أقيمت مباراة الأهلى وشبيبة القبائل فى أجواء مثالية من جميع الوجوه. حضور جماهيرى، رسم لوحة حمراء بمدرجات الاستاد، وبدا المشهد اننا أمام جيش أحمر جاء يعزف نشيد الانتصار، وسط إجراءات أمنية مثالية، فلا تشعر بالسيطرة ولا تراها، ولكنها موجودة بذكاء.. ولكن ليلة النشيد والبهجة المتوقعة انتهت بحزن ضياع فوز مهم من الأهلى، وضياع فرصة تأكيد التفوق فى الميدان الأخضر، يعوض ما حدث للفريق فى معقل القبيلة. كان جمهور الأهلى رائعا بحضوره، وبتشجيعه إلا دقيقة هاجم فيها حسام البدرى واللاعبين فى نهاية المباراة.. فما الأخطاء التى وقع فيها المدير الفنى، أو هل حقا وقع فى أخطاء؟! ●● فعل البدرى كل ما نصح به النقاد والخبراء و«الشعراء» والمحللون. دفع بالشابين حسام عاشور وشهاب الدين أحمد فى الوسط، فقد كانت كل النصائح تنصب على ضرورة اللعب بلاعبين صغار السن فى وسط الملعب لإكساب الخط حيوية.. ولعب بمحمد فضل فى مركز رأس الحربة. وهو ما طالب به الجميع، باعتبار أن فضل يجيد ألعاب الهواء، والفريق عانى فى مبارياته الأخيرة عدم الاستفادة من الكرات العرضية. كذلك لعب البدرى بأحمد فتحى فى مركز الظهير الأيمن، فالكثيرون رأوا أن وجوده فى غاية الأهمية.. وأشرك البدرى أيضا محمد ناجى «جدو»، بعد أن ارتاح نفسيا من عبء قضيته مع الزمالك، حسب تعبير الذين طالبوا باشتراكه. ●● المدهش، والمدهش جدا أن نصف النقاد، والخبراء والشعراء عاتبوا البدرى على اختياراته التى جاءت فى الأصل مطابقة لرؤيتهم قبل المباراة والتى نسوها عند انتهاء المباراة؟! ●● لا غبار على التشكيل الذى بدأ به حسام البدرى اللقاء.. وهو لعب بكل أوراقه المهمة، وعندما اقترحت أن يبدأ بأبوتريكة ويؤجل إشراك جدو، تساءلت بعدها بمن يبدأ إذن.. هل بمحمد طلعت بجوار فضل أم بأحمد شكرى بدلا من جدو أم يضحى بعنصر مهاجم مثل جدو من أجل لاعب وسط متأخر مثل أحمد حسن أو شوقى؟! ●● كان البدء بجدو مع أبوتريكة اختيارا منطقيا أيضا من البدرى.. إلا أن القضية لم تكن تشكيل البداية، وإنما ما يلى: ●● 1 الضغط النفسى الرهيب والمكبوت داخل نفوس اللاعبين، فقد كان الفوز وبعدد وافر من الأهداف هو الرد الحقيقى على ما تعرضوا له فى معقل شبيبة القبائل، لاسيما حادث الأتوبيس، وما تعرضوا له من نقد منذ فترة على تراجع مستوى الأداء فى مباريات الدورى المحلى أو الأفريقى.. وحين تكون الرغبة فى الفوز أعلى من القدرة على تحقيقه، يطل اليأس. وحين تكون الرغبة فى الفوز ولا ترى قدرات الخصم ومميزاته وأسلوبه يطل الإحباط. وكان كافيا أن يطل الاثنان منذ أحرز شبيبة القبائل هدف التعادل فى الدقيقة 28 من المباراة. من تسديدة من مسافة 25 مترا وبسرعة 77 كيلومترا فى الساعة. ●● 2 ترتب على اليأس والإحباط مزيد من البطء فى الأداء، والتحضير، فالكرة تنتقل إلى الملعب الجزائرى بعد تشكيل الشبيبة لحائطهم الدفاعى الصلد.. كما أن الحالة النفسية انعكست على الحالة البدنية للاعبين، فبدا أن الفريق كله يعانى التعب، وعدم القدرة على التحرك فى المساحات.. وبدون تلك الحركة لا يمكن كسر الدفاع واختراقه.. أضف إلى ذلك تزاحم أربعة لاعبين فى المقدمة، وهم فضل وجدو وأبوتريكة وبركات خارج الصندوق، وهو ما أفسد مساندة الثنائى عاشور وشهاب فى كثير من الفترات، وإن ظهرت تلك المساندة فى الأوقات الأخيرة من اللقاء، وهى أوقات تشبه محاولة اللحاق بقطار يغادر المحطة. ●● 3 قدم فريق شبيبة القبائل عرضا دفاعيا مميزا جدا، لعب بالضغط المبكر على وسط الأهلى فأفسد محاولات البنائين. كما دافع بزيادة عددية كبيرة، ودفع هجوم الأهلى خارج الصندوق. وفعل ذلك بتنظيم وخبرة وذكاء، وكان هذا الدفاع المنظم والدقيق وراء إنهاك لاعبى الأهلى بأسرع مما توقعنا.. وهو إنهاك يشبه تدريب الملاكم على الضرب فى أكياس الرمل.. ومع ذلك لاحت للأهلى الكثير من الفرص، وهى كثيرة بمعايير ثقل المباراة وحساسيتها وأهميتها.. ومنها فرصة لأبوتريكة فى الدقيقة الثالثة، برأسه، وتسديدة لشهاب أحمد فى الدقيقة 48، وأخرى لبركات فى الدقيقة 50 ثم رابعة لبركات بعد دقيقة واحدة من تمريرة عرضية لجدو وفرصة خامسة لجدو من تمريرة لفتحى فى الدقيقة 56 ثم أخطر الفرص فى نهاية المباراة بالدقيقة 94.. يعنى الفوز كان واردا على الرغم من كل الانتقادات؟! ●● 4 تغييرات البدرى كانت متأخرة، وغير جيدة، فكان يجب أن يبقى أبوتريكة، لأنه اللاعب الذى يقدر على التمرير والمرور فى أضيق المساحات، وكان يجب أن يلعب محمد طلعت قبل أسامة حسنى لتميز طلعت بقوة الالتحام والسرعة.. أما سحب فتحى فقد يكون اضطراريا، وهو صحيح للاستفادة بشريف عبدالفضيل فى الظهير الأيمن. ●● 5 قال أحد محللى قناة الجزيرة إن طرد يحيى شريف لم يكن سليما من جانب الحكم. وهذا غير صحيح. لأن الحكم منح بركات إنذارا على لعبة مماثلة تقريبا.. ولم يكن الحكم ضعيفا إطلاقا بل كان مبالغا فى القوة لدرجة المبالغة فى الإنذارات.. وهنا يرجى أن يتسم المحللون بالمهنية والموضوعية لأنهم يخاطبون الملايين ويأثرون عليهم.. وفيما قاله إيحاء بتحيز الحكم. ●● 6 نجوم المباراة هم بالترتيب: أولا رجال الأمن بقيادة اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول الوزير ومدير الأمن، واللواء فاروق لاشين رئيس مباحث القاهرة. فالأمن كان مسيطرا وقويا، ولم يحدث ما يعكر صفو المباراة، على الرغم من الحضور الجماهيرى المكثف.. ثانيا يأتى الثنائى عاشور وشهاب للجهد الذى بذلاه فى الوسط وطوال المباراة.. ثالثا مدرب شبيبة القبائل السويسرى جيجر.. رابعا: جمهور الأهلى بحضوره وتشجيعه إلا فى دقيقة، وهى الأخيرة عندما هاجم حسام البدرى.. فمهما كان تلك هى كرة القدم.. ودعونا نرى دائما كيف لعب الآخرون وماذا فعلوا بقدر ما نرى كيف لعبنا؟!