر بلجنة تحكيم مهرجان ZIFFA في السنغال    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    علاج مجانى ل1382 مواطنا من أبناء مدينة أبو سمبل السياحية    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رئيس البورصة: 5 شركات جديدة تستعد للقيد خلال 2026    رسميًا.. موعد صرف معاشات شهر ديسمبر 2025 ل 11 مليون مواطن    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    توقيع مذكرة تفاهم بين التعليم العالي والتضامن ومستشفى شفاء الأورمان لتعزيز التعاون في صعيد مصر    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    ما حكم الخروج من الصلاة للذهاب إلى الحمام؟ (الإفتاء تفسر)    أهم 10 معلومات عن حفل The Grand Ball الملكي بعد إقامته في قصر عابدين    القاهرة تحتضن منتدى مصر للإعلام بمشاركة نخبة من الخبراء    «زي كولر».. شوبير يعلق على أسلوب توروب مع الأهلي قبل قمة الزمالك    الداخلية تطلق خدمة VIP إكسبريس لتصاريح العمل.. استلام الكارت المميكن خلال ساعة واحدة    وجبات خفيفة صحية، تمنح الشبع بدون زيادة الوزن    الأوقاف توضح ديانة المصريين القدماء: فيهم أنبياء ومؤمنون وليسوا عبدة أوثان    «كفاية كوباية قهوة وشاي واحدة».. مشروبات ممنوعة لمرضى ضغط الدم    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    مواعيد مباريات الأحد 9 نوفمبر - نهائي السوبر المصري.. ومانشستر سيتي ضد ليفربول    تشييع جنازة مصطفى نصر عصر اليوم من مسجد السلطان بالإسكندرية    طولان: محمد عبد الله في قائمة منتخب مصر الأولية لكأس العرب    «لعبت 3 مباريات».. شوبير يوجه رسالة لناصر ماهر بعد استبعاده من منتخب مصر    أمين الفتوى: الصلاة بملابس البيت صحيحة بشرط ستر الجسد وعدم الشفافية    على خطى النبي.. رحلة روحانية تمتد من مكة إلى المدينة لإحياء معاني الهجرة    قافلة «زاد العزة» ال 68 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة    جاهزية 56 لجنة ومركز انتخابي موزعة على دائرتين و 375543 لهم حق التوصيت بمطروح    مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى والاحتلال يواصل الاعتقالات في الضفة الغربية    التشكيل المتوقع للزمالك أمام الأهلي في نهائي السوبر    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    قبل بدء التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025.. تعرف على لجنتك الانتخابية بالخطوات    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    اليوم.. نظر محاكمة 213 متهما بخلية النزهة    «الكلام اللي قولته يجهلنا.. هي دي ثقافتك؟».. أحمد بلال يفتح النار على خالد الغندور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجيش يقرر ادارة البلاد 6 أشهر وحل مجلسى الشعب والشورى وتعطيل العمل بالدستور
نشر في الشعب يوم 13 - 02 - 2011

أعلن المجلس الاعلى للقوات المسلحة انه سيتولى ادارة شئون البلاد لمدة انتقالية تمتد لستة شهور قادمة او انتهاء انتخابات مجلسي الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية.
وقال المجلس في البيان رقم خمسة - والذي أصدره الاحد - انه تقرر ايقاف العمل بالدستور الحالي.
كما قرر المجلس حل مجلسي الشعب والشورى.
وكرر المجلس تعهده الالتزام بالاتفاقيات والتعهدات التي وقعت عليها مصر.
بيان القوات المسلحة بتعطيل الدستور
واشار المجلس الى ان المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة هو من يمثل المجلس في الفترة القادمة أمام كافة الجهات داخليا وخارجيا.
وقرر المجلس الاعلى للقوات المسلحة تشكيل لجنة لتعديل بعض مواد الدستور وتحديد قواعد الاستفتاء عليها.

وأكد المجلس مجددا على تكليف حكومة الدكتور أحمد شفيق بالاستمرار فى عملها لحين تشكيل حكومة جديدة.

نص البيان
انطلاقا مما سبق وبالبناء عليه، ورغبة في تحقيق نهضة شعبنا فقد أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة القرارات الآتية.

أولا: تعطيل العمل بأحكام الدستور.

ثانيا: يتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد بصفة مؤقتة لمدة 6 أشهر أو انتهاء الانتخابات في البلاد وانتخاب رئيس الجمهورية.

ثالثا: يتولى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة تمثيله أمام كافة الجهات في الداخل والخارج.

رابعا: حل مجلسي الشعب والشورى.

خامسا: يتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إصدار مراسيم بقوانين خلال الفترة الانتقالية.

سادسا: تشكيل لجنة لتعديل بعض المواد بالدستور وتحديد قواعد الاستفتاء عليها من الشعب.

سابعا: تكليف وزارة الدكتور أحمد محمد شفيق بالاستمرار في أعمالها لحين تشكيل حكومة جديدة.

ثامنا: إجراء انتخابات مجلسي الشعب والشورى والانتخابات الرئاسية.

تاسعا: تلتزم الدولة بتنفيذ المعاهدات والمواثيق الدولية التي هي طرف فيها.

إدارة الجيش لشئون البلاد لن تطول
من جانبه، أكد الفريق أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء أن فترة تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد لن تطول بأى شكل من الأشكال حيث أنه من المقرر أن يتم خلال الفترة المقبلة تعديل بعض مواد الدستور وإجراء إنتخابات لمجلسى الشعب والشورى ثم إنتخابات رئاسة الجمهورية.

وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن تعطيل الدستور لايلغيه وانما يعنى أنه باق ولكنه معطل إلى تعديل بعض المواد فيه.

شفيق يجتمع بالوزراء
وعقد مجلس الوزراء اجتماعا اليوم الأحد برئاسة الفريق أحمد شفيق لاستعراض ومناقشة عدد من التقارير الداخلية الهامة وذلك في ضوء بيان المجلس الاعلى للقوات المسلحة للحكومة والمحافظين بتسيير الاعمال مؤقتا لحين تشكيل حكومة جديدة.

واستعرض المجلس تطورات الاوضاع الداخلية والجهود المبذولة لتحقيق الامن والاستقرار في البلاد واعادة الحياة الى طبيعتها اضافة إلى استعراض جهود الوزارات المختلفة لتوفير احتياجات المواطنين من السلع الغذائية والمواد الاساسية وضبط الاسواق.

مبارك فى شرم الشيخ
من ناحية أخرى، أعلن شفيق أن الرئيس المخلوع حسنى مبارك موجود حتى الآن فى شرم الشيخ.

جاء ذلك فى المؤتمر الصحفى الذى عقده رئيس مجلس الوزراء وحضره ممثلو وكالات الأنباء والصحف والقنوات الفضائية المصرية والعربية والعالمية.

أنت ورّطتني أنت وأمك
وفى سياق متصل، نقلت صحيفة القبس الكويتية ما قالت انه تفاصيل الساعات الأخيرة قبل رحيل الرئيس المخلوع حسني مبارك.. وأشارت إلى خلافات جرت بينه وبين قادة الجيش مشيرة أنه تم وضعه تحت رقابة أثناء إلقاء خطابه.. وأنه في صباح الجمعة تناولت عائلة الرئيس الإفطار وقامت بعدها قرينة مبارك بإعداد حقائب الرحيل والتي بلغت 8 حقائب مملوءة بهدايا ونياشين حصل عليها من الدول الأخرى فيما جرت مشادة بين الرئيس ونجله جمال اتهمه فيها بأنه ووالدته كان السبب في توريطه.. وادعت الصحيفة أن مبارك قال لنجله بالحرف "أنت ورّطني، أنت وأمك، لقد قضيتما على تاريخي في مصر"، فيما لم تكشف عن المصادر التي استقت منها هذه المعلومات.. وأشارت الصحيفة أن مبارك أصيب خلال الأسبوع الماضي بحالة إغماء أثناء جلوسه مع عائلته وأن مطالبه من الجيش تلخصت في خروج كريم. وإلى نص ما جاء في الصحيفة:

أكدت مصادر أن كلمة مبارك الأصلية كانت تتضمن فقط الإشارة إلى الأحداث، وتكرار تقديم العزاء إلى أسر ضحايا ثورة 25 يناير، وبعض العبارات التي يذكّر فيها المصريين بما قدمه لمصر طوال حكمه، ومشاركته في نصر أكتوبر واثبات عدم خضوعه لأي ضغوط خارجية، ومن ثم قراره بتفويض نائبه بصلاحياته.

إلا أن قيادات الجيش في اجتماعها المستمر من دون حضور مبارك، أصرت على تضمين كلمته قرارات واضحة واعترافا ب‍‍"الخطأ" كنظام حكم، مقابل ضمانات بالمحافظة على سلامته، وعدم أهانته، وخروجه بشكل كريم كقائد أعلى للجيش يدينون له بالولاء.

وأضافت المصادر أن المفاوضات بين دائرة الرئيس المدعومة من سليمان وجهاز المخابرات، ووزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي، فضلا عن قوات الحرس الجمهوري التي تأتمر بأمر الرئيس فقط ولا تخضع للجيش من جهة، وبين قيادات الجيش بقيادة رئيس الأركان الفريق سامي عنان، حول تفويض سليمان بصلاحيات الرئيس، حيث كان المجتمعون في المجلس الأعلى اجمعوا على عدم موافقتهم على تولي سليمان، بحكم عدم قبول الشارع له، كما طالب قادة الجيش بإقالة حكومة احمد شفيق وتشكيل مجلس عسكري يدير البلاد لفترة محددة تشهد إجراء انتخابات برلمانية ورئاسة حرة ونزيهة.

وقد أعرب قادة الجيش لوزير الدفاع الذي دعوه لحضور الاجتماع عن ضيقهم مما تؤول إليه الأمور، وإنهم مازالوا على موقفهم بعدم اللجوء إلى القوة، وإنهم على موقفهم بتلبية المطالب المشروعة للشعب. تفادي مواجهة دموية.

وقد رفض مبارك معظم مطالب قادة الجيش بما عرف عنه من إصرار وعناد كبيرين. وهذا الخلاف كان سيؤدي إلى مواجهة دموية بين الجيش وقوات الحرس الجمهوري التي لا يستهان بعددها وعتادها. حتى القوات الجوية.

وقد تولى طنطاوي التفاوض بين الطرفين والوصول إلى صيغة توافقية تلبي مطالب قادة الجيش في كلمة مبارك، مقابل الموافقة على تفويضه لسليمان، وبقاء حكومة احمد شفيق.

وأدى هذا الخلاف إلى إعادة تسجيل كلمة مبارك، ومن ثم تسجيل سليمان، وقد لاحظ الملايين المشاهدين "المونتاج" الذي اجري على الكلمة، واندفاع شخص يرتدي بدله مدنية نحو مبارك فور انتهائه من قراءة الكلمة، وان زاد عليها بضع كلمات مرتجلة غير مؤثرة في المضمون، فضلاً عن ملاحظة انشغاله عدة مرات خلال قراءة الكلمة بالنظر إلى أشخاص، غير معروف من هم، كانوا في مواجهته. هذا التخبط وهذه الخلافات دعت كثيراً من المراقبين إلى وصف الكلمة بالركاكة والضعف نظراً لإعدادها على عجل.

وأضافت المصادر إن تولي اللواء رضا حماد قائد القوات الجوية قراءة البيانين اللذين صدرا عن المجلس الأعلى، وليس المتحدث باسم وزارة الدفاع، أعطى رسالة لم يلحظها الكثيرون بأنه حتى القوات الجوية التي ينتمي إليها مبارك متحدة مع بقية قادة أفرع الجيش في موقفها.

كشفت مصادر مطلعة ل "القبس" القصة الحقيقية لليوم الأخير الذي أمضاه الرئيس حسني مبارك (الجمعة) قبل أن يحسم موقفة ليلا، ويعلن التنحي الكامل عن السلطة، وأكدت إن سجالا حادا جرى بينه وبين كل من قرينته سوزان ونجله جمال، محملا إياهما المسئولية عن مجمل حالة التدهور الحاصلة في وضعه. المصادر أوضحت إن الأسرة كاملة (بمن فيهم زوجتا ابني الرئيس وأحفاده) التقوا لتناول طعام الفطور صباح الجمعة، وعلى الفور أشرفت السيدة سوزان على جمع أغراض زوجها الشخصية، وكلفت (خادمتين خاصتين بها، وتنتميان إلى إحدى دول المغرب العربي) بالتعجيل في جمع المقتنيات الشخصية للرئيس والتي تضم هدايا. قيمة وثمينة تلقاها الرئيس وزوجته من ملوك ورؤساء دول عربية وأجنبية، وذلك في ثماني حقائب كاملة.

مشادة مع جمال
وحدث خلاف شديد بين مبارك ونجله جمال، إذ قال له الوالد بالحرف الواحد "أنت ورّطني، أنت وأمك، لقد قضيتما على تاريخي في مصر". أضافت المصادر أن مبارك كان في حالة نفسية يرثى لها، وبعدها اجتمعت الأسرة بأكملها وغادروا القصر في ثلاث سيارات، متوجهين إلى مطار ألماظة القريب من القصر، حيث استقلوا الطائرة الرئاسية وتوجّهوا إلى شرم الشيخ.

حالة إغماء
يذكر أن الرئيس المخلوع كان قد تعرّض لحالة إغماء أثناء جلوسه مع عائلته الأسبوع الماضي.. وكان مطلبه من رجال المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تلبية جميع مطالبهم هو المحافظة على خروجه الكريم من الحكم.

تفاصيل ال 48 ساعة الأخيرة قبل السقوط
أما صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية، فقد كشفت من جانبها تفاصيل ال 48 ساعة الأخيرة قبل خلع مبارك وإجباره على التنازل عن الحكم.. وقالت الصحيفة أنه "بعد أسبوع من الإشارات المتقاطعة والمحادثات المتوترة، تلقت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أخباراً جيدة في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء الماضي، بعد أن نما إلى علم مسئولي ال(سي آي إيه) والبنتاجون بخطة الجيش المصري الرامية إلى التخفيف فوراً من الصلاحيات الأساسية التي يمتلكها الرئيس مبارك، وإنهاء الفوضى والاضطرابات التي هزت البلاد على مدار أكثر من أسبوعين.

وكان من المنتظر أن تتكشف ملامح الخطة يوم الخميس فيما يتعلق بمصير الرئيس مبارك، إما بمغادرة منصبه، أو القيام بنقل السلطة. ولم تكن هذه السيناريوهات ذات طبيعة تأملية، بل كانت معلومات مؤكدة وسيناريو تم وضعه بعناية، على حسب ما أوضح أحد المسئولين الحكوميين الأميركيين الذي كان على دراية بخطة الجيش.

لكن الرئيس المصري، بحسب الصحيفة، قرر في آخر لحظة تغيير النهاية. وفاجأ الكثيرين من مساعديه بخطاب، لم يَطَّلِع عليه آخرون، بدا فيه عازماً على التشبث بمنصبه. وهو الخطاب الذي أثار غضب ودهشة كافة مسئولي البيت الأبيض، وأثار سخط جحافل المحتجين في شوارع القاهرة وجعل البلاد تقترب من الفوضى، طبقاً لما ذكره العديد من المسئولين الحكوميين الأميركيين في مقابلات سردوا خلالها تسلسل الأحداث في ال 48 ساعة الأخيرة من حكم الديكتاتور المخلوع .

وأضافوا قائلين إن الجهود التي بذلها مبارك للبقاء في منصبه لم تضمن له في نهاية المطاف إلا الخروج بشكل متسرع ومخز من الرئاسة. وفي غضون ساعات من الخطاب الذي أدلاه مبارك في وقت متأخر من مساء يوم الخميس، واجه مسئولو الجيش المصري الرئيس الذي فقد مصداقيته بإنذار: إما أن تتنحى طوعاً، أو أن تُرغَم على ذلك.

وقالت في هذا الشأن اليوم صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن خطاب مبارك الجريء، الذي وصفه بعض المسئولين الأميركيين بأنه كان أقرب للوهم، كان حيلة أخيرة في ملحمة شهدتها مصر وواشنطن على مدار الثمانية عشر يوماً الماضية. وقد زادت وانخفضت احتمالية مغادرة الرئيس مبارك لمنصبه بالتناوب، في الوقت الذي بدأ يعمل فيه بهدوء الدبلوماسيون والضباط العسكريون الأمريكيون مع نظرائهم المصريين، بحثاً عن حل سلمي لأسوأ اضطرابات تشهدها البلاد في ستة عقود.

وبحلول منتصف الأسبوع الماضي، مع استمرار توافد الحشود في القاهرة، وحدوث إضرابات عمالية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، أكدت الصحيفة أن قادة عسكريين ومدنيين كبار توصلوا لاتفاق واضح مع مبارك بشأن شكل من أشكال نقل السلطة. وقد تم وصف تفاصيل تلك الخطة في مقابلات أجريت مع ستة مسئولين حكوميين أميركيين سابقين وحاليين، كانوا على دراية بها. وقد أصرت معظم المصادر على عدم الكشف عن هوياتها، من أجل التحدث عن مناقشات السياسة الداخلية للإدارة الأميركية وكذلك التبادلات الدبلوماسية التي جرت مع المسئولين المصريين.

ثم مضت الصحيفة تقول إن الاتصالات بين كبار المسئولين المصريين والأمريكيين قد أصبحت متفرقة على نحو متزايد في وقت مبكر من الأسبوع الماضي، في الوقت الذي بدأ يشكو فيه نواب الرئيس علناً من التدخل الأمريكي في شئون القاهرة. لكن بدأ يعلم بعدها مسئولو المخابرات والجيش في الولايات المتحدة عن تفاصيل الخطة التي وضعها قادة الجيش المصري، وهي ثمة شيء بين خروج متفاوض عليه وانقلاب ناعم، للتخفيف من معظم، إن لم لكن كل، ما يمتلكه مبارك من صلاحيات.

وقد بدأ تنفيذ الخطة يوم الخميس، مع إقدام قادة من الجيش على إخبار المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية بأن مطالبهم الأساسية على وشك أن تُنَفَّذ وأن تتم الاستجابة لها. وبعدها، تم عقد اجتماع نادر للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، ثم خرج متحدث عسكري ببيان يؤكد على ما يبدو على فرض الجيش سيطرته على الحكومة. وشدد البيان كذلك على حقيقة المسؤولية التي تتحملها القوات المسلحة، والتزامها بحماية الشعب، وحرصها في الوقت ذاته أيضاً على حماية البلاد.

وهو البيان الذي انتزع صرخات التهليل من مئات الآلاف من المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير، بقلب القاهرة، متأهبين لسماع بيان يؤكد رحيل الرئيس مبارك. وهو ما جعل ليون بانيتا، مدير السي آي إيه، يخرج بعدها بساعات في واشنطن، ليقول إن هناك تقارير ترجح تزايد احتمالية إقدام مبارك على التنحي هذا المساء. ورغم عدم تأكيده لتلك المعلومة، إلا أن اثنين من المسئولين الأمريكيين المطلعين على الشئون الاستخباراتية قالوا إن البرقيات السرية للوكالة استمرت في الإشارة إلى احتمالية نقل مبارك صلاحياته لنائبه، عمر سليمان، في ذلك اليوم.

ثم تحدثت الصحيفة عن حالة الاستياء التي هيمنت على الرئيس أوباما ومعاونيه خلال متابعتهم للخطاب الذي أدلى به مبارك مساء يوم الخميس على التلفزيون الحكومي المصري، وهو ينتقد التدخل الأجنبي ويشير إلى قائمة من الوعود خلال الأشهر المقبلة. وقال مسئولون أمريكيون وخبراء معنيون بشئون الشرق الأوسط، قاموا بتحليل الخطاب، إنه كان حالة من سوء التقدير غير العادي من جانب الرئيس مبارك.

ونقلت الصحيفة عن مسئول حكومي أمريكي كان يتابع الأحداث عن كثب، قوله: انخفض دعم الجيش لمبارك باندفاع. وكان الجيش على استعداد أن ينتظر ليرى ردة فعل الشعب على خطاب مبارك. وقد حاول عمر سليمان في وقت متأخر من مساء يوم الخميس، بعد التحاقه بالقادة العسكريين، أن يكون على الحياد. وبحلول نهاية اليوم، كان من الواضح أن الوضع "لم يعد مقبولاً". وقد أُخبر مبارك يوم أمس الجمعة بأن عليه أن يتنحى، وفي غضون بضع ساعات، كان في طريقه إلى منتجع شرم الشيخ.

25 يناير اليوم الذي بدأ فيه نهوض مصر
يأتى هذا، فيما أكد الكاتب البريطاني "روبرت فيسك" في مقاله المنشور في صحيفة "الإندندنت" صباح اليوم أن ميدان التحرير بعد إعلان قرار مبارك بالتنحي بدأ الناس فيه فجأة الغناء والضحك وكذلك البكاء والصياح والصلاة وتقبيل الأرض والرقص لفرحتهم بالتخلص من حسني مبارك واصفا هذا الوقت بأنه "لحظة سخية"، وقال أن شجاعة الشباب هي التي خلصت مصر من الديكتاتور، مؤكدا أن الشباب قد ذرفوا الدموع أمامه مما أغرق ملابسهم بمائها.

وأشار إلى أن الفرص جائت وكأنها كانت قد تم اختناقها في عهود الديكتاتورية والقمع والذل مؤكدا أن ما حدث بمصر سيظل معروفا للأبد بأنه "ثورة 25 يناير" لأنه اليوم الذي بدأ فيه نهوض مصر، وسوف تظل هذه الرواية هي رواية الشعب الناهض إلى الأبد.

مضيفا، لقد نهض العجوز أخيرا وترك السلطة ليس لابنه وإنما لمجلس القوات المسلحة وهو ما حارب من أجله المصريين جميعا ممن يرغبون الديموقراطية وهو ما مات البعض من أجله، لافتا إلى أن الجنود كانوا سعداء بما حدث بدليل تحول وجه الضباط الشباب للفرحة بعد إعلان التنحي مؤكدين قول المتظاهرين طوال اليوم لهم بأنهم أخوه.

وأشار إلى أن المصريين قد حققوا المستحيل من خلال قوة الإرادة والشجاعة في مواجهة الشرطة ومبارك ومن خلال النضال للإطاحة بالديكتاتور، ما هو أكثر من الكلام والفيس بوك، وكذلك من خلال القتال بالحجارة ضد أسلحة الضباط وقنابلهم المسيلة للدموع والرصاص الحي، وقد أنهوا ما يقرب من 60 عام من القمع والاستبداد منهم 30 عاما في حكم مبارك.

ولفت "فيسك" إلى أن العرب المهانين عنصريا من الغرب والذين يعاملهم الإسرائيليين، الذين رغبوا في استمرار حكم مبارك الوحش، على أنهم متخلفون تركوا الخوف ونهضوا وأطاحوا برجل الغرب الذي يعتبرونه قائدا معتدلا سيحقق لها المصالح مقابل مليون ونصف دولار سنويا.

لقد انتهينا وأصبحنا وحيدين!
وفى سياق ذى صلة، قال تسفي مازائيل السفير الصهيوني الأسبق بمصر، إن تل ابيب الآن وبعد انهيار نظام الرئيس حسني مبارك، باتت في أزمة إستراتيجية كبيرة، وأصبحت "وحيدة"، لكنه قال إنه من الصعب التكهن بمصير معاهدة السلام الموقعة منذ عام 1979 والتي حافظ عليها الرئيس المخلوع رغم الدعوات الشعبية بإلغائها في مناسبات عدة.

وقال إن "الأوضاع الإستراتيجية لإسرائيل باتت في وضع كارثي"، في أعقاب قرار مبارك بالتنحي عن الحكم تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية، وتابع "الآن نحن نمر في مشاكل عصيبة ومأزق كبير بعد مبارك"، بحسب ما نقلت وسائل إعلام صهيونية.

وأضاف "لقد انتهينا لن نجد أحدا آخر يقود مصر بصورة طبيعية وعملية مرة أخرى بعد مبارك"، في إشارة إلى أنه من الصعب أن تجد الدولة الصهيونية في المستقبل رئيسا مصريا يمكن أن تحتفظ معه بعلاقات على نفس المستوى من العلاقات مع الرئيس المخلوع.

واستدرك قائلا "أعتقد أن وقتا طويلا سيمر قبل أن تنتخب حكومة ديمقراطية في مصر، الحكومة المعروفة لمدة 30 عامًا انتهت، والآن سينهار البرلمان لأن الشعب لن يقبل ببرلمان مؤسس على الخداع والتزوير، أرى أن الجيش سيبقى ممسكا بزمام الأمور لفترة طويلة".

وعبر مازائيل عن مخاوفه من أن انضمام جماعة "الإخوان المسلمين" إلى أي حكومة مستقبلية، "مما يزيد الأمر تصعيدا واختلاطًا"، لكنه أكد أن الجيش سيضمن عدم صعود "الإخوان" إلى سدة الحكم"، علما بأن الجماعة أكدت أنها لن تقدم مرشحا للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأعرب عن اعتقاده بأنه "من الصعب في هذه الأثناء أن نتكهن بمصير معاهدة التسوية بين إسرائيل ومصر"، واصفا وزير الدفاع المصري المشير محمد حسين طنطاوي بأنه "وزير جيد، لكن الأوضاع الإستراتيجية قد تتغير".

وأبدى السفير الصهيوني الأسبق لدى مصر مخاوفه في نهاية الأمر، قائلا إن "الجيش المصري سيحافظ على معاهدة التسوية، لكن لا ندري ما هو التصعيد القادم، ولا نستطيع أن نقدر ماذا سيجري هناك".

احتفالات في غزة
وشهد قطاع غزة أجواء احتفالية مساء الجمعة، بعد الإعلان عن تنحي الرئيس المصري، فيما اعتبرت حركة 'حماس' ذلك بمثابة انتصار للثورة المصرية. وشارك مئات الفلسطينيين في مسيرات عفوية في أرجاء متفرقة من القطاع، بعد إعلان نبأ تنحي مبارك، رددوا خلالها هتافات مؤيدة لثورة الشعب المصري.

ووزع فلسطينيون حلويات في الشوارع وتبادلوا التهاني، فيما سمع إطلاق نار في أرجاء متفرقة احتفاءً بالمناسبة.

ويتهم الفلسطينيون في قطاع غزة الرئيس المصري بالمساهمة في حصار قطاع غزة، والتضييق على الأنفاق التي تستخدم لتخفيف أعباء الحصار على القطاع.

وأعلنت حركة "حماس" مباركتها ما وصفته ب"بداية انتصار الثورة" مؤكدة تأييدها للمنجزات التي تحققت.

وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري، "تنحي الرئيس المصري هو إعلان بداية انتصار الثورة المصرية"، مشدداً على وقوف حركته إلى جانب الثورة ودعم مطالبها.

وقال أبو زهري، "نهنئ الشعب المصري بهذه النتائج ونعتبر أنها انتصار لإرادة وتضحيات الشعب المصري، وأنها تمثل بداية عهد جديد في مصر والمنطقة عموماً".

وحث المتحدث باسم حماس، القيادة المصرية الجديدة على اتخاذ قرار فوري برفع الحصار عن غزة، وفتح معبر رفح من الجانب المصري، والسماح بحرية التنقل وبدء الإعمار.

ورأى أن "ابتهاج غزة بهذا الانجاز لا يقل عن فرحة الشعب المصري، لأن هذا الرجل (مبارك) كان عنواناً رئيسياً في حصار غزة، والتآمر على العدوان عليها".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.