قال الكاتب أحمد مراد، مؤلف فيلم «الست»، إنه سعيد بما يشهده المشهد الفني من حراك خلال الفترة الحالية، موضحًا أن وصف الأعمال الفنية ب«إثارة الجدل» ليس دقيقًا، مؤكدًا أن الفن، خصوصًا عند تناول السِيَر، يُحرّك المياه الراكدة في المجتمع، ويحفّز على التفكير في الحياة بشكل أعمق. وأعرب مراد، خلال حوار مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامجها على قناة «النهار»، اليوم الثلاثاء، عن سعادته بالاهتمام الذي حظي به الفيلم، معتبرًا أن الأمر الأكثر غرابة هو الحكم على العمل من خلال الإعلان الترويجي فقط دون مشاهدته. وأضاف أن الفن لا يمكن تصنيف الإعجاب أو عدم الإعجاب به على أنه صحيح أو خاطئ، مشيرًا إلى أنه بعد مرور خمسين عامًا على وفاة أم كلثوم، لا يمكن تقديم فيلم يرصد حياتها كاملة بشكل حرفي، خاصة أن «الست» ليس فيلمًا توثيقيًا تسجيليًا. وأوضح أنه قدّم رؤيته الخاصة من خلال كمٍّ كبير من المعلومات، من زاوية محددة في حياة أم كلثوم، مع التركيز على الجهود التي بذلتها لتصبح «أم كلثوم»، وما شعرت به تجاه من حولها، مؤكدًا أنهم لم يتجاوزوا الشخصية الحقيقية لها، إذ استند العمل إلى أعمدة ثابتة مأخوذة من الأرشيف، والجرائد، والكتب، ومذكراتها الشخصية. وأشار إلى أن فريق العمل استغرق عامًا كاملًا في جمع المعلومات، وانتقاء ما يخدم البناء الفني للفيلم، لافتًا إلى أن الحوار الذي دار بينها وبين شخصية الشاعر أحمد رامي تضمّن عنصر الخيال، نظرًا لاستحالة معرفة التفاصيل الدقيقة المتعلقة برفضها للزواج، وهو ما يجعل الفيلم عملًا دراميًا وليس تسجيليًا. وأضاف أن صُنّاع الفيلم قفزوا بين مراحل زمنية مختلفة بشكل جريء، لخدمة أحداث العمل وبنائه الدرامي. ولفت مراد إلى حبه لعلم النفس، ودراسته المتعمقة لشخصية أم كلثوم، مشيرًا إلى أنه توصّل إلى أنها ربما لم ترفض الزواج فقط بدافع طموحها الفني، وإنما لتربيتها تحت رعاية والد قوي تحدّى المجتمع، وسمح لها بالغناء، وساندها وصمد معها طوال حياته، موضحًا أن أي ابنة تنشأ تحت مثل هذه الرعاية تميل إلى البحث عن شخصية قوية مشابهة، مؤكدًا أن هذه وجهة نظره كروائي، ولا يلزم أن تكون صحيحة تمامًا. وأردف قائلًا: «لم أقل في الفيلم أبدًا إن أم كلثوم بخيلة، فهي طوال العمل كريمة جدًا مع الجميع، سواء مع بلدها أو أهلها، لكن والدها لم يكن قادرًا على إدارة الحسابات بدقة، لذلك كان طبيعيًا أن تكتسب هي هذه الدقة، وتدير شؤونها بنفسها وبنكها». وكان فيلم «الست» قد حقق إيرادات بلغت مليونًا و415 ألف جنيه، ليواصل تصدره شباك التذاكر لليوم السادس على التوالي، فيما وصلت إجمالي إيراداته إلى 12 مليونًا و192 ألف جنيه، بما يعادل 82 ألف تذكرة.