كان اليوم الأول من أيام المونديال دون المستوى، خاصة فى مباراة فرنسا وأوروجواى. فالفريقان يلعبان بروتين، وبأساليب مدرسية، وبلا إبداع أو تجديد. وعندما تأهلت فرنسا بلمسة يد لتيرى هينرى على حساب أيرلندا، بدا أن ذلك هو السبيل الوحيد للتأهل، ورأى 81 % من الفرنسيين أن الفريق لايستحق التأهل للمونديال. وكذلك أوروجواى التى وصلت إلى جنوب أفريقيا بواسطة ملحق الإعادة.. وقد أصبح هذا الفريق اللاتينى جزءا من تاريخ كأس العالم، جزءا بعيدا، كانت فيه البدايات مجرد بدايات، بعكس نجاحات أوروجواى فى كوبا أميركا، والتى تعد أفضل بكثير من الذى حققه هذا الفريق فى كأس العالم. مباراة فرنسا وأوروجواى بلافرص، أو هى كانت بفرصتين أو ثلاث.. وهو مايعنى غياب النزعة الهجومية الحقيقية من الفريقين. وكان سير أليكس فيرجسون محقا وهو يتحدث عن منتخب فرنسا: «هذا الفريق يبدو على الأوراق أفضل من منتخب إنجلترا. انظر إلى نجومه.. أبيدال، إيفرا، تيرى هينرى، ريبيرى، أنيلكا، جوركييف، لكن فوق أرض الملعب لاتجد شيئا.. هذا حال فرنسا منذ حصولها على لقب الوصيف فى مونديال 2006 بألمانيا». انتهى رأى أليكس فيرجسون. وفرنسا بدون زيدان تبدو بلاعقل.. وفى عام 1998 حين تسبب هذا اللاعب فى فوزها بكأس العالم، تشكلت صورة فرنساالجديدة أمام نفسها وأمام العالم.. إنها فرنسا متعددة الأصول والأعراق.. إلا أن الكبرياء الفرنسى سقط فى مونديال 2002 حين خسر المنتخب أمام السنغال، فكان ذلك انتصارا لطبقة البروليتاريا أمام طبقة النبلاء كما قال برونو ميتسو مدرب السنغال وقتها. والفريق الفرنسى من الفرق ذات الشعبية العالمية، يتابعه عشاقه فى كل مكان، ويعطفون عليه حين يخسر، ويبالغون فى محاسنه حين يفوز. وفى مباراة أوروجواى ظهر الفريق الفرنسى بأداء بليد للغاية.. كان لاعبوه متقاعسين، يلعبون ببطء، ويؤدون وظيفة بلامتعة، كانوا مثل أفراس النهر التى تقضى يومها تتثاءب فى الماء وتلتقط أنفاسها كل فترة كى تبقى على قيد الحياة، ثم لاشىء بعد ذلك..؟! المنتخبات الأربعة فى المجموعة الأولى تساوت فى النقاط. وهذا لمصلحة جنوب أفريقيا، التى تبدو قريبة من التأهل إلى الدور التالى، ولو حدث ذلك سيكون إنجازا، حيث يتوقع الخبراء أن يكون منتخب الأولاد أول فريق دولة منظمة يخرج من الدور الأول للمونديال..؟! ونعود إلى المباراة الأولى سريعا.. وكيف لعب منتخب الأولاد بقوة وبقتال، كأن لاعبيه يلبون نداء رئيس الجمهورية: «أيها اللاعبون أنتم ذاهبون إلى الحرب على المكسيك».. ولم تصدر أى جهة بيانا تستنكر فيه دعوة رئيس الجمهورية للاعبيه لخوض حرب فى مباراة كرة القدم، لأن الناس هناك تفهم المعنى والمقصود، بينما ناس غيرهم، سوف يتساءلون بعنترية: كيف يدعو رئيس دولة لاعبيه لخوض حرب فى مباراة كرة قدم..؟! كان الرئيس يدعو لاعبيه إلى الأداء بروح عالية وقتال، وفى جميع الأحوال هم يلعبون بجد، ويمارسون فنون الكرة بمنتهى الإخلاص بغض النظر عن الفوز والهزيمة. وعقب انتهاء المباريات يتبادلون التهنئة ويتصافحون، بينما الذين يلعبون ويلهون، يتقاتلون ويعلنون الحرب حين ينتهى وقت اللعب؟!