نشر أعضاء ديمقراطيون بالكونجرس الأمريكي، أمس، عشرات الصور الجديدة من تركة الملياردير الراحل جيفري إبستين المدان بجرائم جنسية، وذلك قبل يوم من المهلة القانونية المحددة لوزارة العدل الأمريكية لنشر ملفات غير سرية من تحقيقها في قضيته. وتتضمن أحدث مجموعة من الصور لقطات مقربة لجمل من كتاب "لوليتا"، وهو كتاب عن هوس رجل بفتاة تبلغ من العمر 12 عاماً، كُتبت بالحبر الأسود على جسد امرأة، وبالتحديد على صدرها وقدمها ورقبتها وظهرها، وبطاقات هوية، بعد طمس تفاصيلها، لنساء أجنبيات، بالإضافة إلى محادثة نصية جرت في وقت متأخر من الليل حول إرسال فتيات لشخص تم تعريفه باسم "جيه" مقابل 1000 دولار لكل منهن، وفقا لوكالة رويترز. ونشر ديمقراطيون من لجنة الرقابة في مجلس النواب الأسبوع الماضي، 19 صورة، بما في ذلك بعض الصور التي يظهر فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصف الصور بأنها "أمر غير مهم". وتُظهر بعض الصور التي أُفرج عنها الخميس إبستين وهو يتحدث مع الفيلسوف والناشط نعوم تشومسكي على متن طائرة خاصة؛ والملياردير بيل جيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، واقفاً إلى جانب امرأة جرى حجب ملامح وجهها؛ ومستشار ترامب السابق ستيف بانون جالسا إلى مكتب قبالة إبستين؛ وكذلك الرئيس السابق لشركة ألفابت المالكة لجوجل سيرجي برين خلال مناسبة عشاء. وهؤلاء هم أحدث رجال المال والنفوذ الذين تظهر صورهم ضمن صور تركة إبستين التي نشرتها لجنة الرقابة في مجلس النواب. وأظهرت صور سابقة أيضا ترامب والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، إلى جانب المخرج السينمائي وودي آلن، ووزير الخزانة الأمريكي الأسبق لاري سامرز، والمحامي آلان ديرشويتز، والأميرالبريطاني السابق أندرو، وغيرهم. ولا يُعد الظهور في هذه الصور دليلاً على ارتكاب أي مخالفة، وقد أكد كثير من الرجال الظاهرين فيها أنهم لم يشاركوا قط في الأنشطة غير القانونية التي قام بها إبستين، وفق هيئة الإذاعة البريطانية. وقال الديمقراطيون في اللجنة إن الصور المنشورة اليوم "تم اختيارها لتزويد الجمهور بالشفافية حول عينة تمثيلية من الصور" و"لتقديم نظرة ثاقبة حول شبكة إبستين وأنشطته المزعجة للغاية". وذكر الديمقراطيون أن لديهم الآلاف من الصور الأخرى وأنهم يواصلون تحليلها. وقال النائب روبرت جارسيا كبير الديمقراطيين في لجنة الرقابة "سيواصل الديمقراطيون في لجنة الرقابة نشر الصور والوثائق من تركة إبستين لتوفير الشفافية للشعب الأميركي. وأضاف جارسيا: "مع اقترابنا من الموعد النهائي لقانون الشفافية في ملفات إبستين، تثير هذه الصور الجديدة مزيداً من الأسئلة بشأن ما تمتلكه وزارة العدل بالضبط في حوزتها. يجب أن ننهي هذا التستر الذي يمارسه البيت الأبيض، ويجب على وزارة العدل أن تفرج عن ملفات إبستين الآن". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيجيل جاكسون إن "ما حدث لا يغير شيئاً". وأضافت في بيان: "يدعو الرئيس ترامب دوماً إلى الشفافية فيما يتعلق بملفات إبستين، وقد استجابت إدارته لذلك". وتُعد الصور والملفات التي سلمتها تركة إبستين للجنة منفصلة عمّا يُعرف على نطاق واسع باسم "ملفات إبستين"، إذ تشير هذه الأخيرة إلى الوثائق الموجودة بحوزة وزارة العدل والمتعلقة بتحقيقها الخاص في قضية إبستين. وبموجب "قانون الشفافية لملفات إبستين"، الذي وقّعه الرئيس ترامب ليصبح قانوناً الشهر الماضي، فإن أمام وزارة العدل مهلة حتى 19 ديسمبر للإفراج عن ملفاتها. ولا يُعرف حتى الآن نطاق ما تحتويه هذه الملفات، ومن المرجح أن يكون جزءاً كبيراً من محتواها محجوباً بشكل واسع، على غرار المواد التي نشرتها لجنة الرقابة في مجلس النواب.