تنطفئ الأنوار الليلة قبل نهاية 2010 بلحظات، لتضاء مرة أخرى مع الدقائق الأولى من العام الجديد، وتنتظر الجدة ماريا الأحفاد على العشاء، وقد جهزت المنزل بالهدايا الصغيرة وشجرة الكريسماس المزينة بالنجوم والأنوار. تستعد ماريا، 68 عاما، للقاء الأسرة السنوى فى منزلها بحى النزهة، بمائدة فاخرة أهم عناصرها الديك الرومى، وطاجن البامية، والمحشى بأنواعه. تبتسم الجدة ماريا «أنا بجهز للعزومة دى قبلها بأسبوع»، وفى آخر أيام العام تستيقظ مبكرا، «علشان ألحق أخلص كل حاجة قبل الساعة ثمانية بالليل». ثلاثة أبناء وزوجاتهم و6 أحفاد، هم ضيوف منزل ماريا الليلة، التى تستقبل الزوار بشجرة عملاقة عند باب الشقة، علقت عليها الشيكولاتة المفضلة للصغار بأشكال «بابا نويل». تقول ماريا إن لقاء الأسرة فى هذا اليوم هو أحد الطقوس العائلية، التى تكتمل بزيارة جارتها فاطمة، السيدة العجوز التى تعيش بمفردها بعد أن هاجر ابنها الوحيد إلى كندا، «طبعا بتيجى تحتفل معانا بالسنة الجديدة». ولا تقطع فاطمة عادتها المصرية عند زيارة ماريا، «لازم تدخل عليا بطبق كبير فيه رز باللبن علشان السنة تبقى بيضاء علينا كلنا». تشعر الجدة ماريا باستياء بسبب ارتفاع أسعار هدايا العام الجديد، فاشترت الشجرة الاصطناعية الصينية بمبلغ 250 جنيها، فى حين تكلفت زينتها من الإضاءة والألعاب الصغيرة، 80 جنيها. وتضيف ماريا أنها اشترت الديك الرومى من سوبر ماركت كبير بالحى مقابل 30 جنيها للكيلو الواحد، هذا بخلاف أسعار الشيكولاتة التى زادت عن العام الماضى حوالى 5 جنيهات فى الكيلو الواحد. ولا تهتم ماريا بهذا الغلاء فى الأسعار الذى طال كل احتياجات المصريين خلال عام 2010، لكنها اضطرت هذا العام الاستغناء عن الحلويات لتقلل تكاليف العزومة العائلية. وتحاول تحدى الأسعار التى ترتفع بشكل مخيف على حد وصفها، «ممكن أعزمهم على فرخة بس متحرمش من لمة أحفادى حواليا». قارنت الجدة بين الأسعار الحالية وعشر سنوات مضت، «دلوقتى ممكن أتكلف 3 أضعاف السعر بتاع زمان»، وفى رأيها أن الزمن المقبل أصعب، «ويمكن بعد كده نشترى الهوا».