«أنا سألت أحمد (أبوالغيط وزير الخارجية) فقال لى إنه مستمر»، هكذا قال وزير خارجية عربى ل«الشروق» فى رده على سؤال حول ما إذا كان يتوقع قبول الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالبقاء فى منصبه لدورة كاملة مدتها خمس سنوات تضاف إلى الدورتين اللتين تنتهى الثانية منهما فى 11 مايو المقبل. الوزير العربى، الذى تحدث مشترطا عدم كشف هويته، قال إن الحديث دار بينه وبين نظيره المصرى هذا الأسبوع بالتزامن مع انعقاد قمة سرت الخماسية الاثنين فى العاصمة الليبية برئاسة العقيد معمر القذافى ومشاركة رئيسى القمة السابق والقادم أمير قطر ورئيس العراق وكل من الرئيسين المصرى واليمنى للنظر فى تطوير آليات العمل العربى المشترك. القمة التى استغرقت يوما واحدا طالبت الأمين العام بصياغة تصور لتطوير العمل العربى فى مدة تقارب خمس سنوات على أن يتداول بشأنها القادة العرب فى قمة تشاورية مقبلة فى شهر أكتوبر. «الأمين العام مو واضح، بيعطى إشارات متضاربة. مازال هناك وقت وبنشوف بالقمة القادمة»، هكذا أضاف الوزير العربى فى تصريحاته الهاتفية القصيرة ل«الشروق». تأتى هذه التصريحات فى وقت تتحدث فيه مصادر مصرية عن نجاح الجهود الهادئة للدبلوماسية المصرية فى إقناع عدد من العواصم العربية بتأجيل النظر فى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أن يتم التركيز فى هذه المرحلة على تطوير آليات العمل العربى المشترك. وحسب مصادر عربية ومصرية فإن هناك إعادة للنظر فى المواقف من قبل بعض العواصم التى كانت راغبة منذ أسابيع فى الإقدام على خطوات لتدوير المنصب العربى. وجرى العرف منذ إنشاء المنظمة العربية أواسط القرن الماضى على أن يذهب لدولة المقر، وهى مصر فى معظم السنوات، وتونس فى سنوات القطيعة العربية مع مصر. ووفقا لمصدر رسمى مصرى، طلب عدم نشر اسمه، فإن الجبهة الأساسية لدعوة التدوير الآن هى فى الجزائر التى تستطيع الحصول على بعض الدعم العربى، «ولكنها لن تتمكن من امتلاك أغلبية بين الدول ال22 الأعضاء فى الجامعة العربية». غير أن الموافقة العربية على إرجاء النظر فى الأمر وليس إسقاطه كليًا ليست موافقة غير مشروطة. المصادر العربية والمصرية تصر على أن الشرط هو بقاء عمرو موسى الأمين العام الحالى منذ مايو 2001 فى منصبه لعامين آخرين، كما يرى البعض، ولأكثر من ذلك ربما دورة كاملة تستغرق خمس سنوات كما قال البعض الآخر. «بقاء موسى هو الحل الوحيد لتفادى المواجهة الآن حول تدوير المنصب»، يقول مصدر مصرى. ويضيف أن بقاء موسى يحل الأزمة «حتى مع الجزائر» لأن له علاقات جيدة «رفيعة جدا هناك». من ناحية أخرى يقول دبلوماسى عربى إن مسألة إقناع موسى بذلك هى بالأساس شأن مصرى. «عمرو موسى رجل له احترام كبير مازال فى العالم العربى ولكنه مرشح مصر وليس مرشح الدول العربية كلها... نقبل به كخيار توافقى للجامعة العربية فى هذا التوقيت». وحسب المصادر العربية فإن الإيماءات التى وصلت الأمين العام فى هذا الصدد لم تغير على ما يبدو فى موقفه الذى يراه البعض ناجما عن إحباط هو بالأساس من القاهرة»، التى توانت فى دعمه خلال تسع سنوات»، ويراه البعض الآخر ناجما عن التقاعس العربى فى مواجهة تحديات كبرى أهمها القضية الفلسطينية. ويقول معاونون قريبون من الأمين العام إنه لم يتم إبلاغهم بأى شىء من قبل الأمين العام.