●●أسبوع وتهل علينا مباراة القمة بين الأهلى والزمالك.. الكلاسيكو المصرى.. المفروض ان يكون هذا اليوم عيدا للكرة المصرية، يوما للمتعة الكروية، ولِمَ لا وهو لقاء يجمع عملاقى الكرة المصرية بشعبيتهما الكبيرة محليا وعربيا بل وأفريقيا، يجمع الفريقين اللذين يضمان كوكبة من النجوم ويزخران بالمواهب من الشباب وأصحاب الخبرة ويضمان الهيكل الأساسى لمنتخب مصر، عبدالواحد السيد ومحمود فتح الله ومحمد عبدالشافى وإبراهيم صلاح وشيكابالا ووائل جمعة وسيد معوض وأحمد فتحى وحسام غالى ومحمد أبوتريكة ومحمد ناجى جدو بالإضافة إلى حازم إمام ومحمد إبراهيم وعمر جابر وحسام عرفات وأحمد شكرى وشهاب أحمد وعفروتو.. المفروض أن يكون مهرجانا فى المدرجات، دخلات ولافتات وألوانا تبعث على البهجة وهتافات غنائية تشعل الحماس وترج المدرجات وتتراقص معها أرجل اللاعبين، فتخرج منهم لوحات فنية تثير إعجابنا وتنزع الآهات من حناجرنا، وتجعلنا نتمايل نشوة بما نشاهده من متعة كروية.. ولكن.. هل ستأتى المباراة وتحمل لنا كل هذا؟.. أتمنى وأشك!.. أتمنى أن نرى ذلك وأن نستمتع بالمباراة فنيا من اللاعبين، وتشجيعيا من الجماهير.. وأشك لأن المقدمات تنبئ بحدوث عكس ذلك!.. المقدمات تقول إن اللقاء لن يكون عيدا للكرة المصرية بل مناحة لها، والمدرجات ستهتز ليس بالهتافات الحماسية التشجيعية التى تلهب حماس اللاعبين ولكنها ستنفجر بالهتافات المشينة والبذيئة التى تنال من الأعراض! واللافتات لن تحمل عبارات التصميم والتحدى والتذكرة بالأمجاد والتفاخر بالبطولات والإنجازات والتحفيز للاعبين، بل ستحمل عبارات الاستهزاء والسخرية والشتائم!.. لست متشائما ولا أساعد فى تسميم الأجواء، بل العكس، أحاول أن أصرخ وأنبه من الآن لعل كل من بيده الأمر أن يتحرك وفورا وبشكل جاد لكى يمنع الكارثة.. راجعوا ما حدث فى ملاعب السلة من جماهير الناديين فى الأيام الأخيرة.. ما حدث كان بروفة عملية على العرض الذى سيقدمه جماهير الناديين فى هذه المباراة!.. المسألة لن تتوقف عند حد تبادل الهتافات ورفع اللافتات ولكنها ستمتد إلى الشوارع سواء قبل المباراة أو بعدها وهى لن تمتد لمجرد تبادل الشتائم ولكنها ستكون أقرب إلى حرب الشوارع.. لقد نبهنى البعض إلى بيانات متبادلة بين الطرفين على بعض المواقع يتحدث فيها كل طرف موجها التحذير للطرف الآخر بأن هذا اليوم سيكون له هو يوم القيامة لما سيرونه من أصناف العذاب من ضرب وحرق واختطاف فتيات بل شباب والاعتداء عليهم وتصوير كل ذلك، ثم نشره على المواقع لنشر الفضيحة وإعلان النصر!!.. أرجو ألا نستهين بما يقال وبما شاهدناه وسمعناه فى الأسابيع الأخيرة، خاصة فى لقاءات كرة السلة كما قلت، أو لقاءات اليد والطائرة، فمدرجات هذه اللعبات لها جماهيرها التى نعرفها ويعرفها لاعبوها، ولكن من يحضر هذه المباريات الآن أصبح معظمهم من جماهير كرة القدم المتعصبين والمتشددين ويحضرون لممارسة طقوس الإرهاب والتعدى وإثبات الذات!.. الأمر يحتاج إلى الانتباه من الآن.. وأندهش لأن الكل يطالب الإعلام بأن يكون له دوره فى القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة والتصدى لها بكل قوة، لأن المفروض أن هناك آخرين يجب أن يكون لهم دور وأرى أن دورهم أكثر أهمية من دور الإعلام، وعلى رأس هؤلاء يأتى اللاعبون وأخص النجوم الكبار منهم ومن يحظى بحب الجماهير ويتمتع بالشعبية.. كنت أتمنى لو أن الكباتن الكبار أمثال أبوتريكة وأحمد حسن وأحمد فتحى ووائل جمعة ومحمد فضل وعبدالواحد السيد ومحمود فتح الله وهانى سعيد ومحمد عبدالشافى وعمرو زكى أجروا مداخلات تليفونية مع البرامج وما أكثرها، وناشدوا الجماهير أن تتوقف عن سلوكياتها العدائية، وأنهم كلاعبين وأصدقاء لا يسعدهم أن يسمعوا أى سباب أو عبارات سخرية موجهة لأحد من زملائهم فى الفريق الآخر ولا يوافقون على أعمال الشغب والتحطيم والاعتداءات.. ومثلما يسعى كل لاعب لإجراء المداخلات للدفاع عن نفسه أو توضيح موقفه فى أمر ما أدعوهم لإجراء المداخلات أيضا للدفاع عن استقرار هذا البلد، والمساهمة فى توجيه شباب أعماه التعصب.. أرجوهم أن يتحملوا مسئولياتهم فى هذا التوقيت، لأن النار لو تركناها تمتد فسوف تنال الجميع.. ألا قد بلغت.. اللهم فاشهد.