واصلت المدونات المصرية، تناولها للأحداث الدائرة فى البلاد، تارة بالتحليل ونشر معلومات وصور تتداولها الناس، وتارة أخرى بالسخرية والفكاهة المصرية المعتادة، طبقا لتقرير لموقع سى إن إن العربى أمس. مشاركات عدة كتبت على مدونة أسامة صابر، حول الأحداث فى مصر، منها واحدة تحت عنوان «مبارك الجهنمى»، وهى تعليق ساخر كتبه المدون تحت صورة لمشروع جزر العالم الذى ينفذ قبالة سواحل إمارة دبى. ورسم المدون سهما يشير إلى موقع مصر فى مشروع جزر العالم، وكتب يقول على لسان الرئيس المصرى حسنى مبارك: «آه يا شعب نمرود، طب أدينى أهو اشتريت مصر، وحابقى ريس من تانى، بفلوسى». وتحت عنوان كشرى التحرير، نشر المدون صابر تسجيل فيديو، قائلا: «قمت بتصوير هذا الفيديو لأنه لفت انتباهى فقط التزام المتظاهرين المصريين بالنظام والوقوف صفا أمام محل كشرى التحرير الشهير بجوار ميدان التحرير فى يوم المظاهرات المليونية». وأضاف يقول: «لكنى أنشره اليوم لنرى كيف كان يحصل المتظاهرون على وجبات الكنتاكى الممولة من جهات خفية، كما ادعى الكذابون والمضللون». أما المدون «أبومريم» فكتب على مدونته الشخصية يقول: «شاء القدر أن تكون لذة المعرفة مرتبطة دائما بمرارة التجربة. وها نحن نمر بتجربة بالغة الحرج، تستحق أن نتعلم منها الكثير. وأول ما نتعلمه ألا نصنع مبارك آخر». وأضاف: «لا بد أن تختفى ثقافة «عشق الزعيم» وفكرة «صمام الأمان». وتبع: كل من يمجد الحاكم، جعله وجعلنا جميعا ضحيته. كل من يغنى للحاكم الأماديح من قبيل «ناصر يا حرية» و«عاش عاش» و«اخترناه اخترناه»، وكل من حجب عن الحاكم النقد ووفر له بيئة لا يسمع فيها إلا مديحا، «فقد أوجد داخل الحاكم فرعونا ضخما يلتهم عقله». وأضاف المدون، إن «ثقافة «مستبد، لكن» سيطرت على عقولنا لنقبل أى مبرر لقبول الاستبداد طالما أنه يحقق لنا الأمان أو يجعلنا «مستورين».. ليس مع الاستبداد عذر، وليس بعد الاستبداد جريمة». وخاطب المدون المصريين يقول: «قولوا لا، لكل مستبد متفرد بالسلطة. لا زعماء بعد اليوم، بل موظف عام بدرجة رئيس له مهام محددة دستوريا، ومرتب معلن جماهيريا ورقابة حادة على تصرفاته الشخصية والمهنية». وختم بالقول: «كل من رأى انتخابات اتحادات الطلبة تزور، والنقابات تجمد، والأحزاب تنفجر، ومؤسسات الدولة تتفكك، وعلاقات المجتمع تتحلل، فقد ساهم فى صنع «الفرعون».. فلا تلوموا المتظاهرين فى ربوع مصر، فهم رفضوا أن يكرروا أخطاء آبائهم». وعلى مدونة «مذكرات مواطنة مصرية»، كتبت المدونة ميادة مدحت تحت عنوان «الأيام الحمراء»، ما قالت إنه «مذكرات عن ثورة 19 فليتأملها الثائرون والحكماء سويا». وأضافت: «أكتفى هنا بذكر مقاطع من كتاب «الأيام الحمراء» للشيخ عبدالوهاب النجار، والتى سجل فيها مذكراته عن ثورة 1919 العظيمة والتى لا يضاهيها فى النبل إلا ثورة 25 يناير 2011». ومضت ميادة تقول: «فى تلك المقاطع كل العبر وفيها ما نراه الآن رأى العين، فتاريخ الثورات وحاضرها واحد، والشعب الذى ثار فى التاريخين واحد، لقد استمرت ثورة 1919 لشهر وأكثر فلا توجد ثورة تثبت مكتسباتها فى أسبوع واحد، ولا يوجد نظام يسقط بجمعة أو جمعتين للغضب فقط». وأشارت إلى أنه «عندما صدر المنشور الذى أعلن قرار الإفراج عن زعماء الوفد نادى بعض الحكماء والذين يشبهون الحكماء الذين نراهم الآن، بإيقاف الثورة وبدء الاحتفالات، وتوقفت الثورة ليوم وبدأت الاحتفالات فانهمر رصاص الإنجليز على مواكب المحتفلين يحصد أرواحهم». وأضافت: «عن أحداث الشغب التى حدثت وعن المخربين الذين انضموا إلى مظاهرات المطالبة بالاستقلال قال الشيخ: ومما يجدر إثباته هنا ما سمعته من أن أول المخربين والمحرضين على النهب البوليس السرى الذى اندس بين الغوغاء، وإنما فعل ذلك لتشويه الحركة وإظهارها بمظهر النهب والسلب». وفى مدونة «مصريات عربية»، كتب المدون هشام الناصر، يقول: «اندلعت أول ثورة مصرية حقيقية خالصة فى الخامس والعشرين من يناير 2011، مصداقيتها وحقيقتها ونقاؤها نابعة من كونها صادرة من الممثلين الحقيقيين للشعب المصرى، من شبابها بجناحيه، لا نقول من أولادها وبناتها، بل من رجالها الحقيقيين ونسائها». وأضاف: «الثورة جاءت ردا على ظلم تاريخى استمر قرونا عديدة، ظلم تمثل فى مقولة: إن مصر رجالها خشب ونساؤها لعب وحكمها لمن غلب، الرد جاء من أفواه الثوار المتظاهرين: قالوا علينا شعب جبان، والكل نازل فى الميدان». ومضى الناصر يقول: «ثورة شعبية بالملايين من الغاضبين الثائرين بلغت ذروتها بما قدرته وكالة الأخبار الألمانية بثمانية ملايين متظاهر غاضب فى أنحاء مصر المحروسة يوم الأربعاء 2 فبراير 2011».