ساد التوتر في كوت ديفوار (ساحل العاج)، اليوم الجمعة، حيث وصل وسيط من الاتحاد الأفريقي للبلاد عقب وقوع اشتباكات مميتة بين جنود موالين للرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو وأنصار منافسه على الرئاسة الحسن واتارا. ولا يزال جباجبو متشبسا بالمنصب رغم الاعتراف الدولي بفوز الحسن واتارا بانتخابات الشهر الماضي التي كان من المفترض أن تنهي عقدا من الأزمات السياسية والمدنية وتضع أكبر منتج للكاكاو في العالم على طريق التعافي الاقتصادي. لكن الانتخابات أدت بدلا من ذلك إلى دفع الدولة الواقعة غرب أفريقيا نحو حرب أهلية جديدة. وفتح الجنود النار، أمس الخميس، على المتظاهرين في أبيدجان العاصمة الاقتصادية للبلاد، حيث حاول المتظاهرون السيطرة على التلفزيون الرسمي الذي بقي تحت سيطرة جباجبو ويذيع أنباء لصالحه. وقالت جاكلين لوهويس أوبلي، المتحدثة باسم حكومة جباجبو، في بيان بثته محطة آرتي آي التلفزيونية الإخبارية المملوكة للدولة في وقت متأخر أمس الخميس: "تسببت مسيرة اليوم في سقوط عشرين قتيلا، عشرة منهم من المتظاهرين، وعشرة من أفراد تابعين لسلطات فرض النظام". وقال حزب واتارا: إن ما لا يقل عن ثلاثين متظاهرا قتلوا. اندلعت المعارك أيضا حول فندق "جولف هوتيل" الذي يحاول واتارا إدارة الحكومة البديلة منه مستعينا بقوات أمن مدججة بالسلاح من جماعة "القوى الجديدة" المتمردة الشمالية السابقة. وقال جيلامي سورو، رئيس وزراء واتارا وزعيم "القوى الجديدة"، إن شخصا واحدا قتل وأصيب اثنان إصابات بالغة عندما تعرض جنود تابعون ل"القوى الجديدة" لإطلاق نار. ويقوم على حماية "جولف هوتيل" نحو عشرة آلاف جندي من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كوت ديفوار، ممن لم يشاركوا في الاشتباكات. وعلى الرغم من الدعوة لتنظيم المزيد من المظاهرات، بدت شوارع أبيدجان هادئة نسبيا اليوم الجمعة، بينما وصل جان بينج، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي. واجتمع بينج مع واي جيه تشوي، رئيس بعثة الأممالمتحدة لدى كوت ديفوار، ولكنه لم يدل بأي تصريحات. وكان هناك تواجد عسكري كثيف في أبيدجان، وقالت بعض التقارير إن قوات جباجبو تطلق النار في الهواء، بينما تقوم بدوريات في مناطق موالية لواتارا. وحذر بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، من احتمال عودة البلاد للحرب الأهلية، وحذر لويس مورينو أوكامبو، المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، من أنه سيفتح تحقيقا ضد مرتكبي أعمال العنف. وتتزايد الضغوط على جباجبو مع ضم منظمات أكثر حذرا بطبعها، مثل الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، أصواتها لأصوات المجتمع الدولي التي تدعوه للتنحي. ويبحث الاتحاد الأوروبي تجميد أصول أحد عشر من كبار أنصار جباجبو وحظر منحهم تأشيرات دخول، ومنهم باول ياو نديري، رئيس المجلس الدستوري، الذي رفض النتائج التي خلصت إليها اللجنة الانتخابية بفوز واتارا. وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في بروكسل، أن الاتحاد الأوروبي متحد في مطالبة جباجبو بالتخلي عن السلطة في المستعمرة الفرنسية السابقة. وقال ساركوزي في نهاية قمة في بروكسل: إن "السيد جباجبو ليس لديه أي خيار، إلا ترك السلطة التي اغتصبها بأسرع وقت ممكن". وشدد ساركوزي: "إذا لم يقدم استقالته في غضون أسبوع سيضم إلى قائمة العقوبات". من جانبه، قال رايلي اودينجا، رئيس وزراء كينيا، في نيروبي، إنه يجب إبعاد جباجبو بالقوة إذا استلزم الأمر، داعيا الاتحاد الأفريقي لأن يكون له "أنياب".