انتصف شهر رمضان ولا يزال مسلسل "الحشاشين" تأليف عبد الرحيم كمال وإخراج بيتر ميمي، يتصدر ساحات الجدل والنقاش الساخن بين فريقين، أولهما يتماهى معه بوصفه ملحمة تاريخية وخطوة راسخة على درب الدراما المصرية شكلًا ومضمونًا، أي بصريًا وحكاية، وثانيهما (...)
بمناسبة عرض النسخة المرممة الجديدة لفيلمه "صبيان وبنات"، لأول مرة ضمن فعاليات الدورة ال25 لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، أكد المهرجان أن التجديد ليس فقط فى عرض الإنتاجات المعاصرة وطرح النقاشات حولها، إنما كذلك من خلال رؤى تتجدد فى (...)
هل تساءلت يومًا: أين نحن؟ كم الوقت لدينا؟ أين نعيش؟ ما شكل حياتنا المقبلة؟.. أظنها نوعية من الأسئلة الوجودية التي تفيض مع أخبار الحروب والعُسر، قبل مهرجان بغداد السينمائي بأيام قليلة أفادت وسائل الإعلام بانفجارات شرق العاصمة العراقية تتوازى مع أخبار (...)
"رق الحبيب وواعدنى يوم.. وكان له مدة غايب عني/ حَرَمت عينى الليل من النوم.. لاجل النهار ما يطمّني".. صوت أم كلثوم يتجلى من مكان ما أحاول أن أدركه هنا في شارع الرشيد، الشريان الرئيسي في بغداد، يخبرني أصدقائي العراقيين أن الشارع الممتد بين باب المعظم (...)
وصلت مطار القاهرة متأخرة، وهذا جديد تمامًا، فالتأخير ليس من عاداتي، لم أكن السبب ولم يكن كذلك ترددي في الخروج، هذا التردد الذي يأكل نصف الوقت أو أغلبه، لكنه كان الطريق المزدحم ثم طابور الدخول الطويل الذي استغرق نحو ساعة كاملة، كما استغرق حلمي لزيارة (...)
الخطوات التي يخطوها مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية سنويًا، تؤكد حرصًا على جعل السينما أساسية في مدينة معروفة بحضورها التاريخي، اختاروها لتكون الجغرافيا الواصلة بين مصر وامتدادها الأفريقي.. 13 دورة بخطوات ثابتة تزداد نضجًا وعنادًا في مواجهة الظروف (...)
هل نقول عن احتفالية مئوية الموسيقار سيد درويش التي أقامها مركز أبو ظبي للغة العربية في القاهرة بالأمس على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب، أنها طُبعت بالمكان الذي أنجزت فيه وهو قصر عابدين بمناخه الخاص وحضوره الأثير؟.. سؤالي ليس بسبب استدعاء تراث فني (...)
"أيها الأحباء لا تموتوا"، وجدتني أردد هذه الجملة بصوت مخنوق بينما كنت أتابع الجرائم الصهيونية البشعة والمتوالية على خان يونس ومخيم جباليا وبيت لاهيا ودير البلح، من الجنوب إلى الشمال مررورًا بوسط قطاع غزة، إذ يهدمون المنازل بالجرافات ويقتنصون الأرواح (...)
"باختياري قررت أن أكون منتجة، لأنها مهنة فيها قدر كبير من المتعة والحياة"، هكذا اختصرت ناهد فريد شوقي شغفها بمهنتها عندما التقيتها قبل أن يكرمها مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة منذ نحو ثلاث سنوات، حينها تحدثت معي طويلًا عن أفلامها وعلاقتها (...)
الطفولة تُغتال مرة أخرى أمامنا ونحن نحدق إلى شاشات التليفزيون بعيون غاضبة، حانقة، ساخطة، مترعة بحزن "مالوش آخر" وخجل هَيَّاب من العجز: أدم سامر الغول (8 أعوام) وباسل سليمان أبو الوفا (15 عامًا) طفلان أعدمهما الاحتلال قنصًا في مدينة جنين، أمطرتهما (...)
لم يكن في بالي أن أكتب، فما الذي يمكن أن أكتبه في هذا الإعصار الدموي المجنون الذي يعيشه الفلسطينيون؟ الكلام يخجل في حضرة كل هذا الدم المُراق، أية كتابة يمكن أن تنفع في هذه اللحظة القاسية ونحن لا نستطيع حتى إلتقاط أنفاسنا، من خبر إلى خبر نحدق في (...)
كأن صوت سيد درويش في هذا النهار يفتح ثقبًا جديدًا في الجدار الذي صنعه الانهيار الفظيع للثقافة والفنون، يُشرع أملًا على واقع هو في رأيي البسيط يحتاج إلى فضاء مفتوح على الخيال والإبداع الجدّي، وسط الفوضى الكثيرة التي تعانيها صناعة الفن عمومًا.. لا (...)
في خضمّ أغاني الصخب والضجيج التي باتت تطبع حال الموسيقى والغناء، ما الذي يؤنِس هؤلاء الشباب في أغنيات رومانسية تقدمها فرقة غنائية تنهج مسارًا مختلفًا، تبتغي من خلاله أن ترسم هويتها الخاصة؟.. تناوشني الأسئلة منذ اللحظة الأولى في حفل الأمس للفرقة (...)
عندما بدأ يومي أمس بصوت هدى سلطان، وأعرف بالصدفة أن هذا اليوم هو ذكرى ميلادها ال 98، فإنها مصادفة سعيدة حقًا وأمر مبهج أن أباشر نهاري بذكرى ميلاد وليس بتذكر الرحيل، وبصوت جميل فيه الكثير من الاستبشار و المَسَرَّة ما يطرح نوعًا من الالتماس الإنساني (...)
أول جملة تُقال عن فيلم "هجّان"، يمثل السعودية رسميًا ضمن قسم ديسكفري الذي يهتم بالأعمال الأولى والثانية للمخرجين المتميزين في الدورة الثامنة والأربعين لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي من 7 إلى 17 سبتمبر المقبل، أنه يفتح مسارًا جديدًا للسينما السعودية (...)
السينما شأنها شأن الحياة تيار متدفق، متصل الظواهر، لا يمكن فصل لحظته الراهنة عن ماضيه أو مستقبله، أو عن تفاعلها مع مجمل العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية المحيطة، بل والقانونية أيضًا، لتصوغ نفسها ببطء يصعب الانتباه إليه أو إدراكه في (...)
أحيانًا ينتابني السؤال في عصرنا هذا، عصر الكومبيوتر والانترنت والمنصات الإليكترونية، والقصف الإعلامي المكثف الذي استهدف منذ سنوات تطبيع العقول لتقبل مفاهيم الكونية والعولمة، وهي المفاهيم التي تحدث عنها من قبل عالم الاتصالات الكندي مارشال ماكلوهان (...)
سألتني مذيعة الراديو أن أدلي بدلوي وأقول رأيي فيما يخص عبارة "الجمهور عايز كدة"، وهل هي حق يراد به باطل؟ وإلى أي مدى ترتبط أفلام العيد بهذه العبارة؟ هل الجمهور "عايز" أفلامًا خفيفة خالية من المضمون، "على حسب تعبيرها"؟..
تعثرت برهة قبل أن أجيب، (...)
إنها الحرية، كالفرح والحزن.. كما لو كانت الكلمات صدى لإيقاع يعلو ويهبط ويعلن عن نفسه، فيفيض اللحن قويًا ويوقظ الحاضرين ثم يكمل الإيقاع دورته، كهذا الذي عزفته فرقة "تكناوني" وطوقنا جمالًا، وانفتح معه خيالنا في مستهل حفل ختام المهرجان الدولي للفيلم (...)
ملمحان مهمان يمكن للمتفرج أن يلحظهما ويتمتع بهما في الفيلم السعودي القصير "أيقظني"، تأليف وإخراج ريم البيات: الشِعر والمرأة، الركيزتان اللتان يقوم عليهما الفيلم، ومن خلالهما نستمع لصوت مارسيل خليفة يلقي شعرًا كتبه الشاعر أحمد الملا، بالمناسبة الملا (...)
نحو خمس دقائق قضيتها في مشاهدة الفيلم القصير" أزرق"، (شارك في مهرجان صنع بشغف بالبحرين، يُعرض في مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي 14-18 يونيو المقبل)، خمس دقائق مفتوحة على قراءات متعددة، بدرجة أدهشتني؛ ليس لأنه فقط مشغول بحرفية وإنما لقدرته على (...)
منذ اللحظة الأولى لحضوري الدورة التاسعة من مهرجان أفلام السعودية، المُقام سنويًا في المنطقة الشرقية، أدركت أنه مرآة ضرورية لواقع الحال السينمائي في السعودية. مرآة تصنع هذا الانعكاس الطبيعي للأفلام التي تزداد كمًا وكذلك كيفًا إلى حد تزداد فيه الأسئلة (...)
إنها في الأصل أغنية، واللي بنى مصر كان في الأصل ... وقبل أن أُكمل العبارة، تسلل إليّ صوت عذب ومستطاب يغني: (يا حلو ياللي لابس الحلو يا صغير يا عجباني)، إنه صوت حميد إبراهيم، أشهر مطربي شمال سيناء الذي أوصل أغاني التراث البدوي السيناوي إلى العالمية (...)
في مسلسل "مذكرات زوج"، تلتقي أحاسيس عديدة مدهشة، الدهشة هنا معقودة على التضادات التي جمعها السيناريست محمد سليمان عبد المالك عن نص ساخر للكاتب أحمد بهجت يرصد محاولات زوج للتمرد على حياة لم يعد يحتملها، لأنه يفتقد الحرارة والألفة فيها، بل يفتقد نفسه (...)
46عاما على رحيله ولازال المغني يثير موجات الحنين والنوستالجيا، وهو ما يطرح تساؤلات عدة عامًا بعد الأخر حول هذا الصوت الراسخ الذي يخشاه النسيان، حتى أفلامه في السينما تظل حاضرة بقوة، على الرغم من تغير النسق الزمني وتبدل أحوال السينما بوجه عام شكلًا (...)