قبيل ساعات من نظر محكمة جنح استئناف طنطا استئناف حكم سجن المحاميين إيهاب ساعى الدين ومصطفى فتوح المتهمين بالاعتداء على باسم أبوالروس رئيس نيابة طنطا ثان، اجتمع أمس حمدى خليفة، نقيب المحامين، ومحمد طوسون، عضو مجلس النقابة، مع النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود والقاضى سرى صيام، رئيس محكمة النقض، والقاضى انتصار نسيم، رئيس محكمة الاستئناف، فى لقاءات دامت ساعتين وبعد انتهاء الاجتماع لم يفصح نقيب المحامين ولا طوسون عما دار فيها. من جهة أخرى توقع مختار العشرى، مقرر لجنة الإعلام بالنقابة العامة للمحامين، حدوث انفراجة وبدء التهدئة والتسوية النهائية فى الأزمة القائمة بين القضاة والمحامين، وذلك قبيل انعقاد جلسة اليوم. وقال العشرى إن عدة لقاءات تمت خلال اليومين الماضيين مع وزير العدل ورئيس نادى قضاة مصر ورئيس المجلس الأعلى للقضاء، وعدد كبير من شيوخ المهنة وحكمائها، توصلوا فيها إلى نوع من الاتفاق الشفهى المبدئى للتهدئة خلال الفترة المقبلة، إلا أنه لم يفصح عن طبيعة التهدئة أو نوع الاتفاق الذى تم التوصل إليه. واستدرك العشرى قائلا: «لا أعتقد أن مساعى التهدئة تلك ستجعلنا نتراجع عن الإضراب، خصوصا أنه فى شهر يوليو وقت الإجازة القضائية وبالتالى فهو يعتبر إضرابا رمزيا للدفاع عن حقوق المحامين». من جهة أخرى حسم رجائى عطية، المحامى، موقفه من الدفاع عن محاميى طنطا، وقال إنه لن يذهب اليوم لطنطا للدفاع عن المحاميين خلال جلسة نظر الاستئناف. وأعلن عطية، خلال مؤتمر صحفى عقده أمس، عن طرحه لتشكيل لجنة دفاع جديدة تضم د. أحمد كمال أبوالمجد، والمستشار أمين مهدى، ود. كمال بدرى، والمستشار محمود السقا، ود. يحيى الجمل، وعددا كبيرا من شيوخ ورموز مهنة المحاماة، قائلا: «مجلس النقابة لا يريد أن يقدم يد العون فى هذه الأزمة». وقال عطية إنه حصل من أعضاء اللجنة الجديدة على موافقتهم المبدئية للترافع فى قضية طنطا، وإنها ستعقد أول اجتماعاتها يوم الثلاثاء المقبل، لتحديد كيفية إدارة الحوار بينها وبين القيادات القضائية ودراسة جذور المشكلة. ووصف عطية إدارة أزمة محاميى طنطا من قبل مجلس نقابة المحامين ب«المفزع» وقال: «ما نقل عن أسلوب إدارة الأزمة واللقاءات التى تعقد مع المسئولين شىء مفزع». ومن المقرر أن يكون مجلس نقابة المحامين قد عقد اجتماعا طارئا للاتفاق على خطة عمله خلال جلسة نظر الاستئناف، إلا أن الاجتماع ظل مستمرا حتى مثول الجريدة للطبع. وفى الغربية أبدى عدد كبير من المحامين استياءهم مما أثير عن وجود تنازلات عن البلاغات المقدمة من إيهاب ساعى الدين ومصطفى فتوح ضد باسم أبوالروس. وأوضح حسن أبو قمر، المحامى وعضو اللجنة المشكلة لزيارة المحاميين فى سجن دمنهور أن زيارته الأخيرة لهما فى محبسهما كانت الخميس الماضى ولم يتقدما خلالها بأية تنازلات عن بلاغاتهما، مؤكدا أنهما لم يقوما بعمل توكيلات لأحد سوى هيئة الدفاع المشكلة لهذا الغرض وأنه استوثق من ذلك من إدارة السجن. يأتى ذلك فى الوقت الذى تنظر فيه محكمة القضاء الإدارى بطنطا، الدعوى المقامة من ناصر عبدالحق العمرى، نقيب المحامين بدمياط، للطعن على قرار نيابة طنطا بإحالة إيهاب ساعى الدين ومصطفى فتوح إلى المحاكمة «محبوسين». كان نقيب محامى دمياط استند فى دعواه إلى اعتداء باسم أبوالروس، مدير نيابة ثان طنطا، بالضرب على إيهاب ساعى الدين بمعاونة أفراد الحراسة وبتحريض منه وقيام مدير النيابة بصفعه على وجهه. وتضمنت الدعوى أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته وأن واقع الأوراق ينطق بأن النيابة العامة عمدت إلى إساءة استعمال السلطة، وخالفت ما جرى عليه من قضاء المحكمة الدستورية العليا من أن الأصل فى كل اتهام أن يكون جادا وأن الاتهام الجنائى وسلطة النيابة العامة فى هذا الشأن لا يزحزح أصل البراءة ولا ينقض محتواها.