لم يصدر عن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أدنى تعليق على ما وجهه إليه وزير الخارجية أحمد أبوالغيط من عتب لتناول الأول الشأن الداخلى المصرى فى بعض الأحاديث الصحفية وهو ما عبر عنه الثانى خلال جريدة روزاليوسف المقربة من الحزب الوطنى الديمقراطى بالتزامن مع جريدة الرأى الكويتية، التى طالما هاجمت موسى لرفضه الاحتلال الأمريكى للعراق. كذلك رفضت مصادر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بصورة قطعية التعليق حول ما قاله وزير خارجية مصر عن أن الأمين العام للجامعة العربية، كنظيره فى الأممالمتحدة، يتلقى راتبه من الدول الأعضاء و«ليس معنيا حسب العرف والإطار العام بتناول الأوضاع الداخلية لأى دولة إلا فى حال الأزمات الحادة واجبة التدخل من المجتمع العربى أو الدولى». «كنت أفضل ألا يتطرق الأمين العام لمسائل الداخل المصرى.. ونقاشات الشأن المصرى على الأقل إعلاميا»، هكذا قال رئيس الدبلوماسية المصرى لرئيس تحرير روزاليوسف عبدالله كمال الذى كان أفرد الخريف الماضى سلسلة من مقالات رئيس التحرير للهجوم على موسى، فى أعقاب ما ألمح إليه الأمين العام لجامعة الدول العربية من إمكانية للترشح لانتخابات الرئاسة المصرية القادمة فى حال ما سمحت الأطر الدستورية بذلك. ومن المعروف أن موسى، بالرغم من طوال فترة عمله وزيرا لخارجية مصر طوال عقد التسعينيات، ليس عضوا بالحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم. أبوالغيط لم يغفل فيما قال لكمال إن موسى تحدث بصفته مواطنا مصريا ولكنه أشار أيضا إلى أنه يبقى الأمين العام لجامعة الدول العربية وأن هذه هى الصفة التى تسعى إليه بها الصحافة. الوزير المصرى نفى أن يكون تحدث مع الأمين العام فى الأمر وقال «إن هذا الأمر يخرج عن إطار الصلة بين وزارة الخارجية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية»، دون أن يستثنى أن يكون هناك من تحدث مع موسى فى هذا الشأن من داخل النظام المصرى. تعليقات أبوالغيط، التى نشرتها «الشروق» على موقعها الالكترونى استجلبت الكثير من التعليقات التى جاءت فى معظمها رافضة لما أبداه الوزير المصرى من تحفظ على تصريحات موسى. زمالة وتصريح نادر تعد تصريحات أبوالغيط، وهو من زامل موسى سنوات ثم عمل مساعدا لوزير الخارجية ومديرا لمكتب الوزير أيضا لسنوات فى عهدة موسى، من المرات القليلة التى تحدث فيها الوزير الحالى عن الوزير الأسبق. التصريحات لا تعبر على حد قول العارفين بالرجلين عن ضغينة يكنها الثانى ضد الأول. «الوزير بيتفادى عموما الكلام الكتير عن عمرو موسى خصوصا لأنه كان مدير مكتبه ومفروض أن بينهما احتراما»، هكذا قال دبلوماسى مصرى يخدم فى عهدة أبوالغيط وسبق له أن خدم فى عهدة موسى. الأمر حسب قراءة دبلوماسيين مصريين وعرب، تحدثوا ل«الشروق»، مرتبط بحديث سابق لأبوالغيط حول إبقاء منصب الامين العام لجامعة الدول العربية مصريا. «ربما يريد الوزير أن يقول لعمرو موسى أنت باق أمينا عاما للجامعة العربية بصورة غير مباشرة خاصة أنه بالفعل قال مؤخرا إن عمرو موسى عندما يتحدث عن أنه لن يبقى فى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية يتجاهل أن من يقرر هذا الأمر هى القيادة السياسية المصرية وليس عمرو موسى. نعم الوزير قال هذا الكلام لأكثر من شخص»، قال دبلوماسى مصرى آخر. موقف الدولة المصرية أم مبادرة خاصة؟ وهل يمكن أن يكون الأمر تعبيرا عن موقف من الدولة المصرية ضد ما جاء به موسى؟ يجيب مسئولون مصريون بعضهم له صفة فى الحزب الوطنى الديمقراطى أن النظام المصرى لو أراد أن يوجه لموسى رسائل فيما يتلعق بأى نوايا قد تكون لديه فعلا حول الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة، فلن يطلب من أبوالغيط أن يدلى بهذا التصريح ولن تكون الرسالة عبر الإعلام. أحد الدبلوماسيين قال إن النظام إذا ما أراد استهداف موسى لن يفعل ذلك من خلال روزاليوسف بل من خلال الأهرام نفسها وهو ما لم يحدث. «واضح من تجربة الهجوم على (محمد) البرادعى أن الاغتيال المعنوى مع شخصيات تتمتع بدرجة أو أخرى من التقدير فى الشارع المصرى لن تجدى وبالتالى فلا أتصور أن يكون ما قاله أبوالغيط هو جزء من حملة ضد عمرو موسى يطلقها النظام بهذا المعنى». عدد من الدبلوماسيين المصريين الذين يعرفون أبوالغيط عن قرب رأوا أن الأمر جاء بمبادرة من رئيس تحرير روزاليوسف، الذى كان ربما يحاول استعادة الهجوم على موسى مجددا. «الوزير صحيح عنده تصريحات مثيرة للجدل والخلاف ولكنه أبدا لم يخض فى موقف أى مسئول مصرى سابق وهو يعلم شعبية عمرو موسى فى الشارع. الحكاية إنه عبدالله كمال، وهو بالفعل قريب الصلة بالوزير وب(آخرين فى الوزارة) طرح السؤال فى إطار موقفه الرافض كما كتب هو نفسه سابقا لتصريحات موسى فأجاب الوزير» كما قال دبلوماسى مصرى قريب من الوزير. الدبلوماسى أضاف «أنا معلوماتى أن الوزير راجع الحديث وأدخل العديد من التعديلات منها فى الجزء المتعلق بعمرو موسى».