يملك إريك شيبتوك أكثر من 4 آلاف صديق على "الفيس بوك"، وما يقرب من ألف متابع على "تويتر" ومدونتين، بالإضافة إلى بريد إلكتروني به 1600 رسالة؛ لكن المشكلة الوحيدة لديه أنه لا يملك منزلا ليعيش فيه!! فطبقا لتحقيق أجرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن إريك عاطل ومدمن سابق لا يملك عنوانا دائما منذ 15 عاما، ويرفض أن يعمل في وظيفة بدوام كامل، قائلا: إن ذلك سيضر بمجهوداته في مجال الدفاع عن المشردين، وكذلك الساعات الطويلة التي يقضيها في الإشراف على مملكته الرقمية، وأنه لن يرحل عن مأوى المشردين؛ حيث أمضى آخر عامين، إذ شعر أن رحيله سيؤثر على قدرة صوته على التغيير. أنا مشرد أدافع عن المشردين يذكر إريك (41 عاما) دائما هذه الجملة عند حديثه مع الآخرين لجذبهم إليه، مشيرا إلى أن كونه مشردا أصبح مثل وظيفة دائمة له تمده بالهدف والشعور بالمجتمع، وذكر إريك في إحدى مدوناته المعنونة بجملة "اختيارات قاسية: ضميري لن يسمح لي"، أن العديد من المشردين يأتون للبحث عنه ولا يمكنه التخلي عنهم. وطبقا ل"واشنطن بوست" فأصدقاء إريك على "الفيس بوك"، المقدرون بما يقرب 5 آلاف شخص، أهم لديه من كسب 5 آلاف دولار، وهو ما يتحمل نتائجه كل يوم؛ حيث يعيش في مأوى للمشردين في حجرة تضم 11 شخصا آخرين، ما يجعل كلمة الخصوصية بلا معنى، ويتجه كل يوم إلى مقر منظمة خيرية أخرى مشيا على الأقدام، أو يركب "الأتوبيس" في حالة توفر المال لديه؛ ليحصل على إفطار مجاني وجهاز لدخول "الإنترنت". ورغم أن إريك يعد مشردا؛ فإنه يحصل على دخل شهري يختلف من شهر لآخر، ففي نوفمبر تمكن إريك من الحصول على 330 دولارا من مدونته؛ إلا أنه وفقا لقوله، لا يكفي لدفع إيجار منزل في واشنطن، ولكن يكفي لدفع فاتورة هاتفه المحمول وقطعة ملابس أو حلوى من آن لآخر. إريك يضغط على المسؤولين في المدينة تذكر الصحيفة أن حساب إريك على "الفيس بوك" و"تويتر" يضم العديد من صناع السياسات والمدافعين عن المشردين، بالإضافة إلى مئات الطلبة الذين استمعوا إليه عند تحدثه بالنيابة عن "الاتحاد الوطني للمشردين". وتضيف الصحيفة أنه عند سؤال المسؤولين في مدينة واشنطن عن إريك، يذكرون عدد الرسائل الإلكترونية اللا نهائية التي يرسلها إليهم، منتقدا أداء الحكومة الأمريكية في قضية التشرد؛ حيث يذكر إريك في صفحته على "الفيس بوك" أنه يهدف إلى الضغط على الحكومة؛ للعمل بفاعلية لحل مشكلة عدم تمكن حوالي 6500 شخص من إيجاد مكان يؤويهم، وتحمل رسائله توقيعا يضم رقم هاتفه المحمول وشعار "العمدة فينتي المنتهية ولايته لديه صداع، وهذا الصداع لديه اسم هو إريك جوناثان شيبتوك" ثم يضع هاتف مكتب عمدة واشنطن. العديد من المسؤولين بالمدينة غير سعداء بتلك الرسائل؛ حيث يصنفونها كرسائل دعائية للتخلص منها، في حين يشيد بها مسؤولون آخرون. يذكر أن إريك يمضي ما بين 5 إلى 6 ساعات على "الإنترنت"، معتبرها مفتاحا أساسيا في كفاحه من أجل أن يصبح الحق في السكن بسعر منخفض حقا أساسيا. أما عن تعلمه استعمال "الكمبيوتر"، فيذكر إريك أنه تعلمه أثناء سكنه في مأوى مشردين عام 2005م؛ حيث كان يدافع ضد إغلاق المدينة للمأوى، وظهر كمدافع عن حقوق المشردين، ويضيف أن بعد إغلاق المأوى عام 2008م عرض على 300 من ساكني المأوى شققا لينتقلوا إليها تم استثنائه منها؛ إلا أنه لا يهتم، رغم أن الناس عادة ما يسألونه عن السبب.