تحدِ جديد تخوضه المطربة نسمة محجوب بتقديمها 12 أغنية ضمن أحداث فيلم "الست" الذي بدأ عرضه مؤخرًا، من بطولة منى زكي، وتأليف أحمد مراد، وإخراج مروان حامد، حيث أدت أغنيات أم كلثوم على صعيد الصوت فقط، تزامنًا مع أداء النجمة منى زكي لشخصية كوكب الشرق على الشاشة، وهو التحدي الذي وصفته بالأصعب خلال مشوارها الفني، لاسيما أنها تُجسد الأداء الغنائي الفريد والمُميز لأيقونة من أيقونات الطرب المصري، ورمزًا خالدًا في عالم الموسيقى العربية في الحوار التالي تحدثت نسمة محجوب ل "أخبار النجوم" عن كواليس التجربة، وسر التناغم بينها ومنى زكي على الشاشة، كما كشفت أبرز التحديات التي واجهتها خلال رحلة العمل على هذا المشروع، ورأيها عن مقارنتها بأداء آمال ماهر في مسلسل "أم كلثوم"، والعديد من التفاصيل الأخرى. في البداية.. كيف جاء ترشيحك للمشاركة بتقديم أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم ضمن أحداث فيلم "الست"؟ الموسيقار هشام نزيه هو مَن رشحني لخوض هذه التجربة، ثم تلقيت مكالمة هاتفية من النجمة منى زكي تٌخبرني فيها بتفاصيل العمل، وتحدثنا كثيرًا عن جوانب متعددة إلى أن التقينا في جلسات عمل عديدة على مدار عامين كاملين للوقوف على كافة التفاصيل المتعلقة بأداء أم كلثوم الغنائي، وأنا فخورة كثيرًا بهذه التجربة، لاسيما أنها تحمل اسم أيقونة كبيرة مثل كوكب الشرق أم كلثوم، فضلًا عن التقنيات العالمية التي نُفذ بها الفيلم سواء من ناحية الموسيقى التصويرية لهشام نزيه، والتي جاءت عكس التوقعات، فالجمهور كان يتوقع أنه مادام عملًا لأم كلثوم فلابد أن تكون الموسيقى شرقية، لكنهم تفاجأوا، وكذلك طريقة التصوير والإخراج لمروان حامد، وغيرها من الأمور التي تجعله واحدًا من أهم الأفلام في السنوات الأخيرة. كيف كانت كواليس التجهيزات الخاصة بالأداء الصوتي والغنائي لهذا العمل؟ بدأت التحضيرات والتدريبات الخاصة بالأداء الصوتي والغنائي مع الفنانة منى زكي منذ عامين، خلال العام الأول جمعتنا جلسات عمل عديدة من أجل التدريب على الأداء الغنائي لأم كلثوم، وانقسمت التحضيرات خلال العام الثاني ما بين تسجيل الأغنيات، وتصوير مشاهد وأحداث العمل، والحقيقة أنني شعرت بالرهبة والخوف من المسئولية الكبيرة التي ألقيت على عاتقي، لأنها ليست بالأمر السهل إطلاقًا، سواء من ناحية الأداء الغنائي، أو تدريب الفنانة منى زكي على كافة التفاصيل المتعلقة بالأداء الجسدي والأسلوب الغنائي الفريد لأم كلثوم، لكنني تحديت نفسي، وهو ما تطلب مجهودًا كبيرًا من أجل الخروج بالشخصية بشكل يُحاكي الحقيقة والواقع. التناغم بين الأداء التمثيلي والبصري للفنانة منى زكي، والصوتي لكِ في الخلفية بالتأكيد تطلب منكن تحضيرات كبيرة.. حدثينا عنها؟ بالتأكيد، لاسيما أنني دربت منى على الأداء التمثيلي والجسدي الذي يشمل حركات عضلات الوجه، والفك، والشفتين، مع حركات الجسد، بالإضافة إلى تدريبها على اتقان الغناء بشكل صحيح، لأنها لم تكتفِ بتحريك شفتيها مع الأغنية، لكنها كانت تُغني بصوتها وقت التصوير، لذا كان لابد أن تحفظ الأغنية بكل تفاصيلها من طبقات صوتية، و"عُرب"، و وقفات التنفس أثناء الغناء، كما كانت بحاجة إلى أن تُدرك مدى المجهود العضلي والجسدي الذي تحتاج أن تبذله حتى تُغني من طبقة صوتية مُعينة خاصة إذا كانت الأغنية تمتاز بطبقات عالية أو بها حليات وعُرب كثيرة، جميع هذه التفاصيل تدربنا عليها مرارًا وتكرارًا، وشجعت فكرة غنائها بصوتها أثناء التصوير، وهو ما يدعم ويُخدم على الأداء حتى يخرج إلى النور بشكل حقيقي ومُماثل لروح أم كلثوم. وكيف وجدتِ العمل مع الفنانة منى زكي؟ تشرفت بأن أكون جزء من هذا العمل، وسعدت بالتعاون مع الفنانة منى زكي كثيرًا، وكل طاقم عمل الفيلم سواء المخرج مروان حامد، أو الموسيقار هشام نزيه، حيث تعاونت مع أكبر صُناع الفن في الشرق الأوسط، وهذا يعني لي الكثير، ولي الفخر أنه تم اختياري للمشاركة في هذا المشروع، وأشكر كل مَن وثق بيً وبقدراتي التي أهلتني لتحمل مسئولية كبيرة بهذا الشكل. كيف تدربتِ على الأداء الغنائي لأم كلثوم من مخارج الحروف، النبرات، "العُرب"، و وقفات التنفس أثناء الغناء، وغيرها من التمارين التكنيكية؟ تأثير أم كلثوم في وجداننا منذ الصغر، ونتغنى بأغنياتها بطريقتنا الخاصة في حفلاتنا الجماهيرية دائمًا، لكن عندما يتعلق الأمر بتجسيد الأداء الغنائي وروح الشخصية يصبح أصعب بكثير، لذا ركزت بشكل كبير على جميع التفاصيل، بالحرف والكلمة، وذاكرت الشخصية بشكل عميق على مدار عامين كاملين، من خلال مقاطع تسجيلية قديمة لأم كلثوم، حيث استفدنا منها في بعض الأغنيات، لكن مرحلة طفولتها لم تُوثق من خلال التسجيلات، ولم نستطع الاطلاع عليها، لذا اجتهدنا في هذه الجزئية أو المرحلة العُمرية لها، ما عدا ذلك كان متوفرًا، وكٌنا نرجع إليه، ونُجرب كثيرًا إلى أن وصلنا لطريقة أدائها الفريدة بشكل مظبوط. تنوعت الأغنيات المقدمة داخل أحداث العمل بشكل كبير.. كيف جاء اختيارها؟ المخرج مروان حامد اختار 12 أغنية، و وظفهم داخل الأحداث وفق السياق الدرامي للعمل، و وفق تأثير كل أغنية على المشهد الدرامي، وعلى حياتها، ومسيرتها الفنية بشكل عام. كيف لمستِ ردود أفعال الجمهور حول أدائك الغنائي بعد عرض الفيلم؟ ردود أفعال الجمهور أسعدتني للغاية، ولمستها قبل عرض الفيلم في مصر، حيث تم عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان مراكش بالمغرب، وكانت ردود الأفعال قوية وإيجابية للغاية، وأيضًا شهد العرض الخاص للفيلم في مصر إقبالًا وحضورًا كبيرًا، وهو ما يعكس حالة الإنبهار والإعجاب بالفيلم، وأبطاله. ما الصعوبات أو التحدي الأبرز الذي واجهك خلال التجربة؟ التحدي الأبرز كان وقت تسجيل الأغنيات بصوتي، لكن طوال فترة التدريب مع الفنانة منى زكي لم تواجهني أية صعوبات لاسيما أنني مدربة غناء بجانب موهبتي كمطربة، لذا من السهل عليً تدريب وتعليم الغناء لأي شخص يمتلك الموهبة ولديه صوت جيد، لكن عندما يتعلق الأمر بأن أؤدي أغنيات أم كلثوم بصوتي باحترافية تامة كأنني هي ولا يستطيع أحد التفريق بيننا بالتأكيد صعب للغاية، لكن حاولت بما في استطاعتي وعلى قدر الإمكان أن أؤدي الأغنيات بشكل يجعلني أقرب إليها في الواقع، لكن من المستحيل أن أكون نسخة طبق الأصل عنها. ألم تخشين المقارنة بين أدائك الغنائي في فيلم "الست" وأداء المطربة آمال ماهر في مسلسل "أم كلثوم"؟ شئنا أم أبينا ستحدث مقارنات لاسيما في الأعمال التي تعتمد على تقديم السيرة الذاتية، فهو أمر مُحتم ولا مفر للهروب منه، وبالتأكيد سيكون هناك انتقادات أيضًا، فليس هناك عملًا أو شيئًا في الحياة بشكل عام ينال إعجاب جميع البشر، لكنني قدمت ما بوسعي، وتقمصت روح أم كلثوم الغنائية بكل ما أوتيت من قوة، وفي النهاية النجاح أو الفشل هو أمر بيد الله، ولا يُمكنني التدخل فيه. بمناسبة الحديث عن الانتقادات.. كيف وجدتِ الجدل الذي أُثير حول الفيلم قبل عرضه؟ آراء الجمهور لابد أن تكون مبنية على مشاهدة وقراءة وتحليل، ولا تعتمد على الحُكم المُسبق، فما حدث على "السوشيال ميديا" قبل أيام من عرض الفيلم أمر مرفوض، ولا يمت للمصداقية أو المهنية بشئ، لكن في الحقيقة الأزمة تكمن في التوقعات العالية لدى الجمهور لاسيما في الأعمال التي تعتمد على السيرة الذاتية خاصة أنها قُدمت من قبل بطرق مُشابهة لبعضها، وأصبح الجمهور يرفض فكرة تجسيد السيرة الذاتية خاصة للأشخاص الذين قُدمت سيرتهم الذاتية في أعمال سابقة، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن فيلم "الست" تناول قصة حياة السيدة أم كلثوم بمنظور مختلف تمامًا، بعيدًا عن المتوقع، فلم يتناول محطات مشوارها الفني أو سلط الضوء على أغنياتها الناجحة فقط، بل تناولها من منظور إنساني، وعَرَضَ ملامح من شخصيتها الأنثوية والإنسانية، كما جَسَدَ التناقض في شخصيتها، فمع القوة والتماسك الذي يظهر إلى الجمهور على الشاشة، يعكس الفيلم ضعفها الأنثوي، وتتجلى على ملامحها وانفعالاتها مشاعر الخوف، الغضب، والتوتر، والوحدة، ويظهر الفيلم أيضًا التحديات التي واجهتها كامرأة، ويعكس ما يدور خلف الكواليس، ما لا يراه أحد. بعد طرحكِ لأغنية "سهرة" باللهجة المغربية.. ماذا عن أعمالك المقبلة؟ أستعد لطرح أغنية جديدة خلال يناير المقبل، باللغة العربية الفصحى، وهي أغنية "لما بدا يتثنى" لكن بتناول لحني وتوزيع جديد، كما أعمل على تحضير مجموعة أخرى من الأغنيات حتى تكون جاهزة للطرح تباعًا على مدار العام المقبل. اقرأ أيضا: نسمة محجوب تكشف لأول مرة كواليس أغنيتها الجديدة «مش شاغلين بالنا»