3 ما كان لإيفان ويليامز الأب الروحي لموقع تويتر الشهير أن يتخيل أن فكرته حول التواصل الاجتماعي البسيط عبر عالم السيبر أو الفضاء الإليكتروني أن تتحول إلي ظاهرة إعلامية فدخل مصطلح جديد في الأبجديات الأكاديمية الإعلامية. وهو صحافة الفرد التي جعلت من المواطن العادي أي متلقي الرسالة صانعا لها من خلال متابعته للأحداث التي تقع في محيطه وتسجيلها بالصوت والصورة تمهيدا لبثها عبر تويتر. هذه الظاهرة ألقت بظلالها علي عالم السياسة بدءا من الانتخابات الرئاسية الأمريكي عام2008 التي حقق فيها الرئيس باراك أوباما فوزا تاريخيا بفضل تواصله مع الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي علي رأسها تويتر, ومرورا بالانتخابات الرئاسية الإيرانية عام2009 التي جعلت من كل إيراني مراسلا يغطي مظاهرات المعارضة ويبثها عبر تويتر بعد أن ضيقت حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد الخناق علي وسائل الإعلام فارضة ستارا حديديا علي طهران ليتحول تويتر إلي المنفذ الوحيد لمعرفة ما يحدث داخل إيران, وانتهاء بالسباق الأخير للكونجرس الأمريكي عام2010 الذي لعب فيه تويتر دور الرقيب علي المرشحين كاشفا زلات لسانهم خلال حملاتهم الانتخابية. كانت فكرة ويليامز تتلخص في الإجابة علي سؤال تري ماذا يفعل صديقي الآن؟. فقد رأي أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك, و ماي سبيس تعتمد أكثر علي سرد الأفراد للأحداث الكبري في حياتهم, ولكن ويليامز كان يبحث عن إجابة لسؤال يمكن أن يدور في ذهن الدائرة الصغيرة المقربة عما يفعله صديقهم أو قريبهم في اللحظة الراهنة. كان يمكن أن يحصل الفرد علي إجابة لسؤاله عبر مكالمة تليفونية أو رسالة عبر البريد الإليكتروني, إلا أن ويليامز لاحظ أنها جميعا وسائل تستغرق وقتا ويمكن أن يتكاسل الفرد عن القيام بها, كما أن موقع فيس بوك لن يوفر الإجابة التي يبحث عنها, ومن ثم ابتكر الشاب الأمريكي موقع تويتر الذي يعتمد علي التدوين المصغر المايكرو بلوجينج. وتعتمد فكرة التدوين المصغر علي إرسال رسائل قصيرة أو ما يسمي بالتويتات(Tweets) ويقصد بها بالإنجليزية صوت تغريد الطائر والذي هو شعار تويتر الشهير, ويتيح الموقع للمستخدم إرسال رسائل مجانية صغيرة لا تتجاوز140 حرفا مما يسمح له بالتواصل مع أعضاء شبكته بشكل دائم ومجاني. ومن خلال هذه الرسائل يمكن للمستخدم متابعة اخبار أصدقائه أو متابعة أخبار فنانه المفضل, كما يمكن للآخرين متابعة اخباره. بدأ تويتر أولا علي نطاق ضيق حين أطلقته شركة أوبفيوس Obvious الأمريكية علي نطاق محدود في مدينة سان فرانسيسكو, ثم جعلته متاحا للجميع في أكتوبر.2006 وتطور الأمر حتي أصبح الموقع شركة منفصلة عن الأولي, وبدأت شهرته تزداد عاما بعد عام, حتي بات تويتر أحد أشهر المواقع الاجتماعية حيث جاء تصنيفه علي موقع اليكسا في المركز العاشر علي مدي الأسابيع الماضية, كما أشار أليكسا إلي أن نحو799 ألف موقع علي الإنترنت يضعون رابطا لتويتر علي صفحاتهم. كما تحدث ويليامز خلال مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن بعض الإحصائيات السريعة عن الموقع ونموه في الفترة الأخيرة, حيث قال إن تويتر حاليا لديه175 مليون مستخدم حول العالم بعد أن كان145 مليون مستخدم فقط في سبتمبر الماضي مما يعني تسجيل30 مليون عضو جديد في تويتر خلال شهرين فقط, وهو معدل وفقا لويليامز سريع. وأضاف أنه بوجه عام, زاد مستخدمو تويتر العام الجاري بنسبة200% مقارنة ب.2009 وبرغم أن فكرة الموقع في الأساس كانت لتعبر عن الحالة الشخصية للفرد, إلا أنه تم التوسع فيها فبات ل تويتر استخدامات اقتصادية وسياسية. فاقتصاديا, تستخدمه الشركات الكبري لنشر أخبارها وعروضها الجديدة لعملائها المتابعين لها علي الموقع كنوع من الدعاية والتسويق وبدون أدني تكلفة تذكر. وسياسيا, يمكن الاستفادة منه في عملية الترويج والدعم للحملات الانتخابية بشكل يسمح بالتفاعل مع الناخبين. كذلك يستخدمه المشاهير ليتواصلوا مع محبيهم علي الموقع ولينشروا أخبارهم بسهولة. ومن أشهر مستخدمي الموقع الرئيس الأمريكي أوباما الذي لديه نحو2 مليون صديق أو متابع علي صفحته علي تويتر, و الدالاي لاما الزعيم الروحي للتيبتيين الذي انضم الي مجموعة مستخدمي تويتر في فبراير الماضي, وأصبح له60 ألف متتبع بعد24 ساعة علي افتتاح حسابه, والنجم اللاتيني ريكي مارتن الذي فضل تويتر عن وسائل الإعلام الأخري ونشر صورا لابنيه التوأم للمرة الأولي بمناسبة عيد ميلادهما الأول علي صفحته في الموقع الاجتماعي الشهير.