أعلن الداعية المصري، عمرو خالد، على موقعه الإلكتروني الرسمي، مساء السبت، تأكيد حضور محاضرة جماهيرية، أعلن عنها في مدينة الإسكندرية الساحلية قبل أسبوع، وأثارت جدلا واسعا بين متابعيه، وتسببت في كثير من الهجوم عليه من قبل المعارضة والمستقلين، واتهامه بأنه "بات بوقا جديدا للحكومة". وقال خالد، في تصريح خاص لموقعه الإلكتروني: "سوف أذهب إلى محاضرة جمعية الإسكندرية للتنمية، التي يتم تنظيمها، مساء السبت، بعدما تم تأكيد موعد المحاضرة". وسبق أن أعلن خالد قبل ساعات قليلة أنه "قد" لا يذهب إلى المحاضرة، منوها إلى أن الموقف النهائي سيتضح بعد قليل، قبل أن يعود مجددا لتأكيد حضوره رغم الهجوم الواسع على كون المحاضرة جزءا من الدعاية لمرشح الحزب الوطني الحاكم، الوزير عبد السلام المحجوب. وتأكد بصفة نهائية نقل المحاضرة إلى نادي "السيوف" الرياضي بمنطقة الرمل بالإسكندرية، كما بات مؤكدا عدم حضور الوزير المحجوب، رغم أنه الداعي الرئيسي للمحاضرة، كما ضمت الدعوات اسمه على رأس قائمة الحضور. وقال عمرو خالد، ظهر السبت، في أول رد فعل على حملات الهجوم عليه، التي اشتعلت طوال الأسبوع الأخير بسبب الإعلان عن المحاضرة: "إن الحديث عن كون المحاضرة جزءا من الدعاية الانتخابية لمرشح الحزب الوطني الوزير عبد السلام المحجوب أمر مناف للحقيقة تماما، وأنه حريص على عدم خلط دوره الدعوي بالعمل السياسي". ويعود خالد، اليوم السبت، إلى المحاضرات الجماهيرية العلنية في مصر بعد 8 سنوات تقريبا من منعه، وتنظم المحاضرة مؤسسة الإسكندرية للتنمية، التي يرأس مجلس أمنائها عبد السلام المحجوب، وزير التنمية الإدارية ومرشح الحزب الوطني الحاكم للانتخابات البرلمانية؛ مما تسبب في الكثير من الهجوم عليه من المعارضة والمستقلين، واتهامه بأنه بات بوقا جديدا للحكومة. وقال عمرو خالد، في بيان نشره موقعه الرسمي على الإنترنت اليوم: إن الإعلان عن إقامة المحاضرة أثار كثيرا من التساؤلات حول سبب تنظيم تلك المحاضرة، سواء من جمهور عمرو خالد أو من جانب وسائل الإعلام المصرية والعربية على حد سواء، ولذلك نوضح في هذا البيان بعض النقاط بخصوص هذا الأمر. وقال خالد في بيانه: "كما يعلم الجميع حرص عمرو خالد عبر سنوات عمله الدعوي والإعلامي والتنموي، سواء في محاضراته الدينية التي كان يلقيها في مصر قبل 8 سنوات أو خارجها خلال السنوات الماضية أو في برامجه التليفزيونية أو في عمله كمؤسس لجمعية "رايت ستارت" الدولية الخيرية؛ حرص دوما على ألا يخلط دوره بأي عمل سياسي من قريب أو بعيد، وهو أمر لم ولن يتغير لأنه بمثابة رؤية إستراتيجية يضعها نصب عينيه دوما". وتابع البيان: "عمرو خالد لم يشارك يوما في الترويج لأي شخصية سياسية، سواء داخل أو خارج مصر، ودوره يرتكز دوما على دعم مفاهيم النهضة والتنمية والمشاركة في أي نشاط على الأرض يحقق الهدف الأسمى من رسالته، وهي تحقيق النماء والرخاء والنهضة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية". وأضاف البيان، أن المحاضرة التي تقام اليوم بالإسكندرية هي فعالية من فعاليات "مؤسسة الإسكندرية للتنمية"، وهي مؤسسة مماثلة لمؤسسات "صناع الحياة" و"أجيال النهضة" التي يرعاها عمرو خالد في مدينة الإسكندرية ونشاطها المحدد سلفا لا علاقة له بالانتخابات البرلمانية أبدا، بل الرسالة التي يحملها عمرو خالد عبر مشواره الطويل هي المساهمة في تحقيق النهضة، وهي الرسالة التي لن يتنازل عنها أبدا. واستنكر مكتب عمرو خالد الأخبار التي نشرت مؤخرا عن أن المحاضرة تأتي للترويج لصالح مرشح ضد مرشح قبيل الانتخابات فأي متابع وراصد لسنوات العمل الدعوي للدكتور عمرو سيكتشف ابتعاده تماما عن الساحة السياسية فضلا عن أنه في مقام لا يسمح له بأن يكون موضع استغلال من أي طرف أو فصيل سياسي. وأكد البيان أن الدعوة لإلقاء المحاضرة سبق وتم توجيهها مرات ومرات في فترات سابقة، إلا أنه لم يكن يستطيع الحضور لوجوده خارج مصر، وجاء موعد تدشين الجمعية قبل أسبوعين استغلالا لفترة تواجده في مصر هذه الأيام قبل سفره من جديد إلى اليمن ثم بريطانيا، وهو موعد تم تحديده مسبقا، إلا أنه تصادف أن تاريخ التدشين جاء مقاربا لموعد الانتخابات البرلمانية المصرية. وأوضح أنه يستحيل أن يكون للدكتور عمرو خالد أي دور فيها؛ لأنه يحترم تاريخه ورسالته التي قامت على عدم الترويج لأي شخصية سياسية، ولا الخوض في أمور السياسة أيا كانت المغريات.