قال كامبل نيومان، عمدة مدينة بريسبان، ثالث كبرى المدن الأسترالية، اليوم الثلاثاء، إن الفيضانات ستضرب حوالي 6500 منزل، وسيتضرر منها 15 ألف شخص، بنهاية الأسبوع الجاري. أسفرت الأمطار الغزيرة التي بلغ منسوبها 150 مللي مترا في بريسبان، عاصمة ولاية كوينزلاند، خلال 3 ساعات، عن فيضان نهر بريسبان على جانبيه، وتعريض 30 ضاحية منخضفة الأراضي بالمدينة للخطر، يبلغ عدد سكان المدينة حوالي مليوني شخص. تستند تقديرات نيومان لعدد المنازل التي تواجه خطر الفيضان، إلى الممتلكات السكنية والتجارية المتوقع أن تغمرها مياه الفيضانات بمنسوب 50 سنتمترا، أو أكثر. وقال، إن المياه سترتفع في نهر بريسبان إلى 4.2 أمتار بعد غد الخميس. وأضاف، " لنضع الأمور في السياق، فإن منسوب المياه في فيضان 1974 كان أعلى، ولكن ارتفاع المياه في بريسبان إلى 4.2 أمتار يمثل أمرا خطيرا للغاية". وقال أيضا، إنه تم إعداد 30 ألف جوال من الرمل في مستودعات مجلس المدينة، لمساعدة السكان على الدفاع عن منازلهم وأعمالهم. ضرب الفيضان الذي اندلع قبل 37 عاما أكثر من 6700 منزل، وأودى بحياة 14 شخصا في بريسبان. وملأت المياه المنطقة الموجودة خلف سد "ويفنهو"، الذي أقيم بعد فيضان 1974 لحماية المدينة، ويقوم بتصريف المياه الفائضة. وقال نيومان، إن المياه ستفيض عن نهر بريسبان، و"تغرق مدينة بريسبان، وليس هناك ما يمكن أن يقوم به مديرو السدود لمواجهة ذلك". استعدت بريسبان لمواجهة خطر الفيضانات اليوم، في الوقت الذي أخطر فيه المسؤولون سكان الولاية بالاستعداد لاحتمال سقوط ضحايا، يقدر عددهم بالعشرات، وحدوث دمار هائل بالولاية، فضلا عن تعافي ولايتهم، الذي قد يستغرق سنوات وتقدر تكلفته بمليارات الدولارات. وقد أعلنت رئيسة وزراء ولاية كوينزلاند أنا بلاي، عن العثور على 8 جثث، إلى جانب 72 شخصا صاروا في عداد المفقودين رسميا، فضلا عن بعض القرى الصغيرة التي يتعذر الوصول إليها جراء مياه الفيضانات. وأضافت، "نتوقع أن يرتفع هذا العدد، وقد يصل إلى حد مأساوي للغاية". يعد المفقودون في توومبا، الواقعة بوادي لوكير على مسافة 126 كيلو مترا غرب بريسبان، أكثر ما يثير القلق، نظرا إلى الفيضانات المفاجئة والخطيرة، التي اجتاحت البلدة، وتجرف في طريقها كل ما يمكنها تحريكه. وقالت بلاي: "نحن قلقون للغاية بشأن سلامة عدد من الأشخاص في هذا الوادي". وأوضحت قائلة: "نواجه بعض القصص المأساوية والمحزنة للغاية، وأنا قلقة بشدة من أن نشهد المزيد من تلك القصص اليوم". كما حذر خبير الأرصاد الجوية، بريت هاريسون، من هطول المزيد من الأمطار، في الوقت الذي تتجه فيه مياه الفيضانات نحو بريسبان. من جانبه، ناشد وزير الطرق في ولاية كوينزلاند كرايج والاس المواطنين، بعدم القيادة على الطرق السريعة التي تغمرها مياه الفيضانات، حفاظا على حياتهم. يذكر أن توومبا هي واحدة من بين 22 بلدة بالولاية الأسترالية تعرضت للدمار بفعل أسوأ فيضانات تشهدها الولاية منذ 50 عاما. ألقت كارثة الفيضانات المتصاعدة، التي دخلت أسبوعها الثالث، بظلالها على صناعة الفحم الحيوية اقتصاديا، ودمرت محاصيل القمح وقصب السكر والقطن، كما ألحقت أضرارا بالبنية التحتية، تبلغ قيمة إصلاحها 5 مليارات دولار أسترالي (4.9 مليارات دولار أمريكي). تعد توومبا أحدث المناطق المتضررة من الفيضانات، التي تسبب فيها الهطول المتواصل للأمطار، منذ عيد الميلاد (الكريسماس).