في خطوة أثارت اهتمام الجمهور وصناع الموسيقى على حد سواء، كشف صناع فيلم الست عن هوية الصوت الذي أعاد تقديم أغاني كوكب الشرق أم كلثوم داخل العمل. فعلى الرغم من أن النجمة منى زكي تجسد شخصية سيدة الغناء العربي على الشاشة، فإن الصوت الذي يسمعه المشاهد يعود إلى مطربة معاصرة تمتلك حضورًا طربيًا فريدًا وقدرة استثنائية على محاكاة الروح الكلثومية. هذا التعاون الفني المميز أعاد فتح النقاش حول أهمية الأصوات البديلة في الأعمال السيرة الذاتية، وكيف يمكن للتكنولوجيا والصوت الحقيقي معًا أن يخلقا تجربة بصرية وسمعية تقارب أسطورة بحجم أم كلثوم. من هي صاحبة الصوت الغنائي لأم كلثوم في الست؟ تعتبر نسمة محجوب الصوت الغنائي ل«أم كلثوم» في فيلم «الست». تقدم نسمة محجوب في الفيلم نحو 12 أغنية (بينها مقاطع كاملة ومذاهب وأجزاء قصيرة)، تستخدم أثناء مشاهد الغناء التي تظهر بطلة الفيلم منى زكي في دور كوكب الشرق. عملية الإعداد لهذه الأغاني كانت دقيقة للغاية: حيث بدأت نسمة محجوب وبطلة الفيلم منى زكي التحضير منذ نحو عامين، وشملت تدريبًا منتظمًا يومين أسبوعيًا ل «منى زكي» على مخارج الحروف وحركات الوجه والفك والشفتين، بالإضافة إلى التنفس والغناء بأسلوب يحاكي أسلوب أم كلثوم في كل التفاصيل الصوتية والجسدية. لماذا تم اختيار نسمة محجوب لهذا الدور الغنائي؟ الهدف من اختيار نسمة محجوب كان أن يبرز الفيلم صوتاً قريباً إلى روح صوت أم كلثوم وأداءها الكلاسيكي ليس فقط كمجرد تقليد خارجي، بل محاولة لإحياء الإحساس العميق الذي حمله صوت «كوكب الشرق». كما أن التدريب المكثف والدروس الصوتية والجسدية ل منى زكي ساهمت في تضامن الأداء البصري مع الصوتي، لتعزيز مصداقية الشخصية على الشاشة. ماذا يعني ذلك لجمهور الفيلم؟ عندما تشاهد منى زكي على الشاشة في فيلم «الست» تغني، فالصوت الذي تسمعه ليس صوتها الحقيقي، بل صوت نسمة محجوب، ما يعني أن تجربة الغناء في الفيلم هي إنتاج فني مشترك بين أداء التمثيل (منى زكي) والغناء (نسمة محجوب). وهذه التجربة تظهر تقديم صورة متكاملة ل «أم كلثوم» ليس فقط في مظهرها وتاريخها، بل في روحها الصوتية التي أحبها الجمهور لعدة أجيال.