حالة من النشاط الفنى تعيشها الفنانة يسرا اللوزى هذه الأيام محافظة فيها كما تؤكد التوازن بين المعايير الفنية ومتطلبات السوق فكما استطاعت أن تقدم نفسها فى السينما المستقلة ومع أفلام من نوعية خاصة تبدأ فى اقتحام نوعية أخرى مع أفلام الشباك التجارية، يسرا اللوزى تحدثت ل«الشروق» عن وجودها السينمائى المكثف والمتنوع فى هذا الحوار: ● لاحظنا اهتمامك فى هذه المرحلة بالعمل فيما يسمى بالسينما التجارية.. فهل تسعين لتغيير صورة ما؟ دعنا نؤكد أولا أننى ضد التصنيفات وأنا عندما أختار فيلما للعمل به لا أضع تعريفات أنا أختار وفقا لمعيار واحد فقط هو جودة الفيلم وأختار مما يتم عرضه علىّ، فمثلا فى العام الذى قدمت فيه مسلسل «خاص جدا» كان هو السيناريو الأفضل، الذى تم عرضه علىّ، وعموما اختياراتى لا تخضع لقرار منى بل لحماستى للعمل، الذى يتم عرضه علىّ سواء كان مستقلا أو تجاريا أو أى شىء. ● ولكنك كنت ولفترة طويلة تقدمين إما أفلاما مستقلة أو أفلاما مع مخرجين مختلفين مثل أسامة فوزى مثلا وفجأة وجدناك تقدمين أفلاما تجارية مما يجعل اعتقادنا فى كونك قررت التركيز تجاريا منطقيا؟ أنا كنت أختار من الأدوار التى يتم عرضها علىّ فبالتأكيد لن أرفض لو عرضوا علىّ فيلما مع أحمد السقا أو أحمد حلمى، وكان فيه دور يلائمنى المهم الدور الجيد والقوى وأنا أتعجب من هذا السؤال، الذى يسأله لى الناس كثيرا وكأننى منتج أو سيناريست، الممثل دوما يختار مما يتم عرضه عليه ووظيفته أن يختار الأفضل من بين هذه الأعمال. ● متى نراك فى أدوار مختلفة مثل بنت شعبية مثلا؟ أنا أحلم بأداء شخصية البنت الشعبية ولكنى لا أريدها شخصية نمطية أو أكليشيه كما يحدث دوما من تنميط للنماذج مثل نموذج رجال الأعمال مثلا فهو نفس الشخص فى كل الأفلام مع أنك لو قابلت 10 رجال أعمال ستجد لكل منهم عالما مختلفا حتى لو كانوا من نفس الطبقة أو الخلفية وحاليا أنا دوما ألعب دور البنت الجامعية، وهو شىء طبيعى، ولكننى أحلم بالتنوع فى الأدوار والشخصيات، وهذا هو الشىء الوحيد الذى أحاول تحقيقه. ● ولكن ملامحك الشكلية قد تجعل من الصعب أن تقدمى دور الفتاة الشعبية وبالتأكيد قد تحصرك فى أدوار معينة؟ بالطبع الملامح الشكلية تكون أحيانا هى المعيار الأول للترشيح وبعدها قدراتك التمثيلية، ولكن الممثل الحقيقى هو من يعمل على نفسه ويطلب الاختلاف ويطور من قدراته وأنا دوما أرفع شعار اطلبوا التنوع تجدنوه. ● يشعر الكثيرون أن هذه الفترة تمثل فترة نضج بالنسبة لك سواء على مستوى الاختيارات أو على مستوى التمثيل؟ لا أعرف هو شىء لا أستطيع أن أحكم عليه أو أقيسه بنفسى خصوصا أننى أعتبر نفسى ما زلت فى مرحلة البداية، ويبقى دوما لدىّ الممثل أيا كانت خبرته ومكانته شعور دائم بأنه ما زال هناك دوما شىء أفضل نحلم به ونسعى لتحقيقه وأهم شىء إلا التراجع للخلف، وبالطبع هناك حاليا خبرات متراكمة والعمل مع مخرجين مختلفين هو ما تحقق لى، والحمد لله تعلمت من كل منهم شيئا مختلفا خصوصا أن كل منهم له طريقته الإخراجية ومدرسته الفنية وحتى رؤيتهم للحياة نفسها المهم أن تتعلم شيئا ما من كل من تعمل معهم. ● يؤكد الكثير من الممثلين أنهم يحصلون على مجموعة من كورسات التمثيل كل فترة وأخرى فهل أنتى ممن يؤمن بمثل هذه المقولة؟ بالطبع وهو شىء أتمنى أن أقوم به بصفة مستمرة لكن دوما ظروف العمل والوقت الضيق، الذى تمنحنا إياه قد يؤثر علينا لكننى عندما أجد الوقت أذهب فورا وأنا مثلا ذهبت قبل هذا وحصلت على كورس فى الإلقاء والتمثيل، وأنا أؤمن أن الممثل مهما كانت خبرته ومكانته وحتى لو حصل على 20 أوسكار فهو يجب أن يحسن من قدراته ويطور من نفسه. ● حدثينا عن دورك فى فيلم إذاعة حب؟ قرأت ذات مرة مقولة للمثل الأمريكى دانييل دى لويس، الذى أكد أنه من حق الجمهور دوما أن يرى العمل دون انطباعات مسبقة أو أى حرق للدور وهو شىء أعتقد أنه حقيقى جدا، ومن حقهم خصوصا أنه من الصعب تلخيص الدور فى كلمتين أو سطرين. ● الفيلم شبابى وخفيف وبعض الناس شعر بالدهشة عندما علم أنك فى الفيلم؟ ولماذا الدهشة فالبساطة فى الأفلام ليست عيبا ولا يوجد قانون مكتوب أن أى فيلم يجب أن يكون فلسفيا وعميقا، وأنا لم أقل دوما أننى ضد الأفلام البسيطة وهى ليست أقل أهمية من العميقة ولست مع هذه التصنيفات. فى العموم أنا من المؤمنين بأن المهم هو تكامل العناصر وجودة الفيلم، خالد أبوالنجا مثلا وهو يتحدث حاليا فى أى لقاء لفيلم «ميكروفون» يقول إنه لولا الأفلام التجارية ما كان ليستطيع امتلاك الجرأة لصنع «هليوبوليس» و«ميكروفون» وأنا شخصيا أضع دوما أن هناك معيار جودة معين لا تقل عنه الأفلام، وهذا هو تصنيفى الوحيد، ودعنى أؤكد لك أنه لو صرفنا ميزانيات أفلامنا فى مواضعها الصحيحة لقلت وبكل ثقة أن كل فيلم تجارى يتم صنعه جيدا سيكون قادرا على تمثيل مصر فى أى مهرجان، فالمهم جودة الصناعة وللعلم التكلفة لا تعنى شيئا بدون تجويد فى الصناعة. ● هل تحلمين بالبطولة المطلقة أم أنه حلم مؤجل بالنسبة لك؟ ليس مؤجلا ولكنه شىء أخاف منه وأنا شخصيا ضد هذا المصطلح، ولو كنت سأظهر فى كل مشاهد العمل بدون أى تأثير مع المشاهد فهو شىء ليس فى صالحى بالطبع ولو لم يكن معى ممثلون جيدون سيكون العمل رديئا وأؤمن أن البطل هو العمل نفسه، ولقد عرضوا علىّ من قبل عدة أعمال بطولة مطلقة كما تقول، لكننى رفضتها لأننى أشعر أنها مسئولية كبيرة تحتاج تفكيرا عميقا وعناصر متكاملة أكثر. ● ولكنك بطلة فى فيلم «المركب»؟ لا البطولة هنا جماعية وكلنا نتحمل المسئولية وما نقدمه هو عبارة عن عمل جماعى به 7 أبطال، وربما أكون معروفة أكثر نتيجة لأننى قدمت أفلاما وأعمالا أكثر، وهذا لا يعنى بطولة مطلقة بل يعنى بطولة جماعية وهذا هو الأفضل. ● من وجهة نظرك ما فرص فيلم ميكروفون فى المنافسة فى دور العرض والسوق السينمائية التجارية؟ أنا أراه فيلما جيدا ولو حصل على حقه من الدعاية والوجود سوف يصل للجمهور، الذى يمكن أن يكون مهتم بنوعيته، وعموما أنا ضد مقارنة فيلم يتم عرضه ب50 نسخة بفيلم يتم عرضه ب 6 نسخ، وأنا أطالب بإتاحة الفرصة لتوفير ظروف عرض ملائمة لهذه النوعية من السينما والجمهور هو الذى سيحكم عليها. ● دعينا ننهى حوارنا بوضعك تعريفا للسينما المستقلة من وجهة نظرك؟ لو اتخذنا من فيلم «ميكروفون» نموذجا مثلا فهو فيلم يحمل عدة تصنيفات، وكل شخص يستطيع تصنيفه بشكل مختلف فتستطيع تصنيفه أنه فيلم ذو ميزانية منخفضة أو فيلم ديجيتال وعموما يمكن تعريف السينما المستقلة بأنها كل ما هو مختلف ولا يراعى حسابات منظومة السوق، والتى يستطيع فيها المخرج أن يقدم ما يريده بالطريقة، التى يريدها وبدون أى حسابات لسوق تجارية من حيث الأسماء مثلا أو أى حسابات أخرى.