انتقدت مديرتا منظمة حقوق الإنسان الألمانية "هيت إيد"، اللتين فرضت عليهما الولاياتالمتحدة حظر دخول، إجراءات الحكومة الأمريكية واعتبرتاها "عملا من أعمال القمع". وقالت يوزفين بالون وآنا-لينا فون هودنبرج ردا على استفسار من وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "نحن غير متفاجئتين. إنه عمل قمعي من حكومة تزداد تجاهلا لسيادة القانون وتحاول إسكات منتقديها بكل قوتها". وترى المديرتان التنفيذيتان للمنظمة، وهي منظمة غير ربحية تنشط منذ سنوات ضد خطاب الكراهية على الإنترنت، أن نهج حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمثل مرحلة جديدة من التصعيد، وأضافتا: "الحكومة الأمريكية تشكك بذلك في السيادة الأوروبية". وأشارتا إلى أن واشنطن تحاول بكل الوسائل منع إلزام الشركات الأمريكية بالقوانين السارية في أوروبا. وجاء في بيان للمديرتين: "لن نسمح بترهيبنا من قبل حكومة تستغل مزاعم الرقابة لإسكات المدافعين عن حقوق الإنسان وحرية التعبير". وأكدت المنظمة أنها ستواصل عملها كمركز استشاري بكل قوة. وأضاف البيان: "نعلن تضامننا مع جميع المتضررين الآخرين وكل من يخشى إجراءات مماثلة". وتقدم "هيت إيد" دعما نفسيا وقانونيا للأشخاص الذين يتعرضون للتهديد أو الهجوم عبر الإنترنت. وكانت فون هودنبرج قد حصلت في أكتوبر الماضي على وسام الاستحقاق الألماني تقديرا لعملها. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت مساء أمس الثلاثاء (بالتوقيت المحلي) فرض حظر دخول وإقامة في الولاياتالمتحدة على خمسة أشخاص، ووصفتهم بأنهم "نشطاء متطرفون" ومنظمات غير حكومية "مستغلة" دفعت باتجاه إجراءات رقابية من قبل دول أجنبية. وذكرت الوزارة أن هؤلاء حاولوا إجبار منصات أمريكية على "قمع وجهات نظر أمريكية" لا يوافقون عليها. وكتب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على منصة إكس: "لفترة طويلة جدا، قاد أيديولوجيون في أوروبا جهودا منظمة لإجبار المنصات الأمريكية على معاقبة وجهات نظر أمريكية لا تناسبهم"، مضيفا أن الحكومة الأمريكية "لن تتسامح بعد الآن مع الرقابة خارج الحدود"، معلنا فرض حظر دخول على "شخصيات بارزة في مجمع صناعة الرقابة العالمي"، ملوحا بتوسيع القائمة "إذا لم يحدث تغيير في النهج".