فى مشهد مهيب جمع كل أهالى القرية ودعت «منى» أسرتها وهى لا تعلم على أى مصير مقبلة، لا تفهم ما يدور حولها ولا تستوعب وهى البنت التى لم تكمل سوى عام واحد لماذا يبكى أهالى القرية وأين يذهبون بأسرتها والدها ووالدتها وأشقائها الأربعة؟. شيعت مساء أمس قرية بهيرمس التابعة لمنشأة القناطر جثمان حمدى حميد عبدالعزيز، 45 عاما، مزارع وزوجته سعاد عاشور، 36 عاما، وأطفاله الأربعة فرحة، 5 أعوام، وأحمد، 4 أعوام، وإيمان، 6 أعوام، ونجلاء، 12عاما. كان أهالى القرية استيقظوا فجر أمس الأول على صوت ارتطام وأتربة واكتشفوا سقوط منزل المتوفى وأولاده، وانتقل لمكان الحادث اللواء أسامة المراسى، مدير أمن أكتوبر، وتبين مصرع الجميع باستثناء الرضيعة منى التى تم انتشالها من بين الأنقاض وتمكنت قوات الدفاع المدنى والإطفاء بإشراف اللواء سامى يوسف من انتشال الجثث ونقلها إلى مستشفى أوسيم العام. كما انتقل لمكان الحادث محمود حلمى، رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة لمعاينة العقار وتبين أنه مكون من طابقين وعثر على جثة المزارع وزوجته فى الطابق الثانى وجثة الأطفال الأربعة فى الطابق الأول وكشفت المعاينة التى أجرها محمد علم، وكيل النيابة أن المبنى مقام على مساحة 150 مترا وعبارة عن جزءين الأول يحتوى على غرفة معيشة فى الطابق الأرضى وحظيرة للمواشى، وأن سقف الغرفة بالطابق الثانى سقط على الطابق الأرضى بسبب عدم وجود أى أعمدة تحمله وانهار المبنى فوق الأطفال. وعثر أيضا على بقرتين أسفل الأنقاض وصرحت النيابة بدفن الجثث وقد توفيت الزوجة فى المستشفى بعد 6 ساعات من نقلها للمستشفى بسبب إصابتها بنزيف داخلى. انتقلت «الشروق» إلى مكان الحادث الأليم حيث انتشر أهالى القرية حول المسجد الكبير انتظارا لنقل الجثامين، للصلاة عليها وتشييعها. وقبل الصلاة وصل خبر وفاة الزوجة وأضطر الأهالى إلى الانتظار للتصريح بدفنها هى الأخرى مع أولادها وتم تشييع جنازة الأسرة المنكوبة وسط صراخ وبكاء أهالى القرية الذين تجمعوا منذ صلاة الفجر أمام المنزل. وقالت سومة عبدالحميد، 46 عاما، ربة منزل: سمعت صوت انفجار كبير بجوار المنزل وخرجت أنا وزوجى وشاهدنا الأتربة تخيم على القرية بأكملها وبعد ذلك فوجئنا بأن المنزل انهار فوق الأسرة بأكملها وأثناء محاولة إنقاذ المزارع وأولاده سمعنا صوت الطفلة «منى». وأضافت حاول أحد الجيران البحث عنها ولكن الأنقاض كانت تغطى المكان كاملا واضطررنا إلى استخدام طفل صغير للدخول وانتشال الطفلة من الأنقاض وتم إنقاذها. ووضعها عند أقاربها وقال محمد عبدالعزيز، جار المجنى عليهم إن حمدى صاحب المنزل رجل مكافح ويعمل مزارعا باليومية من أجل أطفاله ولا يملك من حطام الدنيا سوى بقرتين، وإنه كان يحافظ على صلاة الفجر فى المسجد ويصطحب أولاده الصغار ليعلمهم المحافظة عليها لكن القدر هذه المرة اختطفه قبل صلاة الفجر بنصف ساعة. وأضاف: كان كل أمله أن يكمل بناء البيت الذى بدأ فيه منذ عامين تقريبا، وأضاف صبرى عبدالمقصود، ابن عم صاحب المنزل المنهار أن ابن عمه كان محبوبا من أهل القرية جميعا لدماثة خلقه وتدينه، وكان يخشى على أولاده من المستقبل والظروف السيئة خاصة أنه يتقاضى أجره باليومية ولا يوجد له دخل ثابت، وكان أمله الوحيد أن يؤمن مستقبل أولاده. وناشد أهالى القرية وزير التضامن أن يكفل الطفلة منى الناجية الوحيدة فى الحادث ويصرف لها معاشا استثنائيا.