صوت هادر، قوي مفرط القوة يمكنه بسهولة أن يطلق الآه من الصدور العربية، حضور أسطوري يتربع على قمة الغناء. عوامل كثيرة ربما ساعدت أم كلثوم في زمنها لتقف على رأس قائمة مطربات جيلها وكل جيل، إذ جاءت أغانيها نابعة من أرضية واقعها المتعطش إلى السماع والسلطنة، والمليء في آن، بالأحداث السياسية والتفاعلات الاجتماعية اليومية. لكن بعد نحو خمسين عامًا على رحيلها، من حقنا أن نتساءل: هل ما زالت أم كلثوم تملأ السمع والوجدان، حتى يصير عام 2025 عامًا "كلثوميًا" بامتياز؟.. مسرحية تُعرض حاليًا بعنوان "دايبين في صوت الست" يقدمها د. مدحت العدل، مؤلفًا ومنتجًا، وفيلم "الست" يُخرجه مروان حامد، كتبه أحمد مراد وتقوم منى زكي ببطولته، سيعرض في نهاية العام. عملان يُعيدان طرح السؤال بطريقة أخرى: هل ما زالت أم كلثوم تستحق كل هذا الاحتفاء؟ .. قد يجاوبني الكثيرون: نعم، لأنها لم تكن مجرد مطربة، بل ذاكرة عربية حيّة وصوتًا جمعت بين الفن والهوية والجمال. بينما واحدة مثلي من المتلهفين إلى اللحظات الضارية في جمالها، النادرة في ضحالة الحاضر، لا تكفيها هذه الإجابة وتزيد الأسئلة سؤالًا: ما الذي يمكن أن يقدمه أي عمل جديد عن "فاطمة إبراهيم البلتاجي"، ابنة قرية طماي الزهايرة، مركز السنبلاوين بالدقهلية، بعد العديد من الأعمال عنها، أبرزها: مسلسل "أم كلثوم" (1999) تأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج إنعام محمد علي، فيلم "كوكب الشرق" (1999) إخراج محمد فاضل، و.. "أم كلثوم" الفيلم المثير للجدل الذي أخرجته في العام 2017، الإيرانية المقيمة في الولاياتالمتحدة شيرين نيشات وقامت ببطولته ياسمين رئيس، بالإضافة إلى أعمال أخرى ظهرت فيها كملمح واضح ومؤثر كما في مسلسل "العندليب.. حكاية شعب" (2006) إخراج جمال عبد الحميد؟.. هل هناك قراءة جديدة لأسطورتها تقدم إجابة لأسئلتنا وتفسر كيف استطاع صوت واحد أن يتجاوز الزمن ويظلّ حاضرًا فينا بهذا العمق؟.. أتصور بعد مشاهدتي للمسرحية الموسيقية "دايبين في صوت الست" التي أخرجها أحمد فؤاد عن نص وأشعار مدحت العدل، مستعينًا بالممثلين: أسماء الجمل، ملك أحمد، أحمد علي الحجار، عماد إسماعيل، منار الشاذلي، سعيد سالمان، عمر صلاح الدين، هدير الشريف، يوسف سلامة، هاني عبد الناصر، فتحي ناصر و.. غيرهم.. أتصور أننا نريد فحسب، هذه اللحظات التي ترتفع بنا عن بؤس الحاضر، لا نريد لأم كلثوم أن تنسب إلى زمن معين، نريد لها أ تظل تمتعنا بصوتها، ولهذا الصوت أن يوحدنا، أو لا يفعل. إنه الصوت الحر الوحيد الذي يسعه أن يفعل بنا ما يشاء. "دايبين في صوت الست"، الجواب يبان من عنوانه، العنوان هنا يحمل طاقة شعرية آسرة، تجمع بين العفوية والعمق. كلمة "دايبين" توحي بحالة انغماس كامل، بينما "صوت الست" جملة تستدعي فورًا هيبة أم كلثوم كرمز، ببساطته ودفئه الشعبي، يعبّر العنوان عن علاقة وجدانية جماعية بين الجمهور و"الست"، علاقة في رأيي لا تُحلَّل بالعقل بقدر ما تُعاش بالقلب. في زمن تتسارع فيه التقنيات وتتحوّل الذاكرة إلى شاشة، تأتي هذه المسرحية لتعيدنا إلى لحظة الإصغاء الأولى، إلى زمنٍ كانت فيه أم كلثوم تختصر وجدان الأمة في صوتها الفريد. لا يكتفي العرض باستعادة هذه الأسطورة المتنقلة، بل يسعى إلى تفكيكها وإعادة تركيبها ضمن رؤية مسرحية معاصرة تمزج بين الحنين والجرأة البصرية، فيقدم "الست" هنا لا كرمز مقدّس، بل ككائن إنساني يُستدعى من ذاكرة جماعية ما زالت نابضة، ويُعاد تجسيده عبر لغة المسرح الحديثة والهولوجرام والتجريب البصري. إن العمل يتماهى مع زمنه وربما يسعى لاستقطاب الجيل الجديد، الجمهور الشاب الذي قد لا يكون متعاطفًا تلقائيًا مع التراث، ويريد المعاصرة سواء في الشكل أو الفكرة أو الإخراج. استخدام تقنية الهولوجرام هنا يمثل ذروة التقاء التكنولوجيا بالحلم، إنه لا يُقدَّم كخدعة بصرية بل كأداة لاستحضار الذاكرة الجمعية حول أم كلثوم. من خلال الهولوجرام، تستعيد الخشبة حضور "الست" بشكل يزاوج بين الغياب والوجود، بين الواقع والخيال، فيتحول العرض إلى تجربة وجدانية تُجسِّد كيف يعيش الصوت بعد رحيل الجسد. وبين الصورة الرقمية والذاكرة الحيّة، يطرح العرض سؤالًا جوهريًا: هل يمكن أن نحيا مجددًا في الصوت الذي أحببناه؟.. لا يقدّم مدحت العدل استعادة لسيرة محفوظة، بل يستحضرها متجاوزًا الحكاية الفردية إلى التأمل في معنى الفن، الأضواء، الخلود، عبر لغة درامية تمزج بين الموسيقى والتاريخ والعاطفة الجمعية، إنها مغامرة فكرية وجمالية تهدف إلى تفكيك الأسطورة وإعادة بنائها من منظور معاصر، على هذا الأساس ينطلق النص من قناعة بأن أم كلثوم ليست فقط مطربة فذة، بل ظاهرة ثقافية صنعت وجدان أجيال متعاقبة. لذا تعامل مدحت العدل مع حياتها بوصفها مادة درامية نابضة، لا كوثيقة جامدة. فالمسرحية تفتح نوافذ على محطات الطفولة في الريف، صراعاتها في القاهرة وسط مجتمعٍ ذكوريٍّ متوجسٍ من أنثى تسعى للسيادة في ساحة الرجال، قدمها كإنسانة صنعت مجدها خطوة بخطوة. من محطات البدايات حيث الأب الشيخ الذي غنّى مع ابنته في الموالد، ثم إلى التحولات الكبرى التي واجهتها وهي تتسلق سلم المجد في وصولًا إلى مجدها الفني الذي تجاوز حدود الزمان والمكان. إنها رحلة امرأة واجهت التحديات بثقة نادرة، لتصبح تجسيدًا للإرادة والقدرة على كسر القيود الاجتماعية والفنية. الحكاية كتبها مدحت العدل بلغةٍ شاعريةٍ محكومة بإيقاعٍ موسيقيٍّ داخلي. الحوار تتخلله الأغاني لا بوصفها استعراضًا، بل كجزء من نسيج الحكاية. كل مقطع غنائي يحمل معنى دراميًا يضيء جانبًا من روح البطلة أو يكشف تحوّلًا في مسارها النفسي. هنا تتجاوز الموسيقى دور التجميل إلى دور السرد، فتغدو الأغنية وثيقة وجدانية تعبّر عن اللحظة الداخلية أكثر مما تحكيها الكلمات. الحوارات لا تقتصر على نقل الوقائع، بل تنفتح على أسئلة عميقة: هل الخلود قدر أم صناعة؟ هل يحق للفنان أن يتجاوز إنسانيته ليصير رمزاً؟.. إنها لغة تجمع بين الوجدان والعقل، بين الإحساس والوعي، وتعيد تعريف أم كلثوم كفكرة تُلهم وتقلق في آنٍ واحد. من الذكاء أن مدحت العدل لم يكتف بتمجيدها، بل ترك مسافة نقدية تكشف تناقضاتها: صرامتها، حرصها على السيطرة، إحساسها الدائم بالمسؤولية، ووحدتها أمام مجدٍ صنعته بنفسها. اعتمد النص على تداخل الأزمنة وتعدد الأصوات، إذ تحاور أم كلثوم ماضيها وتستعيد لحظات المفصل بين الهزيمة والانتصار. يتحول الغناء إلى سرد، والسرد إلى إيقاع. هذه التقنية تمنح المخرج حرية واسعة في توظيف الأغنيات الأصلية كعنصر درامي، المخرج بدوره قدّم رؤية عميقة توازن بين التجريب التقني والحميمية الوجدانية. خلق فضاءً بصريًا يتناوب فيه الضوء والظلّ ليعبّرا عن حضور "الست" وغيابها في آن واحد، كأن المسرح نفسه يتنفّس على إيقاع صوتها. كل تفصيلة من حركة الممثلين إلى تدفق الصورة الهولوجرامية تشي بمحاولة واعية لتحويل الصوت إلى مشهد، والذاكرة إلى جسد، كما أن الخشبة اتسعت لحضور وطن بأكمله. الإضاءة والديكور عملا على خلق فضاء رمزي يتقاطع فيه الزمان والمكان، بينما جاءت إعادة توزيع الأغاني لتخدم الدراما وتعيد الروح إلى زمن ذهبي دون أن تقع في فخ الحنين السهل. نحو 12 أغنية أعدها الموسيقار خالد الكمار بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية، فصنع حوارًا مع صوت أم كلثوم لا تكرارًا له. حيث أعاد توزيع نغمات مألوفة بطريقة تُذكّر باللحن الأصلي دون أن تقع في أسر النوستالجيا، هذه المعالجة الصوتية منحت العرض بعدًا تأمليًا، حيث يتقاطع الماضي مع الحاضر في لحظة تردّد بين الطرب والفكر. هكذا بدا المسرح ككائن حي يتنفس مع الشخصية، الموسيقى كشريك درامي يعيد بناء المشاعر والذاكرة. وأحيانًا كأنه منصة حلم جماعي يتداخل فيه الماضي بالحاضر، الأسطورة بالإنسان. في هذا التوازن بين الأداء الحسي والتشكيل الجمالي، نجح محمود صبري في الديكور باعتماده على الرمز، أثاث يتماثل مع المرحلة الزمنية، نوافذ تتيح عبور الضوء كأنه صدى من الماضي، مساحات فارغة تمنح المتفرّج دورًا في ملء المشهد بخياله. هنا يصبح الفراغ أحد أبطال العرض، يرمز إلى المسافة بيننا وبين تلك الحقبة التي نحاول استعادتها. نفس الأمر تقريبًا فعلته ريم العدل في تنفيذها الأزياء، حيث قدّم تقراءة بصرية للزمن أكثر من كونها استعادة له. إنها لم تنسخ الموضة الكلثومية، بل استلهمتها كرمزٍ للأناقة والهيبة، وأعادت تأويلها لتناسب سياقًا معاصرًا يحتفي بالمرأة المؤثرة. هنا بدا أن فريق العمل واعيًا بفكرة أن العرض يقدم نوعًا من التأمل في معنى الخلود الفني، وكيف يمكن للفن أن يعبر الزمن ويختبر قدرة جمهور معاصر على الإصغاء والإنصات للصوت وللأثر الذي يتركه حين يغيب صاحبه، عن الخلود، وطالما نتحدث عن الخلود، فإنه من أقوى المشاهد في المسرحية مرثية الأفول عن منيرة المهدية مرثية النهايات، كل البدايات لها نهايات وكل نهاية تراجيديا، نرى شخصية منيرة المهدية كصدى لجذرٍ نسائيٍ أصيلٍ سبق أم كلثوم، لكنها في الوقت نفسه ظلٌّ منسيًّا، صوت تم تجاوزه تاريخيًا. "ليديا" الممثلة التي أدّت هذا الدور نجحت ببراعة في إعادة إحياء منيرة كرمزٍ غنائي وككائنٍ إنساني يحمل مزيج الكبرياء والخذلان، ظهرت منيرة المهدية بأداء مشحون بطاقة مزدوجة: أنوثة متصالحة مع المجد، ومرارة امرأة طواها النسيان. من خلال حركتها الدقيقة، ونبرتها التي تجمع بين الغواية القديمة والجرح المفتوح، أدركنا معنى أن تكون "الست الأولى" ثم تُمحى من الذاكرة لصالح "الست" الأخرى. في المشهد الذي تواجه فيه أسطورة أم كلثوم كرمز غائب، بلغت ذروة الجُرح الإنساني، كما ظهر نضج "ليديا" التمثيلي، إذ تحوّل أداؤها إلى حوار داخلي بين الفن والنسيان، بين الصوت والصمت. بذلك منحت الشخصية عمقًا رمزيًا يتجاوز السيرة إلى التأمل في معنى أن تُغنّي امرأة لتُسمَع، ثم تُسكتها الذاكرة. لم يكن هذا المشهد مشهدًا عابرًا في المسرحية، بل تعبيرًا عن صوت آخر للست، إشارة تُذكّرنا أن وراء كل أسطورة نساءً كثيرات كنّ نجمات في زمنٍ لم يحتمل نورهُنّ. في هذا الإطار يأتي كذلك مقطع موت القصبجي ليكثف الحزن حول هذا العاشق الصامت، المبدع العظيم الذي كان يخفي وجعه في عزفه وألحانه، قدمه يوسف سلامة بأداء بالغ الحساسية، يعي كيف يجمع بين ذكاء الفنان ووجدان العاشق، بين وهج الإبداع وظلّ التهميش. لم يعتمد الممثل على تقليد الشخصية التاريخية، بل بدا حضوره مختلفًا؛ فالجسد متقشّف، والحركة محسوبة، والنبرة مضبوطة. في المشاهد التي تكشف الصراع بين الموهبة والخذلان، قدّم أداءً داخليًا مؤلمًا، يكشف مأساة فنان يعيش صراعه بين الحب والكرامة ما جعل الجمهور يشعر بأن القصبجي لم يكن مجرد ملحن في ظل أم كلثوم.. استخدم الممثل الصمت كأداة تمثيلية، نظراته المليئة بالتردد والحب غير المعلن نحو "الست" كانت أكثر بلاغة من أي حوار، حتى عندما إنفجر معترفًا بهذا الحب أمام أحمد رامي. حتى رامي كشاعر وما يحمله من عواطف وصراعات داخلية تجاه "الست" لم يفوتها العرض، بل ركز عليها كعنصر أساسي يمثل الجسر الإنساني والعاطفي بين أم كلثوم وبين الشعر الذي شكّل ملامح وجدانها الفني، سعيد سالمان الذي جسد رامي استوعب الشخصية، فجاء أداؤه متسمًا بهدوء داخلي وشفافية شعورية جعلت الشخصية تنبض بالحب المكتوم، اعتمد الممثل على الإيحاء أكثر من التصريح. إيقاع الأداء جاء منسجمًا مع رؤية مدحت العدل النصية، التي توازن بين الحكاية الشخصية والتجربة الجمعية التي تمثلها أم كلثوم. هناك علاقة أخرى مهمة تربط أم كلثوم بمعلمها الشيخ أبو العلا محمد، يُجسدها عماد إسماعيل بعمقٍ وإحساسٍ روحي عالٍ. أداؤه القائم على الصدق والبساطة جعل الشخصية تبدو كصوت الضمير في حياة أم كلثوم. في ملامحه صرامة الفنان الذي يعرف قيمة ما يعلّمه، وفي نبرته دفء الأب الروحي. نجح عماد في الإمساك بتفاصيل الشخصية. العلاقة بين الشيخ أبو العلا وأم كلثوم في المسرحية جاءت كرحلة وجدانية بين روحين جمعهما الإيمان بالموسيقى كطريقٍ إلى الخلاص. قد نجح عماد إسماعيل في بناء هذا الخيط الإنساني الدافئ، ما جعل العلاقة بين الشخصيتين تتجاوز حدود السيرة إلى بعد رمزي أوسع: مواجهة بين الأصالة والتجديد. أما في دور محمد عبد الوهاب، أبدع أحمد علي الحجار بأداء يجمع بين الوقار والخفة، وبين الأناقة الموسيقية والروح التمثيلية المرحة. لم يسعَ إلى تقليد عبد الوهاب بقدر ما حاول تفكيك شفرة حضوره: ذلك المزيج بين الثقة والدهاء، بين حب الفن وحب الذات. ثمة بعد إنساني بدا من خلاله علاقة عبد الوهاب بأم كلثوم أكثر تعقيدًا من كونها منافسة فنية؛ إنها حوار بين صوتين يمثلان وجهين لجمال واحد. بينما ظهرت أم كلثوم في العرض بتنويعات مختلفة، من طفولتها إلى كبرها، أداء ينحاز في كل المراحل للإنسانة التي تسكنها ويُعيد إكتشاف الست من الداخل، ولما كبرت عبرت الممثلة "أسماء الجمل" بأداء يوحي بالثقة والسيطرة والصلابة، لكن خلف هذا الصلابة وجعٍ دفين. في كل التفاتة من الممثلة، ثمة صمت، شجن فنانة تعرف أن المجد وحده لا يكفي. الأداء الصوتي كان محسوبًا بإتقان، لا يقلّد خامة أم كلثوم، بل يستحضر روحها عبر نَفَسٍ داخلي يحمل صدق التجربة لا نبرة الصوت. ما ميّز أداءها هو الوعي بالزمن، فقد جسّدت أم كلثوم كرحلة، لا كشخص. نراها تكبر وتتعلم وتنتصر وتُخفي تعبها تحت بريق الوقار. في لحظات الانكسار، يطلّ وجه المرأة التي لا تراها الجماهير، لتمنح الشخصية صدقًا إنسانيًا نادرًا. عمومًا فإن الأداء التمثيلي في المسرحية يُعد أحد أهم مفاتيح سحرها، إذ نجح الممثلون في نقل الجمهور إلى عالم مزدوج بين الطرب والوجع، كل ممثل في العمل بدا وكأنه "صدى" مختلف لصوت الست، يعكس من خلال أدائه طبقة وجدانية، تتراوح بين الشجن، والعشق، والخذلان. بعد مشاهدة دامت أكثر من ثلاث ساعات، قد نجد إجابة لتساؤلاتنا من خلال عرض يقدم مرثية للجمال واحتفاء بالخلود. تجربة تُحيلنا إلى سؤال آخر: كيف يتحول الصوت إلى قدرٍ للأمة؟ وكيف تظل أم كلثوم، حتى على خشبة المسرح، "كوكب الشرق" الذي لا يأفل؟.