احتفلت إسرائيل بشكل خاص هذا العام بمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين لحرب أكتوبر، حيث نظم عدد من الأسرى الإسرائيليين الذين وقعوا فى قبضة الجيش المصرى أثناء حرب أكتوبر، معرضا فنيا فى نادى المحاربين القدماء بمدينة القدسالمحتلة. ويتيح المعرض لأول مرة فرصة لمشاهدة عدد من الصور النادرة لأسير إسرائيلى يرفع علم مصر على خط بارليف، وينكس العلم الإسرائيلى، وبعض كتيبات الصلاة اليهودية، والتذكارات والوثائق المهمة التى عاد بها أسرى الجيش الإسرائيلى من القاهرة. وقد نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تقريراً زعمت فيه أن الجنود والضباط الإسرائيليين تعرضوا لكافة أنواع التعذيب والتنكيل فى السجون المصرية، بعد وقوعهم فى مصيدة الأسر التى نصبتها لهم القوات المصرية خلال حرب أكتوبر 1973. يديعوت أحرونوت: المعرض يحوي صورا نادرة تتحدث عن اضطهاد الأسرى الإسرائيليين وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية فى تقريرها، أن المعرض الذى أقامته جمعية المحاربين الإسرائيليين فى القدس بحضور بعض الإسرائيليين الذين أسروا على يد الجيش المصرى فى الحرب، سرب للمرة الأولى صوراً ووثائق نادرة تتحدث عن مأساة التعذيب والاضطهاد التى لاقاها الأسرى الإسرائيليون فى السجون المصرية بعد وقوعهم فى الأسر على يد القوات المسلحة المصرية خلال الأيام الأولى للحرب التى شنها الجيش المصرى على إسرائيل فى أكتوبر 1973، " حرب يوم الغفران_ يوم كيبور" وفقاً للتسمية الإسرائيلية. وزعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن إحصائيات الجيش الإسرائيلى تشير إلى وقوع 294 أسيراً إسرائيلياً فى قبضة القوات المسلحة المصرية أثناء الحرب، وتم إطلاق سراحهم بعد مرور شهرين تقريبا منذ إعلان وقف إطلاق النار بين الجانبين المصرى والإسرائيلى. وتضيف الصحيفة أن ذكريات الأسر والمعاناة مازالت تسيطر على الجنود الإسرائيليين حتى اليوم رغم مرور كل هذه السنوات، الأمر الذى دفعهم لتنظيم هذا المعرض الفنى لعرض تجربتهم المريرة فى الأسر المصرى نتيجة هزيمة إسرائيل فى حرب 1973. وذكرت الوثائق الإسرائيلية التى نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت، أن الأسرى الإسرائيليين قالوا فى الوثائق، إنهم وقعوا فى أسر القوات المصرية بعد الصدمة والذعر الذى نتج عن الانتصار المفاجئ للجيش المصرى على قوات الجيش الإسرائيلى فى سيناء. كما وقع عدد من الجنود والضباط الإسرائيليين فى الأسر نتيجة استسلامهم للقوات المصرية، بعدما أمر وزير الدفاع الاسرائيلى حينذاك موشية ديان، العديد من قادة وحدات الجيش الاسرائيلى بالاستسلام للجيش المصرى ووقف القتال، نظرا للخسائر البشرية و المادية التى لاقتها إسرائيل عند هجوم مصر عليها. وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن القوات المصرية استخدمت جميع طرق الغير الشرعية ضد الأسرى الإسرائيليين فى الأسر، وكان الأسرى الإسرائيليين يتعرضون للضرب والتعذيب خلال التحقيق معهم بهدف الحصول على أى معلومات تتعلق بالجيش الإسرائيلى لتستخدمها القوات المسلحة المصرية فى صالحها خلال حرب أكتوبر. ووفقاً لما تؤكده الوثائق والصور النادرة التى سربت للمرة الأولى فى إسرائيل، فإن الأسرى الإسرائيليين حصلوا على هذه الصور من المراسلين الأجانب الذين صورهم بعد وقوعهم فى الأسر، وأكدت الوثائق التى كتبت بشهادة الأسرى الإسرائيليين، أنهم تمنوا التخلص من أسر القوات المصرية والعودة بأى ثمن إلى عائلاتهم بإسرائيل، نظرا للإذلال الرهيب والانكسار والبطش الذى لاقوه على يد الجيش المصرى فى السجون الخاصة به، خلال الحرب الدائرة بين الجيش المصرى والجيش الإسرائيلى فى سيناء. صورة الأسير "باروخ شيمش" خطفت عيون كل زوار المعرض، بملابسه العسكرية البالية، وشعره المنكوش، ولحيته الطويلة، ويديه المتشابكتين، ونظرة اليأس التى تطل من عينيه. الصورة التقطها أحد المراسلين الأجانب أثناء الحرب، ويروى باروخ شيمش الذى يحرص على التواجد فى المعرض الفنى منذ الصباح الباكر أنه: "وقع فى الأسر فى يوم التاسع من أكتوبر، وكان يخدم فى أحد أهم مواقع خط بارليف على ضفة القناة، وفوجئ هو وزملاؤه بالقوات المسلحة المصرية تدك الموقع، ثم تقتحمه، وتحرص على أسر كل الجنود الإسرائيليين دون إراقة نقطة دماء واحدة، ثم اقتيادهم إلى القاهرة للخضوع للتحقيقات العسكرية". ويضيف شيمش أن: "المراسل الذى التقط هذه الصورة الموحية كان يتحدث اللغة الفارسية، وطارد الجنود الإسرائيليين حتى سمحوا له بالتقاط صور لهم. وعقب عودته من الأسر، اكتشف أن المصور حرص على توصيل الصورة لزوجته وأولاده، فاتصل بوزارة الدفاع الإسرائيلية، ورتب مع المسؤولين فيها كيفية تسليم الصورة لعائلة شيمش. الأمر الذى تسبب فى ذعر كبير لدى عائلته المكونة من زوجة وأربعة أطفال، فقدوا الأمل فى عودته إليهم على قيد الحياة". المصدر: اليوم السابع، المصري اليوم