** كان الأهلى بلارأس فى الصندوق .. وبلاعقل هادىء ..وبلاجناحين .. كيف يلعب .. كيف يحلق ؟! **الشوط الثانى تحول إلى مبارزة فى " التعطيل والإستموات " وأصبح الصراع فيه مصارعة أجب على هذه الأسئلة : " لمسة يد بلمسة يد و.. البادى أظلم .." كيف يقال هذا الكلام فى ستوديو تحليلى .. ؟! لماذا تظل الخبرة حاضرة دائما فى المباريات السهلة .. ثم ترحل فى المواجهات الصعبة ؟ هل يقال أن الطيار كاد يقود الطائرة إلى كارثة حين اهتزت أعصابة لدخوله إلى دائرة السحاب الأسود؟! وقع الحكم الغانى جوزيف لامبتى فى ثلاثة أخطاء أساسية . الأول أنه إحتسب هدف إينرامو ، ولم ينذر اللاعب . وأنه طرد محمد بركات وكان يستحق الإنذار . وأنه لم يطرد حسام عاشور ، وكان يجب عليه أن يطرده .. وبجوار تلك الأخطاء الأساسية ، كانت هناك مشاهد تغاضى عنها دون سبب مفهوم ..ومنها أن ساحة ستاد رادس بدت مثل ميدان حرب ، بصدد إستقبال جرحى ، إثر الإشتباكات الدائرة ، فى واحدة من مباريات الكرة العربية الكلاسيكية ، وهى كذلك لتكرارها فى الغرب والشرق فى المواجهات العربية العربية .. ولايمكن أن تراها حين يلعب العرب مع الأجانب أو الأفارقة ، حتى أنه قد يختلط عليك أمر الأشقاء .. كما لم يحذر الحكم لاعبا واحدا بالترجى من جراء إهدار الوقت ، والإستموات ، بما يثير الجماهير ، ويهدر الوقت . ولم يهتم بلعبة إخفاء الكرة التى تخرج من أرض الملعب ، كأنه لايريدها أن تعود ، ولايريد غيرها ..وعلى الرغم من إعتراضى الشديد على عصبية لاعبى الأهلى ، وانفلاتهم ، وتوجيه حسام عاشور للكمات لبعض لاعبى الترجى ، وقسوة إلتحامات جمعة والسيد وغالى التى بدت متعمدة ، ومبالغا فيها .. فإن الظلم يولد أحيانا ماهو أسوأ من ذلك .. تحسن أداء الحكم قليلا فى الشوط الثانى ، وكان أكثر عدلا مما كان عليه فى الشوط الأول واستدعى ضميره أو تذكره ، لكنه كان مثل قبطان السفينة تيتانيك حين قام بإعادة ترتيب مقاعد السطح ، بينما السفينة على مشارف الغرق وتهوى إلى قاع المحيط الأطلسى وكان من أسوأ ما أحاط بتلك المباراة ذلك الذى قيل فى الإستوديو التحليلى لقناة شهيرة : " لمسة يد بلمسة يد ، والبادى أظلم " .. تلك جملة تقال فى المقاهى ، وفى معايرات الأطفال أثناء ممارسة لعبة " الثعلب فات " أو " كيكا على العالى " ( لعبة شهيرة كان يمارسها أطفال العرب فى الستينات ) .. وكنت أظن أن مستوى الإستوديو التحليلى لتلك القناة أعلى بكثير من غيره ، وأنهم يمارسون عملهم بإحتراف مهنى حقيقى .. لكن ثبت أنه وهم يتخيله واهمون ..لتكراره ، فى حوارات المعايرة المسمومة على الهواء وداخل الإستود يوهات التخليلية أو التخيلية ؟! كذلك كم كان سيئا أن تتحول كلمات بعض الإعلاميين إلى لكمات ، وأن تكون كرة القدم مسرحا للأرء الإنطباعية المشوهة والخطيرة التى تسىء للغير ، فعند الوقوف على المسرح يجب أن تحضر فورا إلى الأذهان الرسالة والأدوار .. لايجوز التعبير عما يدور فى الرءوس بلاتفكير وبلاحساب .. وهذا كلام موجه إلى كل الإعلام ؟! إلا أن أسوأ ما يصيب أى مدرب هو أن يصاب إختياره الأول من اللاعبين ، فى مباراة مهمة وفاصلة ، وقد أصيب حسام البدرى فى كل إختياراته الهجومية ، يغيب متعب ، وغاب طلعت وفرانسيس ، وحتى أسامة حسنى غاب هو الأخر .. وظل حضور محمد فضل محل شك ، فلم يجد البدرى أمامه سوى جدو ليلعب فى مركز رأس الحربة .. ولم يكن ذلك إختيارا موفقا ، لأن رأس الأهلى بدت " مقطوعة " .. وحين تقطع رأس ، ويغيب العقل ..ويتوقف الجناحان .. كيف يلعب أى فريق.. وكيف يطير ؟! **أولا : أتوقف عند ظاهرة تبرير الغضب والتوتر والعصبية ، فنحن أمام فريق كبير محترف هو الأهلى يضم عناصر الخبرة ، ومن ضريبة الإحتراف والخبرة أن نتعلم نلعب وسط تلك الأجواء لأنها قدرنا ، فكيف يقال مثلا أن طبيب القلب المحترف أهتزت يده وهو يجرى الجراحة ، لأنه كان غاضبا من المرورفوق كوبرى 6 أكتوبر ، وهو فى طريقه إلى المستشفى ثم إلى غرفة العمليات.. وهل يقال أن الطيار كاد يقود الطائرة إلى كارثة حين اهتزت أعصابة لدخوله إلى دائرة السحاب الأسود ..هل الخبرة حاضرة وموجودة دائما حين يلعب الأهلى مع البلاستيك فى الدورى ، وفى المباريات السهلة .. ثم ترحل تلك الخبرة ولاتجدها فى المواجهات الصعبة .. برجاء فكروا فى الإجابة .. ثم نعم كانت المباراة صراعا قويا وعنيفا ، حفلت بالنضال ، والتضحية ،وكثير من لاعبى الفريقين خاضوها بمنطق " الفوز أو الإصابة " .. ونحن فداء الوطن ، بعد أن أصبحت الأندية العربية أوطانا ، وباتت ساحات الكرة ميادين إشتباك .. ولذلك تغيب كرة القدم كثيرا فى تلك المباريات ، فيتوقف اللعب أكثر مما يستمر ، وتقع المشاحنات ، بين اللاعبين وبين المدربين وبين الجماهير وبين الجميع وبين الجميع .. ** ثانيا : على الرغم من ذلك كله .. كان الترجى أفضل ، فهو الفريق الذى يهاجم بكثافة ، وبزيادة عددية بتطبيق جيد لطريقة 4/4/2 .. فقام الثنائى مجدى تراوى وخالد القربى بالواجب الدفاعى فى الوسط ، برقابة أبوتريكة وبركات قبل طرده ، والمساندة فى الحد من تقدم معوض وعبد الفضيل .. وكان للظهيرين شمام وهاريسون أفول دورهما فى إيقاف ظهيرى الأهلى حين يرغبان فى التحول إلى جناحين .. فأصبح خط النهاية لمعوض وعبد الفضيل هو خط منتصف الملعب .. كم مرة تقدما ؟ **ثالثا : الضغط على الخصم أحد أهم أسلحة الترجى ، وكان الفريق التونسى يفعل ذلك بدءا من مهاجميه مايكل إينرامو ، والدراجى الذى يرتد إلى الخلف حين يفقد الفريق الكرة ، فى تحرك تكتيكى نفذه بتميز .. لترى الفريق يلعب فى لحظة بطريقة 4/5/1 .. وهى الطريقة التى لعب بها الأهلى ، لكنه لم يقدر على تنفيذها ، لغياب رأس الحربة الواضح والقوى مثل إينرامو ، وهو غياب معروف منذ رحيل فلافيو وسفر متعب .. وكان هذا الضغط وراء توتر لاعبى الأهلى أو بمعنى أدق زيادة توترهم ، فهو يضيق المساحات ، ويمنع البناء والحركة .. ** رابعا : لم يأبه فوزى البنزرتى لخبرة لاعبى الأهلى ..وتاريخه ، ومن أسف أن خبرة لاعبى الأهلى ، وخاصة الكبار منهم ، لم تحضر معهم المباراة أو لم تذهب إلى تونس فكانت عصبيتهم شديدة ، وتوترهم ملحوظا ، وهو التوتر الذى فسره بعض المحللين والخبراء بأنه نضال .. هكذا نجد تفسيرا لكل شىء ولكل خطأ ولكل تجاوز .. لم يأبه البنزرتى بخبرة لاعبى الأهلى . فبدأ المباراة مهاجما بخمسة لاعبين على الأقل ، هم المهاجمان إينرامو وبن خليفة ، ولاعبا الوسط ا الدراجى ، و المساكنى ،وأحد الظهيرين ، وغالبا هاريسون أفول ..ولاحت للترجى فرصتين فى غاية الخطورة فى تلك الفترة وفى أحداها مرت الكرة عرضيا أمام الجميع ، فى المقابل فقد الأهلى القدرة على إختراق صندوق الترجى باستثناء مرتين فى الشوط الأول ، وتحديدا بعد هدف لاعب كرة السلة النيجيرى " مايكل جوردون " ..وكانت أخطر فرصة لجدو من إنفراد .. لكن الشوط الثانى تحول إلى مبارزة فى التعطيل والإستموات ، والإلتحامات ، وأصبح الصراع فيه مصارعة متعددة الألوان والأشكال .. ومع مضى الوقت لجأ الأهلى إلى سلاح الكرات الطويلة ، وهو يساوى اللعب بطريقة " والله زمان يالسلاحى " عند حالات الدفاع .. كلاهما قد يؤتى ثماره ، وهو غالبا لا يأتيها .. ** خامسا : نعم لم يشكل الأهلى تهديدا حقيقيا فى معظم فترات المباراة ، ولم يمرر الكرة ويتبادلها مسيطرا أو موحيا بالسيطرة .. وهو ما إنعكس على المهام الهجومية ، لكن يحسب للمدافعين أنهم نجحوا نسبيا فى الحد من هجمات الترجى ، فهو لم يخرج فائزا سوى بهذا الهدف الفاضح .. ولولا عصبية عاشور وتوتر غالى ، وجمعة والسيد لكان شكل الفريق قد أصبح أفضل .. كما يسجل على حسام البدرى سحبه لأبوتريكة ، فهو كان فى أشد الحاجة لوجوده بالملعب .. ويسجل عليه أنه فى ربع الساعة الأخير كان عليه أن يدفع بمهاجم أخر ويؤجل التضحية بسيد معوض للوقت الأخير ليكون هواللاعب المستبدل بالمهاجم .. المباراة كانت صعبة وعصيبة لكن يبقى فى النهاية .. أن الترجى استمر فى البطولة كما يريد أنصاره ، وخرج الأهلى من البطولة بعكس ماكان ينتظر أنصاره .. ؟! الدرجات شريف إكرامى ( 6) . وائل جمعة ( 5) . أحمد السيد ( 4 ) . شريف عبد الفضيل ( 3 ) . سيد معوض ( 2 ) . أحمد فتحى ( 4 ) حسام غالى ( 5) . حسام عاشور( 4بعد خصم 50% للسلوك ) ، محمد بركات ( صفر ) أبوتريكة ( 5 ) . جدو ( 3 ) .محمد فضل ( 3 ) شهاب أحمد ( 2 ) . جوزيف لامبتى ( صفرعلى الرغم من أنه كان أحسن لاعبى الترجى ! ) .