نسمة الحسيني - عيون ع الفن : تصوير : محمود صبري ضمن فعاليات المهرجان القومي للسينما في دورته السادسة عشرة، أقيم عرضا خاصا لفيلم "هليوبوليس"، وسط حضور كل من خالد أبو النجا ويسرا اللوزي وحنان مطاوع بصحبة والدتها سهير المرشدي ومخرج ومؤلف الفيلم أحمد عبد الله والمنتج شريف مندور والوجوه الشابه التي شاركت في الفيلم مروان عزب وعاطف يوسف ومحمد بريقع وآية سليمان . حرص الأبطال على الانتظار حتى انتهاء عرض الفيلم من أجل حضورالندوة التي أقيمت بعده وأدارتها ناهد صلاح الدين التي توجهت بالشكر لأسرة الفيلم على حرصها على الحضور والتواصل مع جمهور المهرجان ، وأشارت الى أن الفيلم يستحق التقدير لأكثر من سبب حيث إن الفيلم ينتمي الى أفلام السينما المستقلة التي استطاعت في فترة قليلة أن تلفت الإنتباه إليها وتحقق مكاسب في الوسط السينمائي ، وأوضحت أن عنوان الفيلم خادع حيث يظن البعض أنه يتحدث عن مكان وإنما في الحقيقه يتحدث عن التحول الذي حدث في المجتمع المصري خلال السنوات الماضية وتأثيره من خلال شخصيات معطلة تعيش في مجتمع واحد وواقع معطل ولا يلتقون . ثم تحدث المنتج شريف مندور وقال إن الحل الأمثل لمواجهة مشكلات السينما المصرية هو الإتجاه للأفلام التي تنبع من قلب الشارع بعيدا عن التكاليف الباهظة التي لا تستطيع السينما تغطيتها وأن السينما المستقلة تعني قلة التكاليف المادية دون انخفاض القيمة الفنية . ومن جانبه قال أحمد عبد الله أنه رغم قيامه بإخراج وتأليف ومونتاج الفيلم إلا أنه ليس صاحب النصيب الأكبر فيه لأن السيناريو مكتوب بطريقة ورشة تفاعلية بين كل الممثلين حيث يفكرون معا، وكل منهم يضع خبرته ورؤيته الشخصية في السيناريو الذي يصل لأربعين صفحة . وأوضح أن فكرة الفيلم استوحاها من الفترة الطويلة التي عاشها في منطقة هليوبوليس بمصر الجديدة والتي كونت بداخله مخزونا عن حياته هناك كما أنه وجد أن هذه المنطقه تعكس حالة كانت موجودة في القاهرة في وقت من الأوقات وتحكي شكل القاهرة القديم . عبر خالد ابو النجا عن سعادته بوجود عدد كبير من الجمهور لمشاهدة الفيلم وقال إن الفيلم مهم وأن الأزمة الإقتصادية سبب اهتمامنا بالأفلام المستقله التي تعيدنا الى أفلام صلاح أبو سيف وعاطف الطيب وتعتبر فرصة لبداية ثورة حقيقية لوجود أفلام لمخرجين لديهم نظرة مختلفة وتقدم طعما مختلفا للسينما الجديدة التي تناسب الشباب في 2010 . وأضاف أنه تحمس للفكرة لأنه يتوقع لها إحداث ثورة في صناعة السينما حيث يتابعها مخرجون عالميون خاصة مع إتاحة الفرصه للهواة بحيث يتمكن أي طالب في معهد السينما أن يصنع فيلما رائعا بميزانية بسيطة كما تتيح الفرصة لجيل جديد لم يجدها بسبب الأفلام التجارية لذا أكد أنه سيستمر في تقديم الأفلام المستقله الى جانب التجارية . وأكد أن الهدف الأساسي من الفيلم ليس الحديث عن منطقة هليوبوليس أو الأشخاص التي تظهر في الفيلم وإنما الإجابة على سؤال " إحنا رايحين فين ؟ " وهو ما تناوله المخرج بعيدا عن الطريقة التقليدية التي تضم بداية ونهاية وإنما عن طريق التراكم العاطفي الذي يحدث عند المتفرج مع كل مشهد من مشاهد الفيلم . أما الفنانة حنان مطاوع فأوضحت أنها كانت تنتظر هذا العرض بفارغ الصبر وأنها قدمت شخصية "انجي" التي لا تستطيع تحقيق أحلامها في الواقع فتحققها في الخيال وهي شخصية متفرجة على الآخرين ولا تستطيع المشاركة بشكل فعال في حياتهم ، وأكدت أن أصعب ما في الدورهو أن الشخصية لا تظهر مشاعرها بمشهد بكاء ومع ذلك المشاهد يتوحد معها ويشعر بإحساسها الداخلي الذي ينم على أننا لا نقدر على تحقيق أحلامنا . أما الفنانة يسرا اللوزي فقالت إنها تعجبت في البداية من ترشيح المخرج لها لأنها لم تعرفه قبل هذا الفيلم وترددت في البداية لأن الفيلم مبني على الإرتجال فقرأت السيناريو ولم يكن هناك حوار لكن ساعدها على الإرتجال فهمها للشخصية جيدا واتفاقها مع المخرح على الخطوط العريضة لكل مشهد لأن الفيلم به دراما وكل مشهد له غرض . وعاد المخرج للحديث مرة أخرى حيث أوضح أن تصوير الفيلم بكاميرا ديجيتال لم يكن بغرض التوفير ورغم أنه قلل التكلفة إلا ان سبب اختياره هو أن نوعية الفيلم تتطلب ذلك ، وأوضح أن المشاهد يشعر بالمزج ما بين التسجيلي والروائي حيث ركز على فكرة الحنين الى الماضي الأمر الذي أرجعه المخرج الى أسباب شخصيه تتعلق بحياته في المنطقة التي يدور فيها الفيلم .