زعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الأسرى من الجنود الإسرائيليين على الجبهتين المصرية والسورية خلال حرب 1973، تعرضوا إلى تعذيب واستجوابات مهلكة وضرب وحشي، في محاولة منها للتغطية على الأحاديث المثارة مؤخرًا حول المعاملة الوحشية التي تعرض لها الجانب العربي خلال حرب 1967. وقالت الصحيفة إن 37 عامًا مرت على مفاجأة الجيشين المصري والسوري لإسرائيل، حيث كانت لهما رصاصة البداية في حرب 6 أكتوبر المجيدة، وجرى أسر 294 جنديًا إسرائيليًا، غالبيتهم على الجبهة المصرية، بينما تناست طعنة الغدر، التي تلقتها مصر وسوريا على يد الجيش الإسرائيلي قبل ذلك بست سنوات. وأضافت الصحيفة أن معرضًا -الأول من نوعه- أقيم في القدسالمحتلة، لعرض لمحات "نادرة" لما حدث خلال أسابيع الأسر الثمانية على زائريه، لكن من وجهة نظر أسرى الحرب الإسرائيليين، حيث يشمل وثائق ومتعلقات خاصة بهم، بجانب صور نادرة تظهر للمرة الأولى. ومن بين تلك المقتنيات، ضم المعرض صورة لجندي الاحتياط باروخ شيمش خلال أسره، حيث كانت زوجته حاملا وترعى أولاده الأربعة وتنتظر عودته بفارغ الصبر، وقال شيمش إن مصورًا يتحدث الفارسية طارده ورفاقه والتقطها لهم، لكن لدى عودته إلى المنزل رآها وأخبرته زوجته أن المصور أوصلها إليها عبر وزارة الدفاع الإسرائيلية قبل أسبوع من إطلاقه. وأضاف شيمش أن لديه لوحة زيتية من تلك الصورة يعلقها في غرفة المعيشة، وأن مشاعر دفينة تجتاحه لدى تخيل صورته وهو مضروب ويائس قد تعرض على الملأ، حيث إنها تأخذه إلى مرحلة صعبة من الأسر والتعذيب، بحسب قوله، مشيرًا إلى أنها لا تظهر سوى يديه المتورمتين، لكن باقي الفوضى على جسده كانت مختفية تماما تحت الملابس!. يذكر أن القناة الإسرائيلية الأولى قد كشفت منذ بضع سنوات في فيلم وثائقي عن قيام الجيش الإسرائيلي بقتل 250 جنديًا مصريًا عقب انتهاء القتال في حرب عام 1967 في شبه جزيرة سيناء. وتمحور الفيلم حول وحدة الدوريات المسماة "شكيد" التي أنشئت عام 1954 وأنيطت بها مهمة حراسة الحدود مع مصر والأردن. وتحدث في الفيلم الوثائقي عدد كبير من الجنود الإسرائيليين الذين خدموا في صفوف الوحدة وكشفوا عن عمليات القتل التي قاموا بها بدم بارد ضد جنود من وحدة الكوماندوز المصرية، وهم في طريق انسحابهم للغرب داخل سيناء بعد توقف القتال. وأكد الكثيرون من أولئك الجنود الذين خدموا تحت إمرة بنيامين بن أليعازر، أنهم قتلوا الجنود المصريين مدفوعين بشهوة الانتقام، وتطبيقاً لتعليمات عسكرية من قادتهم. ولفت بعضهم إلى أنهم نفذوا أوامر الإعدام وقتذاك لصغر سنهم، موضحين أنهم كانوا سيرفضون التعليمات العسكرية لو كانوا يتمتعون بوعيهم اليوم. وروى بن اليعازر الذي شارك بعمليات الملاحقة والقتل كيف تمت مطاردة الجنود المصريين بمروحية كانت تنزل جنودًا على الأرض فيرمونهم بالنار رغم عدم قدرتهم على القتال بعد انتهاء المعركة ونفاد ذخائرهم. وأضاف: "أذكر لجوء بعض الجنود المصريين للاختباء بالرمال لكن أفراد وحدة "شكيد" اكتشفوهم وقتلوهم". وتخلل الفيلم مقاطع وثائقية مصورة تظهر إطلاق النار على الجنود المصريين رغم كونهم بلا سلاح أو رافعي الأيدي وهم على الأرض.