عادت اللحوم الحمراء إلى دائرة الضوء كسبب محتمل للإصابة بالسرطان، إذ كشفت دراسة أمريكية أن المواد الكيميائية التي تكسب النقانق اللون الوردي وتحفظ قطع اللحم الباردة يمكن أن تزيد أيضا خطر الإصابة بسرطان المثانة. وأشار الباحثون في الدراسة التي قادتها الدكتورة أماندا كروس من المعهد الوطني للسرطان بشكل مبدئي إلى النتريت والنترات وهي مركبات تضاف إلى اللحوم للحفظ واللون والنكهة لكنهم قالوا إن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد ذلك. وقال الباحثون انه اثناء عملية الطهي تتحد مركبات النتريت والنترات مع غيرها من المواد الكيميائية الموجودة بشكل طبيعي في اللحوم لتكون مركبات "إن-النتروز" التي قد تسبب الإصابة بالسرطان وقد تفرز بعد ذلك عن طريق المسالك البولية حيث يمكنها ملامسة بطانة المثانة. وقالت كروس لرويترز "نتحقق مما إذا كانت المركبات الموجودة في اللحوم التي تكونت إما أثناء عملية طهي اللحوم الأمينات غير المتجانسة أو الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، أو أثناء حفظ اللحوم -النترات والنتريت- مرتبطة بسرطان المثانة". ومن أجل هذه الدراسة استخدمت كروس وزملاؤها معلومات من دراسة بدأت في 1995 تابعت 300933 من كبار السن من الرجال والنساء من أرجاء الولاياتالمتحدة. وقام الأشخاص محل الدراسة بكتابة استبيانات عن اللحوم التي يستهلكونها وكذلك الطريقة التي أعدت وطهيت بها، ثم قام الباحثون بمطابقة هذه البيانات بمكونات اللحوم التي تم قياسها في المختبر. وأثناء الدراسة التي استمرت سبع سنوات تم تشخيص إصابة أكثر من 854 شخصا (اقل من 0.3 %) بسرطان المثانة. واكتشف الباحثون أن خمس الأشخاص محل الدراسة الأكثر استهلاكا للحوم الحمراء المصنعة كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان المثانة بنسبة 30% عن الخمس الأقل استهلاكا. ويجري تشخيص إصابة حوالي 70 ألف أمريكي بسرطان المثانة كل عام ويصاب أكثر من 2% من السكان بالمرض أثناء حياتهم. وقالت كروس أن هناك عوامل خطر عديدة منها التدخين والتعرض للزرنيخ جرى بالفعل الربط بينها وبين السرطان. وأضافت انه في حين أن هذه النتائج ليست قاطعة وأنها لا تؤدي إلى أي نصائح صحية مباشرة فإن من المعتقد أن تناول اللحوم هو أحد عوامل الإصابة بأنواع السرطانات الأخرى.