كان التليفزيون يحذِّر من عواصف وأمطار وبرودة شديدة تبلغ ذروتها الأربعاء والخميس، عندما شهقت والدة الشاب ماجد وقالت له «كده يبقى مش هتروح الاستاد». رد ماجد فى ابتسامة واسعة «دى لو مطرت رصاص مش هضيَّع ماتش القمة». ظهر الاستياء على وجه الأم من كلمات الابن الأكبر واعتبرت أنه لا يبالى لتحذيرات هيئة الأرصاد، وردت فى عنف «طيب لو جالك برد ابقى خلِّى الزمالك ينفعك». فى بيان خاص يحمل عنوان «تحذير»، أكدت هيئة الأرصاد قبل أيام من «حالة عدم استقرار يصاحبها سقوط الأمطار الغزيرة و الرعدية، التى تصل لحد السيول فى بعض المناطق». ماجد، 21 عاما، طالب حقوق عين شمس، انطلق من مدينة 6 أكتوبر فى العاشرة صباح يوم الثلاثاء، إلى نادى الزمالك فى منطقة ميت عقبة، مع عشرة من أصدقائه، لحجز تذاكر الدرجة الثالثة بخمسة عشر جنيها. وفى حراسة أمناء الشرطة امتد الطابور الطويل بطول سور النادى، وبعض الشباب جلس على الأرض فى انتظار أصدقائهم، وسريعا حجز ثلاثة من «شلة» ماجد أماكنهم فى الطابور. مناقشات حامية بين جموع الزملكاوية دارت أثناء انتظار الدور فى الطابور. توقعوا خسارة فريقهم خاصة بعد فوزه فى مباراة وادى دجلة الأسبوع الماضى. وردَّ شاب من بين الجموع «نفسى نغلب الأهلى 6 على اسم القمة 106». عند شباك الحجز اشترى محمد نعمان 3 تذاكر، ووقف ينتظر صديقه سعيد الذى وصل الشباك مباشرة ليشترى التذاكر لباقى «الشلة»، يبتسم الاثنان فى نصر «لو ما كناش جينا هنا كنا هنبات فى النادى الأهلى». يقول محمد، 25 عاما، الذى يعمل موظفا فى شركة طيران، «أنا أهلاوى»، لكنه عندما ذهب إلى النادى الأهلى وجد طوابير أضعاف العدد الذى يقف أمام نادى الزمالك، وعلم بمكالمة هاتفية من صديقه الزملكاوى «أن الزحمة هنا أقل فجينا على طول». يبرر محمد زيادة الأعداد التى تتزاحم على التذاكر أمام النادى الأهلى «إن الأهلاوية أغلبية طبعا»، محمد لم يفت مباراة قمة منذ عام 1997، «إلا ماتش الستة واحد وبندم إنى مرحتش». يشعر محمد بتفاؤل من القمة 106، «علشان رقم الحظ للأهلى 6»، ولا يهتم الشاب محمد بحالة الطقس «مش أول مرة نحضر ماتش والجو وحش». كان من المقرر أن يلعب الأهلى والزمالك مباراة القمة فى شهر نوفمبر الماضى، وتم تأجيلها بسبب انتخابات مجلس الشعب إلى الخميس الأخير من ديسمبر. يتمنى محمد سقوط الأمطار خلال المباراة، «علشان نحس أن ده ماتش أوروبى»، «وبعدين إحنا مش مهم ناخد الدورى بس نغلب الزمالك». الاستعداد لمباراة القمة مختلف فى رأى محمد، فهو و«شلته» اعتادوا حضور مباريات الأهلى فى الاستاد، خاصة مع الزمالك أو الاسماعيلى، «علشان ندعمهم»، ولا يتوقع أن يتخلى أى من جمهور الفريقين عن مساندة اللاعبين «علشان شوية مطرة ورمل». وطلبت هيئة الأرصاد من سكان القاهرة ارتداء الملابس الثقيلة، والحذر من البرودة الشديدة ليلا لمدة 3 أيام، بدأت الأربعاء وتستمر إلى يوم الجمعة، لكن محمد والشلة لن يرتدوا فى المباراة سوى التيشرتات الحمراء «بتاعة النادى»، مع تلوين الوجوه بالأحمر، وحمل أعلام النادى، والأهم أن تكون خالية من الأخشاب، «علشان ممنوع»، ولا يدخلون إلى الاستاد بزجاجات المياه، أو القداحات، والكبريت، وأهم خطوة هى الوصول إلى الاستاد قبل موعد المباراة بأربع ساعات، «علشان نعيش الأجواء من أولها». واتفق ماجد المشجع الزملكاوى ومحمد الأهلاوى على أن الأجواء المشتعلة داخل المباراة، «مش هتخلِّى حد يحس بالبرد علشان هنشجع بضمير».