ليس الإسلام وحده هو الحل، كما كشفت انتخابات مجلس الشعب، فقد كثرت الحلول التى يطرحها مرشحون فى دوائر متنوعة، تختلف جميعها فى تشخيص الحل، لكنها تتفق على شيئين: رفض الشعار «الإخوانى»، والرغبة فى حشد الناخبين. الإخوان المسلمون يتخذون «الإسلام هو الحل» شعارا لهم فى موسم الانتخابات وغيره، ويصرون عليه، رغم تشديد الحكومة أن الشعار «فئوى»، وضد مبدأ المواطنة، ورغم تهديد اللجنة العليا للانتخابات بشطب أى مرشح يرفعه، وهو ما يوحى لبعض المرشحين بأن النظام يعادى الجماعة، ويغرى الراغبين منهم فى قربى النظام بمهاجمتها، طمعا فى بعض الإحسان الحكومى، باعتبار أن «عدو عدوى صديقى». حمدى زهران، مرشح الفئات فى دائرة مركز بنى سويف، هو المرشح الإخوانى الوحيد الذى تخلى عن الشعار التقليدى للجماعة، واستبدله بشعار: «معا نحمل الخير لمصر». شعارات أخرى أفرزتها المرحلة الانتخابية، ك«المشاركة هى الحل»، شعار أطلقه تحالف الأحزاب المصرية المعارضة السبعة، والذى يضم أحزاب الغد والأحرار والتكافل والخضر والجيل ومصر العربى الاشتراكى وشباب مصر، استنادا إلى أن «المشاركة هى الحل الوحيد للخروج من الحالة الصعبة التى تعيشها مصر الآن، وهى واجب وطنى وحق دستورى يجب أن يحرص عليه الجميع منعا للتزوير»، حسب تعبير حلمى سالم، رئيس حزب الأحرار. الهدف من هذا الشعار، كما يضيف حلمى سالم، هو «دعوة المصريين للمشاركة الإيجابية فى صنع القرار السياسى، وحثهم على البعد عن السلبية». شعار قريب منه اختاره عبدالمحسن سلامة، مرشح الحزب الوطنى على مقعد الفئات فى دائرة قسم ثانى شبرا الخيمة، والذى رفع شعار «المشاركة السياسية هى الحل». حسين صالح عمارة، المرشح المستقل على مقعد الفئات فى دائرة عابدين، اختار لنفسه شعار «الإنسان هو الحل»، ويتحدث عنه بطريقة لا تخلو من «رومانسية» حالمة، فمن وجهة نظره أن شعار «الإسلام هو الحل» يفرق بين المسلم والمسيحى ويتيح للقوى الخارجية التدخل فى شئون مصر بدعوى اضطهاد الأقباط، أما «الإنسان هو الحل»، ف«بعيد عن هذه العنصرية ويلمس كل الناس بلا استثناء»، حسب قوله. الجملة نفسها «الإنسان هو الحل»، وردت فى سياق حديث عبدالسلام المحجوب، وزير التنمية المحلية ومرشح الحزب الوطنى فى الإسكندرية، لجريدة «الأهرام»، لكنه لم يعلنها شعارا، وكان سيد عمارة قد أطلقها قبل ذلك بأيام. عمارة ينفى أن يكون شعاره ضد اتخاذ الإسلام حلا لمشاكلنا، ويوضح أنه ضد اتخاذه الإسلام شعارا «يتخفى وراءه البعض لأهداف سياسية»، بنص تعبيره، وخاصة فى ظل هذه الظروف التى تضع أعين العالم على مصر، «لأننا نعطيهم بهذا ذريعة للتدخل فى شئوننا». أحمد فكرى، مرشح حزب الغد (جبهة موسى مصطفى موسى) فى الجيزة، توصل إلى حل آخر واتخذه شعارا لحملته الانتخابية، هو: حب مصر هو الحل، ويقول إننا لو أجمعنا جميعا على حب مصر، وقدمناها على أنفسنا، وعملنا لصالح أبنائها بجد، لجعلناها من أولى الدول المتقدمة فى العالم، ولانتهت كل مشاكلنا. فكرى يعتقد أن البحث عن مصالح خاصة وهامشية هو أهم آفات مجتمعنا، ولا سبيل للعلاج منها إلا بهدف أعظم، تذوب تحته الفوارق، وتنتهى الخلافات، و«هو بالطبع حب مصر، حيث لا يختلف عليه مصريان». معنى أكثر «وجدانية»، يطرحه طاهر أبوزيد، اللاعب الشهير ومرشح حزب الوفد فئات عن دائرة الساحل بالقاهرة، حيث يرفع شعار: «الصدق هو الحل»، ويوضحه بأن الصدق أقرب الطرق لقلوب الناس وعقولهم. ولأنه «مش هخدع الناس، وأدعى قدرتى على حل كل مشاكلهم، فأنا بصارحهم وأقول: هقدر أعمل كذا، وده مش هقدر أعمله بكل صراحة»، كما يقول طاهر، وهذا يعطيه مصداقية لدى الناس، فهو لا يرسم لهم طموحات وآمالا خادعة، ثم يكتشفون أنه باع لهم الوهم، حسب قوله. الوهم سلعة تباع كثيرا فى مواسم الانتخابات، والتى وصفها المستشار عدلى حسين، محافظ القليوبية، بأنها: مواسم الكذب»، والزمن وحده كفيل بفضح معادن أصحابها، ونواياهم.. فلننتظر. يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر